عندما تتواجد أسماء مثل أحمد السقا وخالد النبوى على أفيشات فيلم سينمائى، المؤكد أن المستفيد الأول والأخير هو الجمهور لأنه سيستمتع بنجومية أحمد السقا وموهبة خالد النبوى فى الأداء التمثيلى غير المتوقع، وهذا ما حدث بالفعل فى فيلم «الديلر». نحن فى «الديلر» أمام غريمين من أبناء حى شعبى واحد «القلعة» أحدهما أحمد السقا «يوسف الشيخ» وهو يتسم بالهدوء والتسامح والإجرام فى ذات الوقت والثانى خالد النبوى «على الحلوانى» الذى لا يتردد فى التخلص من أى شخص قد يعوق طموحاته الإجرامية حتى إذا كان هذا الشخص هى زوجته مى سليم «سماح» التى اقتنصها من غريمه أحمد السقا أيام الفقر.. يشق كل من الغريمين طريقاً مختلفاً فى عالم الإجرام.. تتصاعد الأحداث ليلتقى فى النهاية الجميع كل منهما يريد تصفية حساباته القديمة مع الآخر. أحمد السقا جسد شخصية يوسف الشيخ كما كتبها السيناريست مدحت العدل على الورق، لكننى لم أشعر بالتوهج الفنى فى أدائه وكان واضحا أن وزنه الزائد انعكس على أدائه لمشاهد الأكشن.. خالد النبوى أبهرنا بأدائه لدور على الحلوانى فى كل مرحلة على حدة ووفق كثيراً فى اختياره للشكل الخارجى للشخصية بمراحلها المختلفة، ومن المشاهد التى أعجبتنى مشهد النهاية الذى ضحى فيه بنفسه من أجل حياة ابنه، ومشهد لقائه مع غريمه أحمد السقا، ومشاهده مع زوجته مى سليم بداية من سفره معها للخارج وحثها على العمل كراقصة وتقديم تنازلات للزبائن. موهبة ونجومية خالد النبوى تستحق أن تصنع له أفلام خصيصا وتستحق اهتماماً أكبر من صناع السينما.. نضال الشافعى من أهم مفاجآت الفيلم فهو لعب دور «فرحات» الذى يمتلك بازارًا فى إسطنبول ويعمل فى ذات الوقت بتجارة المخدرات مع أحمد السقا، ورغم خروجه على القانون إلا أن دوره به ملمح إنسانى فهو حريص على صديقه أحمد السقا من الوقوع فى أى خطر يهدد حياته.. اسيناريو أعطى له مساحة تظهر إمكانياته التمثيلية وأعتقد أن هذا الدور سيؤهله لترشيحه فى أدوار سينمائية مهمة..ثانى مفاجآت الفيلم كانت مى سليم ولا أعتقد أن هناك من كانت ستقدم دور سماح بطريقة أفضل منها..تحية لصبرى عبدالمنعم وسامى العدل والمخرج أحمد صالح الذى حافظ على إيقاع الفيلم واختياره لأماكن تصوير واقعية، والسيناريست مدحت العدل الذى يحترم جمهور السينما وقدم له شخصيات من الواقع تعيش أحداثًا لها مبررها الدرامى المقنع.