من صغرى وأنا غاوى مهنة البحث عن المتاعب، وكنت عارف إن المهنة قلم وورقة، ونظارة كعب كوباية لزوم البرستيج، والواحد قاعد طول الليل يقدح زناد فكره عشان يطلع بالخبر اليقين، اللى لازم الجماهير كلها تقرأه وتنفذ الفكر الرشيد الذى يدعو إليه، واللى مش هينفذ الأفكار الجهنمية بتاعته، هايطلع على القرافة عدل، لكنه دلوقتى الناس تطورت والصحفى بعدما كان سلاحه قلمه، أصبح سلاحه «لاب توبه» وبما أننى صحفى متطور جدا ودايما ناكش شعرى لحد ما جالى عشى ليلى وعمى ألوان، قالوا لى: اللاب توب هو المستقبل، واسأل اللاب توب يقولك، وأهو قالوا للاب توب احلف، قال جالك الفرج، ونظرا لأننى ضليع وبالفعل جلست مع واحد صاحبى ولاب توباوى قديم، وبدأ يشرح لى كأنه قاعد فى حصة أحياء، كيفية مزاولة العمل اللاب توباوى، ويشرح لى مفاتيح الكتابة اللاب توباوية وكانت النتيجة أن قعدت ثلاث ساعات أكتب فى الموضوع. وقبل أن أحتفل بهذا الانتصار التكنولوجى العظيم، وفجأة الموضوع طار، آه والله طار، كأنه لابس طاقية الإخفاء وفشلت كل طرق البحث عن الموضوع اللى حلف ما هو راجع تانى، ووقتها شعرت بأن اللاب توب ينظر لى فى شماتة وهو بيقول لى: ما تعيش عيشة أهلك يا فالح، وأنت يا دوب ورق الدشت ماشى مع شكلك.