أولاد وبنات.. شباب زي الفل من طلاب كليات الطب بجامعتي القاهرة وعين شمس تجاوزوا أسوار الجامعة وقرروا تقديم الخدمات الطبية والصحية المختلفة لأفراد المجتمع وللمناطق المحرومة بوعي وجرأة يحسدون عليها، وهم شباب متطوعون لا يسعون وراء الربح ولا الشهرة وإنما هدفهم تقديم رسالة واضحة أن شباب مصر بخير وبإمكانه أن يفيد المجتمع وينشر الوعي الصحي به من خلال فكرة القوافل الطبية التي يقومون بها إلي عشرات المناطق الفقيرة والعشوائية بخلاف ما يقدمونه لطلاب الجامعة بغرض رفع الوعي الصحي لديهم من خلال جمعيات طلابية طبية أسسها الطلاب أنفسهم. - قوافل طبية المهم أن دور هذه الجمعيات وبالتحديد في جامعتي القاهرة وعين شمس تجاوزوا أسوار الجامعة لتقديم الخدمات الصحية المتنوعة لأفراد المجتمع وعمل دور إيجابي لتوعية الأفراد والتواصل معهم. وذلك من خلال القوافل الطبية لتوعية الأفراد في المناطق المختلفة مثل المناطق العشوائية والفقيرة أو التي تكثر بها الأمية الصحية. وذلك بخلاف الحملات الصحية التي تكون لها أماكن مخصصة داخل الجامعة، تسمي «أكشاك» وتهدف إلي توعية طلاب الجمعية ويتردد عليها من 500 إلي 600 زائر علي مدار اليوم وتستمر حملاتهم للتوعية علي أكثر من يوم في جامعة عين شمس، وتختلف الحملات للتوعية عن فيروس الكبد الوبائي ومخاطر السمنة والاكتشاف المبكر لسرطان الثدي والضغط وأخطاره علي الصحة العامة وأيضاً أنفلونزا الخنازير وكيفية الوقاية منها. أما الأماكن المخصصة داخل جامعة القاهرة فقامت بتوعية الطلبة والأفراد وزارها حتي الآن 3830 زائراً عن فيروس الكبد الوبائي و430 زائراً عن مخاطر السمنة و500 زائر عن الضغط وأخطاره علي الصحة العامة و1400 زائر عن أنفلونزا الخنازير وكيفية الوقاية منها، وأيضاً من خلال نشاط التبادل الطلابي لجامعة عين شمس يسافر حوالي 20 طالباً للتدريب بالخارج سنوياً. - تثقيف الطلاب طبياً داخل كلية طب قصر العيني هناك جمعية طلابية تعرف باسم «طلبة التوعية الصحية» وتضم 120 طالباً ومقرها كلية طب قصر العيني وأنشئت هذه الجمعية علي يد طالبين أثناء دراستهما وجاءت لهما فكرة تطبيق المواد الطبية التي يدرسانها وتقديم هذه المعلومات للناس الذين ليس عندهم أي وعي طبي وتوعيتهم داخل الكلية والمستشفي أيضاً، ويرأس الجمعية الطالب «يوسف سيد صالح» وتلقي دعماً من د. نادية الفقي وكلية الكلية. وقال الطالب أحمد سمير المنسق الإعلامي للجميعة إننا نقوم بتوصيل الرسالة الطبية بطريقة مبسطة لتكون متاحة لجميع الناس بمختلف مستوياتهم التعليمية والوصول إلي الطبقات المنعزلة عن الوعي الصحي في المناطق الفقيرة والعشوائية من خلال إرسال قوافل طبية لهم. وهناك شباب متطوعون بالجمعية يمثلون قدوة لغيرهم من الشباب الراغب في أداء دور في مجتمعه ولديه إحساس بالمسئولية، وأضاف: إن أهم أهدافنا الوصول إلي الناس في القري والجامعات والعيادات العامة والخاصة والنوادي في مختلف الأماكن، بل إننا نجحنا في ترغيب الشباب ليدعم الفكرة ويشارك فيها من خلال المتطوعين في مختلف الكليات مثلما حدث من تواصل بين الجمعية وطلبة جامعة السويس. وتزويد المتطوعين بالمهارات اللازمة لدعمهم علي الصعيد التعليمي والمهني مستقبلاً. «الجمعية بها أكثر من 120 عضواً من كل الدفعات»، هكذا قال الطالب يوسف سيد صالح رئيس الجمعية مضيفاً: إن الجمعية تنقسم إلي قسمين هما «التوعية الصحية» وتسعي إلي التوعية بأمراض الضغط والسكر والأطفال حديثي الولادة والمرأة الحامل وأورام الثدي والكبد الوبائي، والقسم الآخر تنظيمي ويهتم بالأمور المالية والإعلامية وينزل أفراده إلي القري والمحافظات مع الوحدات الصحية الموجودة بالقري والتعاون معها في نوعية الأهالي هناك. وأضاف إن الجمعية أقامت قوافل طبية للتوعية الصحية عن العناية بالأم والأطفال حديثي الولادة والسرطان في قري طموه ومنيل شيحة وذلك بالتعاون مع المنظمة العالمية «بلان إيجيبت» والمساهمة مع جميعة رسالة في العيادات المتنقلة لتوصيل الخدمات الصحية للعامة وفي مستشفي أبو الريش للأطفال. ويؤكد يوسف صالح أن الطلاب يشاركون أيضاً في «احتفال يوم الطلاب» والذي يتضمن مناقشة أهم الموضوعات التي تهم الطلبة من حيث مواجهة التوتر وتنظيم الوقت وتأكيد أن العمل التطوعي لا يضيع الوقت ولكنه عمل خير ويساعد علي تنظيم الوقت ويفيد الشخص المتطوع دائماً. وأيضاً حملة التوعية ضد مرض أنفلونزا الخنازير في جامعة القاهرة وجامعة السويس. وقالت الطالبة سارة حسام «عضو بالجمعية»: إننا نقوم أيضاً بزيارات للمدارس المختلفة للتوعية الصحية منها مدارس المنيل التجريبية ومدرسة الشروق الخاصة ومدرسة الهدي الأزهرية لتوعية الطلبة بأمراض أنفلونزا الخنازير وكيفية الوقاية منها والاعتناء بالنظافة الشخصية. وأكدت أن دورنا في التوعية يفيدنا في تقديم المعلومات الطبية التي ندرسها في الجامعة لمئات الأشخاص بطريقة مبسطة، وهذا أول شيء أفادتني به الجمعية كما أن العمل الجماعي شيء ضروري لنا لأننا في الكلية نكون منفصلين عن الواقع، ولكن الجمعية تشجعك علي العمل الجماعي خارج أسوار الجامعة من خلال التوعية، وأن هناك دورًا يجب أن أقدمه للمجتمع وأساعد الناس من خلاله. كما أنني تعلمت كيف أتعامل مع مختلف الناس من مدير الكلية ومسئولي الصحة والهلال الأحمر والناس البسطاء والمرضي. - وعي صحي وفي كلية الطب بجامعة عين شمس أسس الطلبة جمعية باسم الجمعية العلمية الطلابية «aasss» وهي كيان غير ربحي يتشكل من حوالي 80 طالباً والجمعية يرعاها الدكتور محمد صابر ورائد الجمعية، وترأسها الطالبة ياسمين أبو العلا ومر علي تأسيسها حوالي 37 عاماً. وتقول ياسمين أبو العلا: إن الجمعية شكل من أشكال النشاط الطلابي التطوعي وتلعب دوراً في تشكيل الوعي الثقافي والاجتماعي للطلاب. والجمعية عضو لفرع مستقل من فروع الاتحاد الدولي لطلاب نقابة الأطباء في مصر «IFMSA» وتعزز المثل الإنسانية بين طلاب الطب وتسعي للمساهمة في خلق مستقبل أفضل للأطباء الشباب وتوفير بيئة تعليمية أفضل بين طلاب الطب وجميع أعضاء هيئة التدريس. وأضافت إن الجمعية تنقسم إلي ست لجان دائمة هي الصحة العامة والصحة الإنجابية والإيدز والمشاريع الإنسانية والتعليم الطبي وتبادل البحوث. وهذا العام أقامت الجمعية احتفالاً بيوم الإيدز العالمي وشارك به عدد كبير من طلبة كلية الطب من مختلف الجامعات وأعضاء هيئة التدريس برعاية ساقية الصاوي. وأشارت إلي حرص الجمعية علي الحدث الذي تنظمه منذ أكثر من 17 عاماً والمؤتمر الدولي لطلبة الطب وفيه يجتمع الطلاب والأطباء الشباب من جميع أنحاء العالم ويجتمعون في هذا المؤتمر لتقديم أبحاثهم أمام أعضاء هيئة التدريس بكلية الطب بجامعة عين شمس وبجانب مشاركة الجمعية في مسابقة الكلية التي يشارك بها حوالي 150 طالباً من كلية الطب وتتكون من معلومات عامة واختبارات ذكاء ولغة بجانب الجانب الطبي. - تبادل طلابي يقول الطالب كريم صلاح عضو بالجمعية والمساعد المسئول عن التبادل الطلابي من خلال الجمعية إنه في بداية كل عام تقوم الجمعية بعمل امتحان للطلبة الراغبين في الاشتراك في نشاط التبادل الطلابي، ويكون الامتحان عبارة عن معلومات عامة في اختبار ذكاء وامتحان في اللغة ويكتب الطلبة المتقدمون للامتحان رغباتهم في التدريب والدولة التي ينوون السفر إليها للتدريب بها، والطلبة الذين ينجحون في الاختبارات يسافرون ويحصلون علي شهر تدريب في أحد المستشفيات هناك، وهذا العام هناك 17 طالباً سيسافرون في برنامج التبادل الطلابي الدولي؛ إيطاليا وبولندا وسويسرا وألمانيا وتونس وإسبانيا. وهناك في المقابل الطلبة الذين يجيئون إلي مصر من خلال التبادل الطلابي ويحصلون أيضاً علي شهر تدريب في مستشفي عين شمس التخصصي أو مستشفي الدمرداش. وأضاف كريم: أنا أشارك بالحملات الصحية التي تقوم بها الجمعية داخل الجامعة مثل اليوم العالمي للإيدز وضد الختان والتوعية بسرطان الثدي وأيضاً يوم المرأة العالمي. وقال: إنني عضو بالجمعية منذ عامين واستفدت أشياء كثيرة فقد اكتسبت خبرة كبيرة في تنظيم الحملات والتعامل مع مختلف الأنواع من الناس وجهاً لوجه. وأحاول تنظيم وقتي بين شغلي في الجمعية والمذاكرة وأقضي وقت فراغي في العمل التطوعي بالجمعية بدلاً من أن أقضيه في أشياء ليست مفيدة. - العمل الجماعي أما الطالب محمد محسن طالب بالسنة الثالثة طب عين شمس وأحد أعضاء الجمعية فقال: إنه منذ دخوله الجمعية وهو يشارك بنشاطاتها وحملاتها علي مدار السنة وأن هذا يعطيه خبرة كبيرة في التعامل مع الناس وتوعيتهم وأيضاً العمل الجماعي مع أعضاء الجمعية والتعرف علي زملاء أكبر وأصغر منه. وفي الجمعية أكثر من نشاط وأنا أشارك بلجنة الصحة الإنجابية.. ونظمنا أكثر من حملة علي مستوي الجامعة مثل «اليوم الأخضر» وهو لجعل طلاب الجامعة يحرصون علي النظافة. وأيضاً في يوم المؤتمر العالمي للإيدز كان هناك ناس كثيرون معترضين لأنه مرض ليس موجوداً كثيراً في مصر ولكني تكلمت مع الناس المعترضين وحاولنا أن نقنعهم بوجهة نظرنا وفعلاً اقتنعوا من خلال المعلومات وخطورة المرض. وأكد محمد محسن أن الجمعية ونشاطاتها لا تعطلني عن المذاكرة ولكنها تجعلني أنظم وقتي أفضل وأيضاً أركز في دروسي وذلك بجانب دوري في الجمعية وأحاول أن أتابع الجديد دائماً في عالم الطب. وأهلي يشجعونني كثيراً للاشتراك في الجمعية لأن الفكرة أعجبتهم، وأفكر في الالتحاق ببرنامج مع التبادل الطلابي السنة القادمة.