كان الفنان الفرنسى «بيسارو» أكبر رفاقه التأثيريين، قيمته ليست فى مساهمته فى الحركة التأثيرية وما بعدها، ولكن فى تأثيره على زملائه مثل الفنان سيزان. نزح من جزر الهند الغربية إلى باريس، وبدأ الرسم عام 1855 ورفضت أعماله بصالون باريس ليجد نفسه مع رفاقه التأثيريين فى معرض المرفوضين، أقام لنفسه مرسما فى إحدى القرى الفرنسية، حيث تخصص فى رسم المناظر، ومثل كل التأثيريين كانت ألوانه مضيئة وزاهية وقد أعلن أنه لا يستخدم اللون الأسود لأنه ليس لونا. قامت الحرب السبعينية وهرب بيسارو إلى لندن تاركا فى مرسمه 1500 لوحة لم يجد منها بعد عودته سوى40 لوحة فقط.. فى لندن التقى صديقه كلودمونيه ويقومان برسم مناظر لندن، ونلاحظ فى لوحات بيسارو قوة التباين بين النور والظل ولذلك كانت أشكاله رصينة وذات ثقل، كان ولاؤه للطبيعة كبيرا يسجل مظاهرها بروعة، وينحى عنها أحيانا لرغبته فى تسجيل حجوم الكتل اللونية بدقة بنائية لا توجد عند رفاقه. سافر كثيراً فى السنوات الأخيرة من حياته خارج فرنسا إلى هولندا، وإنجلترا، وبلجيكا ليرسم الشواطئ والموانئ والمدن، كما رسم مناظر باريس المتألقة. وحظى بالنجاح والشهرة والتقدير قبل وفاته.