بعيون دامعة نودع الشهر الكريم لنستقبل ليلة العيد بأنسها وبهجتها على أنغام صوت حلو عذب يهون علينا فراق الشهر الكريم ويصف لنا جمال وبهاء وبركة ليلة العيد حاملا الأمل والسعادة والحب وهو صوت سيدة الغناء العربى وكوكب الشرق أم كلثوم وهى تشدو بأجمل ما كتب عن ليلة العيد للشاعر أحمد رامى ومن تلحين رياض السنباطى. تشاركنا أم كلثوم فى استقبال ليلة العيد وما نحمله من شوق ولهفة للقاء الأهل والجيران وارتداء الملابس الجديدة ورائحة الكعك تملأ الحوارى والأزقة وصوت لعب الأطفال وضحكاتهم تنبعث من أرجاء المكان وقد توارت الفوانيس وهل هلال العيد. ولدت أم كلثوم فى «30 ديسمبر 1908 «فى محافظة الدقهلية والدها إبراهيم البلتاجى مؤذن قرية طماى الزهايرة مركز السنبلاوين، كانت تحفظ وتغنى القصائد والتواشيح هى وأخوها خالد إبراهيم البلتاجى، اشتهرت فى مصر والعالم العربى ولقبت بكوكب الشرق وسيدة الغناء العربى، وأصبحت هى المصدر الرئيسى لدخل الأسرة وهى طفلة فى العاشرة من عمرها، وفى عام 1916 تعرف والدها على الشيخين زكريا أحمد وأبوالعلا محمد اللذين أتيا إلى السنبلاوين لإحياء ليالى رمضان، وتم إقناع الأب بالانتقال إلى القاهرة ومعه أم كلثوم.. وكانت الخطوة الأولى فى طريقها إلى النجومية وفى عام 1923 استقرت نهائيا فى مصر وغنت فى كبرى الحفلات، وفى عام 1924 بدأ محمد القصبجى فى إعداد أم كلثوم فنيا ومعنوياً. فى عام 1928 غنت أم كلثوم مونولوج «إن كنت أسامح وأنسى الأسية» وحققت الأسطوانة أعلى مبيعات وقتها، وفى عام 1935 غنت «على بلد المحبوب ودينى» من ألحان رياض السنباطى، وقد ظل السنباطى يلحن لأم كلثوم ما يقرب من 40 عاماً. قامت أم كلثوم ببطولة عدة أفلام منها «وداد»، «نشيد الأمل»، «دنانير»، «سلامة». وفى 22 يناير 1975 تصدرت أخبار مرض أم كلثوم الصحف وكانت الإذاعة تستهل نشراتها بأخبار مرض أم كلثوم وسط حزن كبير بالوطن العربى حتى وافتها المنية وقد أرسل الأمير عبدالله الفيصل هدية عبارة عن عدة لترات من ماء زمزم وصلت مباشرة من الأراضى المقدسة كواجب أخير. وقد أشاد بها الغرب إشادة عظيمة حيث كتب «بيجل كاربيير» فى صحيفة الفيجارو: إنه برغم أن الأوروبيين لم يفهموا الكلمات إلا أنها وصلت إلى روحهم مباشرة وقد كتبت التايمز أنها من رموز الوجدان العربى الخالدة، صحيفة زيت دويتش سايتونج الألمانية كتبت أن مشاعر العرب اهتزت من المحيط إلى الخليج بينما كان العرب يعتبرونها الهرم الرابع فى مصر.؟