لاشك أن منتجي السينما الكبار يواجهون أزمة إنتاجية اتضحت معالمها بعد إعلانهم خريطة موسم أفلام الصيف الذي لن يضم سوي 14 فيلما فقط، ليس من بينها أفلام عادل إمام ومحمد هنيدي وكريم عبدالعزيز وأحمد عز ومني زكي، حيث تم ترحيل أفلامهم لمواسم الأفلام التالية. أول مشكلة تواجه شركات الإنتاج الكبري حاليا هي الموزع العربي الذي لم يعد يشتري أفلامنا بالأرقام التي كان يشتري بها من قبل. منذ فترة كان المنتج لا يعنيه مدة عرض فيلمه بالسينمات داخل مصر اعتمادا علي تعويض القنوات الفضائية العربية له بشراء فيلمه، لكن الصدمة أن هذه القنوات لم تعد تشتري الأفلام حديثة الإنتاج بأسعار جيدة، ووصل تفاقم الأزمة إلي عجز القنوات الفضائية العربية عن تسديد أكثر من خمسين مليون جنيه أقساطا لشركات إنتاج الأفلام، من ثم أصبح المنتج يواجه مأزق التكلفة الضخمة لإنتاج أفلام نجوم الملايين، أمام ذلك ليس أمامه سوي الإنتاج للنجم الذي سيجلب له إيرادات تتجاوز حاجز العشرين مليون جنيه في شهرين، هنا لن نجد إلا ثلاثة أسماء علي الأكثر تستحوذ أفلامهم علي الميزانيات الضخمة، وبالطبع لن تفكر هذه الأسماء في تخفيض أجورها علي اعتبار أن السوق عرض وطلب. والمنتج الذكي عليه الاعتماد في الفترة المقبلة علي أسماء نجوم موهوبين لا يغالون في رفع أجورهم لصناعة أفلام جيدة متوسطة التكاليف لا تندرج تحت مسمي «أفلام المقاولات»، وأعتقد أن هذا الحل سيضرب عصفورين بحجر الأول سيعطي فرصا جيدة لنجوم موهوبين ليس لهم رصيد كبير من الأفلام، والثاني هو استمرارية الإنتاج السينمائي بدلا من إعلان شركات الإنتاج لإغلاق أبوابها خاصة أن الظروف السيئة التي تمر بها السينما حاليا لن تنتهي قبل خمس سنوات. المؤكد أن هناك حلا آخر من الممكن أن يساهم بشكل كبير في أزمة شركات الإنتاج وهو تخفيض جميع نجوم الملايين لأجورهم ويتعاملون مع السينما علي أنهم جزء من هذه الصناعة وليس بيزنس يحصدون من ورائه الملايين. لكن للأسف نجومنا يرفضون مبدأ تخفيض أجورهم، وبالطبع هذا له علاقة مباشرة بما يحصلون عليه من أجور في مسلسلات شهر رمضان التي تفوق أحيانا أجورهم في الأفلام السينمائية. وأخيرا جري النجم خلف ملايين مسلسلات التليفزيون لن يعوضه عن بريق السينما. أعرف نجمة سوبر ستارز تحصل علي أعلي أجر في التليفزيون لكنها علي استعداد ألا تحصل علي فلوس من أجل فيلم سينمائي.