ببساطة شديدة وخفة دم عالية، دون محاولات الاستظراف التى تخنقنا، وتحول الممثل إلى لاعب أكروبات فاشل. قدم أحمد مكى مسلسله «الكبير أوى» حيث أخذ ينتقل برشاقة بين شخصيتين على النقيض تمامًا، فمن الصعيدى الحمش قوى البنية، دماغه أنشف من الحجر، ولا عتريس زمانه، إلى «جونى» أخيه التوأم الذى تربى فى أمريكا، وقد تعمد مكى أن يجعله بلغتنا الدارجة «فرفور»، ويتولى هذا الفرفور عمودية قرية المزاريطة بالانتخاب، بدلاً من أخيه «الكبير» الذى كان سيركب كرسى العمودية خلفًا لأبيه «الكبير قوى» فى إطار كوميدى بإفيهات تميز بها أحمد مكى منذ بداية ظهوره بشخصية «H دبور»، وتظهر هنا موهبة مكى الحقيقية وهى التشخيص بمعنى أنه يقوم بخلق الشخصية بكل جوانبها ويتحدى نفسه فى تجسيدها وإقناع المشاهد بها متجنبًا الفخ الذى يقع فيه كثير من الممثلين عندما ينجحون فى أداء شخصية معينة.. يحبها مع المشاهدين، يستمرون فى تقديمها حتى تتحول من شخصية جديدة وناجحة، إلى شخصية مستهلكة ومحفوظة ومملة أيضًا. بشكل عام المسلسل يمثل انطلاقة تبشر بظهور نخبة جديدة من الممثلين الشباب، الذين سيغيرون مسار الكوميديا، والقاسم المشترك فى أعمال مكى فى الفترة الأخيرة هى دنيا سمير غانم، وبالرغم من أن دورها فى المسلسل لم يتم التركيز عليه بشكل جيد، إلا أنها أبدعت فى تقديم «فهدية»- وهو اسم دنيا فى الكبير قوى» زوجة الكبير الهادئة المطيعة التى تتحمل طباعه وعصبيته وإهانته المستمرة لها وتحاول دائمًا إسداء النصح له، إذا رضى عنها يقول لها «بحبك يا بجره»، وإذا غضب عليها، رقعها علقة سخنة «بالبُلغة». أما جونى أخوه التوأم الذى كانت تقوم والدته بأبحاث على خلط الجينات البشرية المختلفة مما دعاها إلى الزواج بالعديد من الجنسيات حتى قابلت «الكبير اوى»، ورأت أن زواجها منه سيحقق لها حلمها بالوصول إلى «supen baby» وهو الطفل الصعيدى الأمريكانى، لتنجب بعد ذلك طفلين تأخذ واحدًا منهما إلى الولاياتالمتحدة ليعيش معها هناك، وعندما يشعر الكبير أوى بأن أجله قد حان يرسل له ليأتى إلى المزاريطة ويأخذ نصيبه من الميراث، وتبدأ بعد ذلك المفارقات والمواقف الكوميدية بين جونى والكبير.