أطفال صغار شاركوا في ورشة «قياس محيط الأرض» بمكتبة الإسكندرية ورغم غرابة فكرة الورشة التي تتم خلال يوم واحد في العام ضمن أنشطة المكتبة الصيفية وتشمل تجربة يومية يقوم بها الأطفال للتعرف علي نواحي الحياة المختلفة إلا أن الأطفال فرحوا بها جدا ، لأنهم تعرفوا علي أشياء جديدة ومبهرة حيث قام الأطفال بأنفسهم في كل من محافظتي الإسكندريةوأسوان بقياس قطر الأرض في احتفالية تسمي «احتفالية أراتوستينس» نسبة إلي العالم «أراتوستينس» الذي اعتمد علي تعامد الشمس علي قاع بئر لقرية في أسوان ومقارنة القياسات التي يجريها الأطفال هناك بقياسات الطلاب في مكتبة الإسكندرية. ويتم التبادل بالبث المباشر بين الأطفال ومناقشة النتائج أيضا مع أطفال من فرنسا والأرجنتين وبلغاريا وإسبانيا. - احتفالية أراتوستينس الدكتور «عمر فكري» - مدير وحدة العروض والبرامج بالقبة السماوية بالمكتبة - وصف الاحتفالية بأنها احتفال بيوم الانقلاب الصيفي 21 يونيو وصمم هذا الأسلوب العالم «أراتوستينس» الذي ولد بليبيا واحتل منصب أمين مكتبة الإسكندرية وواكب العالم أرشميدس وابتكر الميلاد، والطريقة التي صممها لقياس محيط الأرض تعتمد علي استخدام معادلة رياضية هي 2,7/360=800/س وتعتمد هذه الطريقة علي أن 2,7 هي زاوية الظل التي يقوم بقياسها في هذا اليوم و360 هي زاوية الدائرة و800 كم هي المسافة بين الإسكندريةوأسوان. - أحلي شيء تعلمته عمر أحمد -13 سنة - شارك بهذه التجربة ويقول : «أحلي شيء تعلمته أني أستطيع أن أقيس محيط الأرض وأنا في مكاني معتمدا علي يوم في السنة لأن الشمس تكون عمودية علي الأرض في يوم 21 يونيو ونحضر قلما علي ورق كرتون ونقيس طول الظل وتستخدم المعادلة الحسابية السابقة بعد أن نتأكد من قياس زاوية الظل وهي 2,7 من زملائنا في أسوان». أما محمود -14 سنة - فيقول : «يوميا نقوم بتجارب في المكتبة في فترة الصيف ، ولكن قياس قطر الأرض مميز لأننا لا نستطيع أن نقوم بهذه التجربة إلا يوما واحدا في السنة ، وكنت أعتقد أننا سنسافر حتي نقيس محيط الأرض ، ولكنني علمت أننا سنقوم بها في نفس مكاننا من خلال حساب عدة قياسات نقوم بها ثم نطبق المعادلة الحسابية التي تعتمد علي حساباتنا والتي نتأكد منها من زملائنا في أسوان ويحدث نوعا من النقاش وكذلك التعارف بيننا». - قياس محيط الأرض أما سلمي -15 سنة - فتقول : «اشتركت في نشاط المكتبة وأحب التاريخ والجغرافيا واستمتعت بقصة حياة العالم «أراتوستينس» وأنه قام بقياس طول إحدي المسلات بالإسكندرية عندما كان أمينا للمكتبة وسط النهار واستخدم هذا القياس لحساب زاوية الميل بين اشعة الشمس والمسلة فكانت 2,7، حيث تكون زاوية الميل بين أشعة الشمس والأجسام الرأسية صفر لأن الأرض كروية وأشعة الشمس متوازية وامتداد الخط المركزي بين الإسكندريةوأسوان واحد لأنهما علي نفس خط الطول لذا استنتج العالم أن نسبة زاوية الظل 2,7 إلي زاوية الدائرة 360 تساوي نسبة المسافة بين الإسكندريةوأسوان 800 كم، واستنتج كما استنتجنا أن قياس محيط الأرض 40 ألف كم2.