أبرز ما يميز الممثلة الشابة ''يسرا اللوزي'' أنها ضمن مجموعة محدودة من الفنانين الذين يختارون أعمالهم الفنية بناءً علي قواعد صارمة استقروا عليها قبل أن يدخلوا أول بلاتوه في مشوارهم مع الفن، يسرا اللوزي التي قدمها يوسف شاهين لأول مرة تنحاز دائما للتجارب السينمائية المختلفة التي تضيف لها كممثلة حتي لو حالت تلك التجارب دون حصولها علي لقب النجمة، ''اللوزي'' التي ظهرت في رمضان الماضي بجوار الفنانة الكبيرة ''يسرا'' اختارت مسلسلاً واحداً فقط للظهور من خلاله هذا العام وهو ''الجماعة'' رغم أنها تلقت عروضاً للمشاركة في العديد من المسلسلات نجحت في الاعتذار عنها جميعا رغم كل الضغوط لتحافظ علي قواعدها سالمة وتنتظر المزيد من الأعمال المميزة حتي لو طال الانتظار. • تشاركين هذا العام في مسلسل وحيد هو ''الجماعة'' رغم أن وجودك بجوار الفنانة ''يسرا'' في مسلسل ''خاص جدا'' كان كفيلاً بفتح الباب لك للتواجد في أكثر من مسلسل كما يفعل معظم الممثلين الشباب؟ -أحتفظ لنفسي بأسلوب معين في اختيار أعمالي خلال هذه المرحلة، ومنذ بدأت مع ''يوسف شاهين'' في ''إسكندرية - نيويورك'' ولا أشعر أنني مطالبة بالتواجد المكثف وإنما بالحضور المؤثر، ومازلت في البداية والجمهور يريد أن يراني أتطور وأقدم الأفضل حتي ولو علي فترات متباعدة، لا يعني هذا أنني أرفض تقديم عملين في موسم واحد، لكن عندما تكون النصوص التي وصلتني غير جيدة من وجهة نظري أعتذر علي الفور، وهو ما حدث هذا العام من خلال أكثر من مسلسل لن أذكرها لأنها معروضة الآن، بينما وافقت علي مسلسل آخر بجوار الجماعة هو ''البرنسيسة والأفندي» لكن الظروف الإنتاجية حالت دون تنفيذه بينما كنت أشعر أنه سيضيف لي الجديد، والوحيدة التي كنت سأوافق علي الظهور معها هذا العام دون تفكير هي الفنانة يسرا التي لا أستطيع أن أقول لها لا، كذلك فإن فترة تحضير أي عمل تحتاج لتفرغ وتركيز، فمثلا عندما عرض علي بطولة مسلسل ''ليلي مراد'' قالوا لي إن التصوير سيكون بعد ثلاثة أسابيع وقلت لهم إن تلك الفترة غير كافية علي الإطلاق حتي أدخل في هذه الشخصية وأستوعبها ولست نادمة علي كل هذه الاعتذارات . • وما الذي جذبك لمسلسل الجماعة؟ - العمل مهم بكل تأكيد ومع وحيد حامد ومحمد ياسين، ونخبة من النجوم المخضرمين، فقد كانت لي مشاهد مع كريم عبد العزيز وعمرو واكد، بالإضافة لحسن الرداد وعزت العلايلي وسوسن بدر وغيرهم الكثير، وهو عمل عن جماعة مهمة جدا في تاريخ مصر ويستفيد منه الجمهور والمعارضون والمتفقون مع هذه الجماعة. • هل قرأت عن جماعة الإخوان «المحظورة» قبل الوقوف أمام الكاميرا؟ - درست في الجامعة الأمريكية في قسم العلوم السياسية بالتالي لدي خلفية معرفية كبيرة عن نشأة جماعة الإخوان، أما قبل تصوير المسلسل فكنت مهتمة بالتمكن من دوري خصوصا أنه بعيد عن الجماعة نفسها، فأنا لا أقابل أحداً من قيادات الإخوان في أحداث المسلسل. • وما طبيعة شخصيتك خصوصا أنك من الأبطال الرئيسيين ومع ذلك لم تقابلي الإخوان؟ - أولا المسلسل ليس عن الإخوان فقط إنه يقدم صورة بانورامية لمصر الآن وفي الماضي من خلال قصة صعود جماعة الإخوان، وثانيا دوري هو خطيبة وكيل النيابة الذي يحقق مع شباب الإخوان، وحفيدة المستشار عبدالله كساب الذي يروي لخطيبي رؤيته للإخوان، بالتالي أنا متواجدة في هذه الحوارات بجانب كوني من الشباب الرافضين للكثير من السلبيات التي تضرب مجتمعنا ويستغلها أهل السياسة أسوأ استغلال، وأظهر في الحلقات الأولي كموظفة في شركة محمول، قبل أن تتغير حياتي تماما مع مرور الأحداث وللعلم أنني البنت الوحيدة صاحبة المساحة الكبيرة في المسلسل. • كيف يتعامل الممثلون في عمل يتعرض للانتقادات خلال تصويره؟ - واضح أنها أصبحت موضة، فلا أحد ينتظر مشاهدة المسلسل أولا، وهو ما حدث معي في فيلم ''بالألوان الطبيعية'' فالكل يهاجم قبل أن يشاهد، لكننا كممثلين في أغلب الظروف لا نهتم بهذه الحملات ونركز أكثر في إنهاء المهمة والحكم في النهاية سيكون للجمهور عندما يري العمل. • وماذا تقولين لأصحاب هذه الحملات باعتبارك من فريق العمل؟ - أقول إن أي عمل فني يقدم وجهة نظر صناعه لا وجهة نظر التاريخ الذي من الأساس لا يوجد من يقول إن معه التاريخ الحقيقي، فكل الشخصيات والوقائع التاريخية لها أكثر من رواية، لكننا نميل في النهاية للرواية الأكثر مصداقية، وفي المسلسل نقدم كل وجهات النظر، كما حرص الكاتب الكبير وحيد حامد علي ذلك، ولا ندين جماعة الإخوان «المحظورة» فقط ولا نشيد بهم، بل ندين كل من تسبب في آلام الناس، وهذا ما لمسته خلال التحضير والتصوير، لكن حكمي أنا نفسه يظل ناقصا لأنني لم أشاهد كل الحلقات، فقط أنا مسئولة عن مشاهدي، وبالمناسبة هذا المسلسل من النوعية التي تتطلب تركيزا كبيرا من المشاهد لكي يتأمل ما يحدث أمامه والإيقاع سريع للغاية ولا يمكن تفويت حلقة لأنه ليس كمسلسلات الحكايات العادية. • من التليفزيون نعود للسينما، لم تقدمي حتي الآن فيلما يحمل الصبغة التجارية، فهل هناك إصرار علي الابتعاد عن هذه النوعية من الأفلام؟ - بالعكس أتمني التواجد مع النجوم أصحاب الجماهيرية، لكن في نصوص تناسبني وتقدم الجديد كما ذكرت، أما الأفلام التي أشارك فيها فأشعر دائما أنني أحب هذه النوعية وصناعها يرون أنني مناسبة للمشاركة فيها، وأعتقد أن معظمها أفلام مؤثرة بالفعل وتقدم صورة إيجابية عن مستوي السينما المصرية. • لكن الجمهور يخاصم هذه النوعية من الأفلام؟ - الصحافة والموزعون هم السبب، يقومون بإلصاق تهمة عدم الجماهيرية بهذه الأفلام من البداية حتي يمنحوها مواعيد عرض سيئة، ففيلم «هليوبوليس» تم عرضه في شهر واحد مع فيلم «عصافير النيل» وكلاهما من وجهة نظري أفلام جيدة لكن عندما أذهب لمشاهدة الفيلم وأجد 4 أشخاص فقط بالتأكيد الذنب لا يقع علي صناع العمل وإنما علي المناخ الذي يحيط بالسينما. • وماذا عن فيلمك الأخير «ميكروفون»؟ - الفيلم تجربة جديدة تماماً ويدور في الإسكندرية مع العديد من الفرق الموسيقية التي يظهر أعضاؤها بشخصياتهم الحقيقية وهو بطولة خالد أبو النجا وهاني عادل وإخراج أحمد عبد الله ومرشح للعرض في مهرجان تورنتو بكندا. • تزوجت في سن مبكرة، وكأنك تصرين علي الابتعاد عن صفات النجمات اللاتي يتأخرن في الوصول لهذا القرار؟ - نعم ولم أحرص علي أي دعاية لأن الزواج أمر شخصي والجمهور له فقط حق الاطلاع علي نشاطاتي الفنية ولا أحب أن أستغل الأمور الشخصية للتواجد علي صفحات الجرائد ورغم سني الصغيرة كما يقولون لكنني حريصة علي أن أكون ربة منزل ناجحة وأن أستمر بقوة في نشاطي الفني.