طلب الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف من الدعاة خلال لقائه مع القيادات الدينية والدعاة بمحافظة الفيوم، أن يكونوا شركاء فاعلين في حماية أمن واستقرار الوطن والحفاظ علي سلامته، بالتصدي لكل محاولات إثارة الفتنة بكافة أشكالها، والدفاع عن حق المواطن في أن يعيش حياة آمنة، وأن يدعو إلي ترسيخ قيم المواطنة، والتعايش الإيجابي واحترام الآخر، وهي قيم ثابتة في الإسلام وكافة الشرائع والمواثيق الدولية. وأضاف د. زقزوق أن تجديد الخطاب الديني أصبح ضرورة حتمية للمشاركة في مرحلة البناء التي تعيشها مصر اليوم، وتستدعي مضاعفة جهود المجتمع بأكمله، خاصة الدعاة لما لهم من دور كبير في توجيه فكر المواطنين وسلوكهم إلي ما فيه رقي المجتمع، مشيراً إلي أنه لم يعد لائقاً أن يظل الخطاب الديني محصوراً في الدعوة والإرشاد فقط لكن يجب أن يتجاوز ذلك إلي ترسيخ القيم الدافعة لتقدم المجتمع والتي تدعو المسلمين إلي الاجتهاد والإبداع والعمل وزيادة الإنتاج والتسابق مع الأمم الأخري في كل مجالات الحياة. وقال الوزير إن الدعوة لتجديد الخطاب الديني لا تعني المساس بالثوابت الدينية، ولكن التصدي للمتغيرات المستمرة، وطرح رؤي جديدة تجاهها، وطالب الدعاة بضرورة التخلص من أسلوب الترهيب والتخويف في الدعوة، والابتعاد عن القصص الخرافية والصراخ والتشنج علي المنابر، وحثهم علي ترغيب الناس في الدين، ودعوتهم إلي الإقبال علي الحياة والسمو بفكر المواطن من خلال إعلاء قيم العقل الإنساني، بدلاً من إصابتهم باليأس والإحباط، وطالبهم أيضاً بأن لا يحرموا علي الناس مباهج الحياة، لأنه لا تحريم إلا بنص صريح، وعليهم ألا يجعلوا الحياة قائمة من المحظورات والمحرفات لأن الإسلام لا يرفض استمتاع الناس بحياتهم. كما دعا د. زقزوق الدعاة وخطباء المساجد إلي وضع قضية الزيادة السكانية علي قائمة أولوياتهم، باعتبارها أخطر التحديات التي تعوق عملية التنمية، مؤكداً أن تنظيم الأسرة لا يخالف الشريعة الإسلامية ولا يتصادم مع ثوابت الدين.