إشراف: جيهان الجوهري تصوير: شريف الليثي رحلت «فاطمة» فى فيلم «الشوق» قبل نهاية الفيلم بدقائق لكنها بالنسبة لسوسن بدر لاتزال على قيد الحياة، فهى الشخصية التى أهدتها جائزة التمثيل لأول مرة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، غير أن الجائزة ليست السبب الوحيد للارتباط الوثيق بين «سوسن» و«فاطمة» وإنما السبب الأهم أن الممثلة القديرة تتعامل مع الشخصيات التى تؤديها باعتبارها موجودة بالفعل، فلا تتكلم عنها باعتبارها شخصية قدمتها وانتهى الأمر، رغم ذلك لا تعتبر «سوسن» أنها بطلة فيلم «الشوق» لتسير عكس التيار الجارف الذى أكد أنها حملت الفيلم إلى منصة التتويج، كما تؤكد أن الجائزة بداية لمشوار جديد لا نهاية لمرحلة، فالأحلام والطموحات أمامها كثيرة ولخصت أمنيتها فى أيام الفرح بالجائزة الغالية بأن تتكرر العام المقبل مع دور جديد وشخصية أخرى تقدمها للناس لتعيش بينهم لسنوات طويلة. * بداية لمسنا جميعا فرحتك العارمة بالجائزة رغم أنها ليست الأولى بالطبع التى تحصلين عليها من مهرجان سينمائى كبير؟ - نعم الفرحة كانت مضاعفة بكل تأكيد لأن الجائزة هذه المرة من مصر، ومن مهرجانها الأهم الذى لا يحصد فيه الفنانون المصريون جوائز إلا على فترات متباعدة، بالتالى شعرت بفرحة من طراز خاص تفوق فرحة أى جائزة من أى مهرجان آخر، تماما كما نشعر عندما يفوز المنتخب المصرى ببطولة مهمة. * الكل تساءل كيف نجحت «سوسن بدر» فى أن تتحول إلى «فاطمة أم شوق» بكل تفاصيلها التى رأيناها على الشاشة، بمعنى آخر هل الخبرة الطويلة سهلت المهمة؟ - الخبرة لها عامل أساسى بالطبع، لكنها وحدها لا تكفى، فالممثل يظل بحاجة لتوجيه طوال الوقت مهما قدم من أفلام، والشخصية بدأت بالملامح التى رسمها السيناريست «سيد رجب» على الورق، ثم إضافات المخرج «خالد الحجر» وبعد ذلك أعطونى المساحة التى أتحرك فيها كممثلة لتحديد طريقة مشى فاطمة ونظرتها وطبقة الصوت وغيرها من التفاصيل، ثم بعد ذلك بدأ دور الماكيير محمود رشاد فى الوصول للشكل النهائى للشخصية، وفى النهاية السينما عمل جماعى والكل يتعاون من أجل خروج الشخصيات كما ينبغى وأنا سعيدة لأننا فى هذا الفيلم نجحنا فى الوصول لمستوى الرواية التى كتبها «سيد رجب» لأن العادة هى أن تظل الرواية أو الورق المكتوب أفضل من الشريط المصور. * تتعاملين مع «خالد الحجر» للمرة الثالثة فما الاختلاف بين التجارب الثلاث؟ - نعم ظهرت كضيف شرف فى «حب البنات» ثم مع الفنانة «نبيلة عبيد» فى «مفيش غير كده» وأخيرا «الشوق» وأهم ما يميز «الحجر» أنه ينقل «مووود» الفيلم إلى البلاتوه، فإذا كان الفيلم راقصا وغنائيا نظل فى هذه الحالة طوال الوقت، أما فى كواليس «الشوق» فكنا صامتين كما فى الفيلم بالضبط. * قلتِ إن أصعب مشاهد الفيلم كان مشهد وفاة الطفل، رغم أن «فاطمة» لم تحضر الوفاة؟ - لأنه أحيانا تكون وفاة عزيز عليك فى غيابك أقسى وأصعب من الوفاة فى حضورك، وهذا المشهد أوجعنى أنا بشكل شخصى أكثر من «فاطمة»، أما المشاهد المتعبة فكانت مشاهد التسول لأنها كانت حقيقية وكنت سعيدة بأن الناس لم تتعرف علىَّ. * لكن هناك انتقادات للفيلم بخصوص التطويل فى بعض المشاهد وغياب المنطق الدرامى عن البعض الآخر؟
- هذا أمر يعود لطبيعة الفيلم نفسها، حيث كان لابد أن يشعر المشاهد بالوقت الحقيقى الذى يمر على الشخصيات حتى يستوعب سير الأحداث إلى نهايتها، فالاختصار هنا كان سيؤثر على المشاعر التى يجب أن يتلقاها المتفرج، كما أن المخرج «خالد الحجر» استخدم تكنيك «وان شوت» فى معظم الأحيان، بالتالى هو اختيار فنى من جانبه لا يوجد فيه «حلو ووحش» ومن شاهد الفيلم يلاحظ أن كل أهل الحارة تم تعريفهم بشكل جيد وهو أمر يحسب للمخرج، فالفيلم يقوم على حوالى 10 شخصيات ومع ذلك كل شخصية أخذت حقها على الشاشة، كما أنه لا يوجد معيار للوقت المحدد لأى فيلم، أنا أتكلم من الناحية السينمائية لا من ناحية عادات دور العرض فى مصر. سوسن تتحدث لصباح الخير * وهل تتوقعين تحقيق الفيلم لإيرادات فى ظل السمعة السلبية التى يحصل عليها أى فيلم يدخل مهرجان؟ - موضوع الإيرادات متروك للجمهور وهى عملية نسبية بكل تأكيد، لكن يجب أن نتوقف نحن عن هذا التصنيف، فنقول هذا فيلم مهرجانات وهذا فيلم جماهيرى، ولو سألت أى شخص ما هى مواصفات الفيلم الجماهيرى لن تجد إجماعاً على هذه المواصفات، وفى النهاية نحن قدمنا فيلماً نفخر به، وما يحدث بعد ذلك أمر يتعلق بالجمهور الذى بالمناسبة يختلف ذوقه من فترة لأخرى والدليل نجاح أفلام فى التليفزيون بعد فشلها تجارياً. * فوجئنا قبل عرض الفيلم بعدة أيام بحوار مع الفنانة «روبى» تقول فيه إن «سوسن بدر» هى بطلة الفيلم وكان الكل يتعامل مع «الشوق» على أنه بطولة «روبى» فلماذا التزمت الصمت قبل الفيلم وكيف تعاملت مع الحملات الهجومية ضده؟ - بصراحة روبى أخطأت عندما قالت إننى بطلة الفيلم، فالفن عمل جماعى والبطولة لا تحسب بمن يكتب اسمه على التترات أولا ولم أكن لأصل لهذه المرحلة من الأداء بمفردى، وهذا ليس كلام شعارات، فأنا مؤمنة به جدا، مثلما أؤمن بأننى قدمت أدوارا جيدة فى مساحات صغيرة لكن بتعاون مع أبطال هذا الفيلم أو ذاك المسلسل، بالتالى لم أكن بطلة الشوق حتى أخرج وأقول للناس انتبهوا أنا البطلة، أما بخصوص الحملة على الفيلم فالأمر بات يقلقنى بشدة لأنه تحول لظاهرة اجتماعية لا فنية، حيث أصبحنا نحكم على الأشياء قبل أن نراها، لم يكن عندى أى مشكلة فى أن يهاجم الفيلم من يشاء لكن بعد عرضه، وهو ما حدث أيضا مع فيلم «احكى يا شهرزاد» وأتمنى انتهاء هذه الظاهرة التى لا تضر السينما فقط، فالآن مثلا بعد عرض «الشوق» صمت الجميع. * بصراحة هل ستتوقف سوسن بدر عن قبول الأدوار القصيرة بعد جائزة الشوق؟ - أنا لا أقبل أدواراً قصيرة وإنما شخصيات مؤثرة فى الأحداث أيا كانت مساحة ظهورها، وبصراحة أنا لا أحب شيئا غير التمثيل وليس من المنطقى بالنسبة لى أن أجلس فى المنزل عدة شهور انتظارا لدور كبير، طالما جاءتنى شخصيات جيدة سأقدمها ولن تغيرنى الجائزة. * أخيرا: هل لاتزال «سوسن بدر» تحلم بتجسيد شخصية «نفرتيتى» التى رشحك لها المخرج «شادى عبدالسلام» فى بداية مشوارك الفنى؟ - تجيب ضاحكة: للأسف الآن يمكن أن أقوم بدور والدة نفرتيتى، لكننى معجبة جدا بشخصية الملكة «شجرة الدر» ومستعدة للقيام بها فى حال وجود نص جيد ومنتج ومخرج محترفين.