لا أعلم لماذا عندما شاهدت أداء الفنان عادل إمام في فيلم زهايمر، تذكرت مسرحية شاهد ماشافش حاجة رغم أنه لا مجال للمقارنة لاختلاف الشخصيتين، ولكن ربما بسبب بساطته فمن منا لم يتعاطف مع شخصية «سرحان عبدالبصير» الذي تورط بدون أن يدري في قضية لا يعلم عنها شيئاً، هكذا شعرت حينما رأيت أداءه السلس في تجسيد دور الأب المغلوب علي أمره الذي تآمر عليه أبناؤه وأقرباؤه ليعيش في حالة من التخبط لدرجة تصل إلي اقتناعه بمرضه أخيرا إلي أن يكتشف المؤامرة التي دبرت له ويبدأ في الانتقام من أبنائه. منذ سنوات طويلة لم أكن أقتنع بالزعيم في دور الدنجوان الذي تقع في غرامه النساء ويتسابقن عليه، ولكن الشخصية من لحم ودم يشعر بها المتفرج ويتعاطف معها ومع دموعها ولا يشعر فقط أنها شخصية من عالم آخر بعيداً عنه، ومن أروع مشاهد الفيلم ذلك المشهد الذي قدمه الفنان سعيد صالح صديقه الذي أصيب بالمرض، وكيف بدأ يعيد حساباته من خلاله، الفيلم تناول حالة من الخداع تعرض لها من الجميع وكيف باعوا مبادئهم لمجرد الحصول علي المال بداية من أبنائه وأصدقائه وهذا ما صدمني وكنت أتمني فعلا أن يكون مصاباً بالزهايمر فعلا لتستمر الحالة الإنسانية التي اندمجت فيها مع الشخصية فهذا المرض قماشة عريضة كان من الممكن استغلالها دراميا وتناولها بشكل أدق وكحالة إنسانية نفتقدها في الدراما ولم يتم تناولها من قبل.