كم أعشق المغامرات وتجربة كل ما هو جديد وغريب .. وبعد أن حضرت عزاء أنكل شوكت زوج طنط جلفدان .... راودتنى هذه الفكرة والتى رأيتها ومن وجهة نظرى أستحق عليها جائزة نوبل أو على أقل تقدير أن تكتب فى موسوعة جينز بحروف من نور أسود..! المهم لن أطيل عليكم فيما توصل إليه عقلى الألمعى اللوذعى ... فقد تأكدت أن لاشىء مضمون فى الدنيا إلا الموت فهو أمر آتٍ .... آتٍ اليوم.. غدا وأن لا مفر من ملاقاته، إلا أننا لا نجهز للموت كما ينبغى!! فلا توجد ملابس مخصصة لتلك المناسبة ولا يوجد فى الحسبان ما سيقدم للمعزيين إضافة إلى أن هناك سرادق يكاد يكون خاليا من المعزين ..؟ مما يعطى انطباعا سيئا رغم أنك قلما تجد فرحا لا يستعدون له من ملبس ومأكل إضافة إلى حرص الناس على الذهاب وفى النهاية قد يتم الفرح أو لا يتم ..؟! ومن هنا قررت إنشاء شركتى الخاصة والفريدة من نوعها «نكد دوت كوم» .. للإعلان عن حالات الوفاة عن طريق النت والفيس بوك والفلايرز التى توزع فى منطقة المتوفى إضافة إلى القيام بكل ما يخص تلك الليلة بدءا من الكراسى والطاولات والمفارش والمشروبات! فهى ليلة تحدث مرة واحدة فقد يتزوج الإنسان وينجب مرات ومرات، أما الموت فلن يحدث إلا مرة واحدة، وبعد فترة وجيزة أصبحت أشهر متعهدة للنكد وبات العزاء الذى أقوم بترتيبه مثار إعجاب الناس إضافة إلى أنه أصبح ملتقى لمن يبحثون عن عريس أو عروس !!! ولا أنسى ذلك اليوم الذى أتت فيه مدام بهيرة تطلب معزين لأن زوجها المرحوم كان مكروها من الجميع ! وتخشى من شماتة الهوانم صديقاتها ! وعلى الفور ذهبت لأقرب ريجيسير واتفقت مع 50 كومبارس من الرجال والنساء وقمت بتحفيظهم وأشرفت على ملابسهم ولم أكن أعرف أن هناك سعرا للكومبارس الصامت والمتكلم! ومرت تلك الليلة على خير، أما الأعجب والأغرب حينما طلب شهير بك أن ننظم عزاء وهميا لأنه اشتاق لأن يرى عائلته وأصحابه القدامى الذين انشغلوا فى الحياة، وعلى الفور قمت بتنزيل نعى فخيم يليق بشهير بك..! وبالفعل كان عزاء مهيبا حضره لفيف من المشاهير والفنانين، وقمت بتوزيع كروت سوداء لمقرى الجديد.. إلا أننى بعد أسبوع فوجئت بصديقتى سارة تلح فى مقابلتى جاءت لتقابلنى بمكتبى الأسود فى المعادى.. وشعرت أنها متحرجة جدا ولأختصر الوقت شجعتها على الكلام وإنى مستعدة لأى خدمة وبأسعار لا تقبل المنافسة إلا أننى فوجئت بها تطلب جنازة تسبقها مزيكا ومعزون لا حصر لهم ؟! وأنها مستعدة لأى تكاليف واندهشت !! فأهل سارة كما أعرف قد توفوا منذ أن كنا فى المرحلة الإعدادية إلا أنها أخبرتنى أنه أيضا لا توجد جثة ولم تكن مشكلة فلن يفتح أحد النعش، ولكن فضولى غلبنى وسألتها ولماذا كل هذا ؟! فأخبرتنى بأنها تريد أن تستعرض مركزها أمام عريس تقدم لها ..! وأقمت لها جنازة مهيبة وكانت ليلة العزاء بأحد الفنادق الخمس نجوم، إلا أنه للأسف لم تتم الجوازة ! ألم أقل لكم إن الموت هو الشىء الوحيد المضمون وأهلا بكم فى نكد كوت كوم !