أخى الرائع فى كتابة الجوابات ونقد الذات يا ونيس جدا جدا لأن رسالتك وصلتنى وأنا فى مرسمى غرقان فى لوحاتى وألوانى ولم أقابل أحدا سواك على الورق.. كلامك وأفكارك رائعة جدا وأنا موافقك على طول الخط الواحد وأنت بطل ورائد فى فنك وحكاية تصنيفه لخدمة الآخرين المحتاجين للمساعدة جعلت الفن رسالة إنسانية وأنت فى نهاية أو كعب الكرة الأرضية أستراليا وتوفيقك الأخير للجمع بين الرسالة والعودة للوطن الحبيب ولقاء الأصدقاء القدامى ومن تبقى منهم وأنا منهم ونرمين وإيهاب مثلا. وتكفى رحلة رئيس التحرير إلى بيتك فى أستراليا وافتخار إحسان عبدالقدوس بك، وكلامك عن تدليع الخط فى الرسم ليكون واحدا صحيح ولكن لم أهتم بتلفيق الحكاية على الورق أو اللعبة ذاتها كالبهلوان أو مهرج السيرك ولم أستعجل حكاية التقاط ملامح مميزة فى الخط ولم أفتعل وقد كنت أرسم ذات صباح وأنا فى طريقى إلى مجلة أفريقيا الشابة jeune afrique وكانت لى صفحة أسبوعية مع رئيس تحرير تونسى يعيش فى باريس اسمه بشير بن يحمد وفريق التحرير أغلبه من أفريقيا أو شمالها فى تونس والمغرب والجزائر ما عدا أنا من مصر، وكانوا أحيانا لا يفهمون رسمى ولكن كنت أبحث عن عمل منتظم فى باريس لأستكمل دراستى فى كلية فنون جميلة باريس والسوربون تاريخ الفن رسالة عن الخط المصرى القديم فى رسوم بيكاسو ولم أكمل الدراسة ولكن اكتفيت بسنتين كلها محاضرات من أستاذ وناقد له كتب كثيرة اسمه marc lebot. دخلت قاعة التحرير فى هذه المجلة بموعد مسبق من صحفى كبير صديق للدكتور أنور عبدالملك الذى أوصانى به خيرا ومعى كراستى وقلمى الفلوماستر وأنا أشبك الخطوط كلها مع بعض أنف سكرتير التحرير مع شعر سكرتيرته الحسناء الأحمر، وهكذا لمدة لاتقل عن نصف ساعة صعد أحدهم إلى مكتب رئيس التحرير التونسى الفرنسى وهو فى قمة كبريائه كرئيس تحرير على مكتبة الوثير فى الطابق الأعلى.. صعد أحدهم - صحفى فرنسى شاب لطيف يعرفنى جيدا - يقول لرئيس التحرير. أرجوك أن تهبط إلى طابق التحرير لترى رساماً مصرياً له طراز خاص فى الرسم. كان استقبال رئيس التحرير لى بهذه الطريقة نجاحا كبيرا لى حيث وقعت للعمل أسبوعيا فى صفحة اسمها le semaino vre bahgory ورغم أن العقد كان أسبوعيا لمدة عام إلا أنى اختلفت كثيرا حول رسومها السياسية ولم أستطع التكملة وكنت بدأت أبيع بعض رسومى بالحبر وبالألوان فاكتفيت بذلك. أما قصة رسمى فى الباص لحسناء تجلس عن قرب سحرتنى ربطة العنق وذيل الحصان فى الشعر وفجأة هبطت من الباص فى المحطة اللاحقة فلم أرفع قلمى عن الورقة، وأكملت الرسم من الذاكرة بالخط الواحد. أما رأيك بأن رسومى فى صباح الخير الأولى المبكرة كانت أجمل فى الخط ولكنى أعرف أنها زخرفية فقد كنت أمضى وقتا طويلا فى التنفيذ والضغط على أطراف الخط ليصبح له هذه النغمة الموسيقية أما الخط الحالى فهو خاطف سريع بدون إعادة يتبع اللحظة الخاطفة. أما نقدك لبيكاسو فهو رائع وقد تابعت أعماله الأخيرة فهى كما قلت انتقال لجسم المرأة من الجمال إلى الوحشية ويسمونها هنا «فولجاريتى» volgarite وأهم لوحة له سيئة جدا ولكن الكتب تنشرها بفخر وهى لوحة امرأة عارية بتعمل بى بى.. بملحقاته كامل بلا خجل. الفنان الذى رسم العالم كله فى أكثر من نصف قرن له الحق فى نهاية العمر أن يبالغ ويتطرف فى الرسم حتى التخريف لأنه يعرف قيمة توقيعه على أية حال.. وعلى فكرة أثناء دراستى لحياته اكتشفت أن اسمه لويس بابلو رويز اسم الأب.؟