أصبح من المؤكد أن المجتمع كله كيان واحد تتواصل خلاياه لرسم خطوط المستقبل وأن اشتراك الحكومة مع الشعب مع المجتمع المدني مع رجال الصناعة والتجارة والاقتصاد بات أساسيا لتحقيق أي تقدم منشود، ولاشك أن طفرة حقيقية قام بها رجال الأعمال نحو تحقيق المسئولية الاجتماعية لتبني مؤسسات وجمعيات لتنمية المجتمع وتحفيز الشباب المصري وعن رؤية رجال الأعمال لأدائهم المجتمعي والشباب كان لنا هذا الحوار مع رجل الأعمال نجيب ساويرس.. صباح الخير: هل تحقق بالفعل التوجه للمسئولية الاجتماعية من قبل رجال الأعمال، وهل أنت راضٍ عن هذا الأداء وهل أسهم بالفعل في تحقيق غايته ؟ - ساويرس: في رأيي أن إعلان رجل الأعمال عن مساعداته وأوجه الخير التي ينفق فيها كان يأخذ صورة وهو يساعد شخصا فإن هذا يفقد عمل الخير معناه ومصداقيته ويصبح نوعا من الدعاية أو الإعلان، عن الرجل وأعماله، ولكن مصر مليئة برجال الأعمال الذين يقدمون للمجتمع خدمات جليلة وعظيمة ومهما عزفوا عن الإعلان عن هذه الأعمال والدعاية لها، وحرصوا علي أن يبتعدوا عن تصويرها إلا أنهم معروفون بمساهمتهم في مساعدة ودفع المجتمع للأمام وتحفيز شبابه وإعطائهم الفرص، وأنا راضٍ عن أداء هؤلاء وأسعد بهم . كما نعرف الشريحة الأخري التي لا تهتم إلا بتحسين صورتها والدعاية عن أعمالها متخذة طريق الخير كوسيلة فقط لا غير ومازال أمامنا الكثير لنتشارك به صباح الخير: وما رأيك في الشباب المصري، وهل نجد عنده الحس الاجتماعي وماذا عن طموحاته وجرأته في دخول مجال الأعمال الحرة ؟ - ساويرس: (الشباب المصري خائف وغير مقبل علي المجازفة في قطاع العمل الخاص، ولكنه يملك الكثير من الطموح والرغبة في التقدم وتحسين حاله لكن يرجع خوفه لغياب المساعدات الأولية التي يجب أن توفر له، كذلك غياب القدوة والمثل الأعلي الذي يحذو حذوه ويسير علي طريقه بثقة واطمئنان وغياب اليد المساعدة له علي بداية طريقه، فمازالت رغم محاولات كثيرة البيئة المحيطة به لا تساهم أو تنمي فيه روح الابتكار لأنه ببساطة مفهوم الابتكار غائب عن المجتمع نفسه لذا فهو مازال غير قادر علي تقديم أساسيات هذا التميز والابتكار للشباب). صباح الخير: وماذا عن دور مصر الريادي في المساهمة المجتمعية وهل في رأيك تحقق مفهوم الإبداع الاجتماعي؟ - ساويرس: المصريون دائما وطوال الوقت أكثر الناس كرما وبطبعهم «مضيافين» ولا يعانون من العقد ويرضون بالقليل و«قنوعين» مع كل التحديات التي تواجههم صامدين ومتفائلين وتملؤهم الطيبة والقناعة فنحن نواجه تحدي الفقر وتحديات خاصة بمشاكل التعليم في بلدنا لذا يجب علينا جميعا التكاتف والتعاون لتذليل أي بيروقراطية. وتقديم يد المساعدة ليبدأ الشباب مستقبلهم وتتحسن أحوالهم المهنية، وهو ما سيدفع بالاقتصاد المصري كله إلي الأمام ويجب أن نقف لنأخذ دروسا من مشكلاتنا، ونفكر كيف نخدم الشباب ونقدم لهم الفرص لدخول الجامعات العالمية ليكونوا في الصفوف الأولي لنستفيد من علمهم وتميزهم . ويضيف نجيب ساويرس: (كل من يعتقد أن أي فشل لمصر سيساهم في أن يحتلوا مكانتها أو دورها الريادي في المنطقة العربية من البلاد العربية المجاورة فهم مخطئون لأننا لو سقطنا أو فشلنا سنسقط جميعا فمصر ستظل الرائدة).