فيروز والنكبة والنكسة سلسلة لم تنقطع.. - منذ أن بدأت فى أواخر الخمسينيات قررت أن تكون قضيتها الأولى هى الوطن، الوطن فى لبنان أو فلسطين فالاثنان فى حالة معاناة مستمرة. - انتهى مؤتمر القمة العربية فى سرت الليبية ببيان يطالب فيه المجتمع الدولى بالضغط على إسرائيل لإيقاف أولا بناء المستوطنات، ثانيا رصد 500 مليون دولار باسم دعم صمود القدس، وعلى رأى عمنا صلاح جاهين «وايش تعمل الأزهار فى الميتين»! - فمنذ النكبة عام 48 قامت إسرائيل ببناء 600 مستوطنة يهودية، وخلال كل هذه الفترة لم يقم العرب ولم يسعوا لبناء مدينة عربية واحدة، الطلبة الفلسطينيون يتعلمون فى مدارس عربية، لكنها خاضعة لوزارة التعليم الإسرائيلية، لذلك لا يعلمون أى شىء عن النكبة، تقول الأرقام أن 50% من الفلسطينيين بالداخل تحت خط الفقر، نسبة الفلسطينيين لا تتعدى ال 18% بما يعنى مليونا ومائتى ألف فلسطينى، هناك 500,11 فلسطينى فى السجون الإسرائيلية ولك أن تتخيل ما يمكن أن يحدث داخل السجون إذا كان خارجها عبارة عن سجن كبير. - لم يتحرك أحد ولن يتحرك سنستيقظ يوما لنجد فلسطين دولة لا وجود لها ولن يعلم الأحفاد عنها شيئا. - فيروز أكثر وأهم من غنى للقدس، فقد واكب صوتها جميع الأحداث، غنت فى منتصف الستينيات أى تزامن ذلك مع ظهورها هى والرحبانية، غنت «راجعون» والتى أصبحت شعارا لإذاعة فلسطين بالقاهرة تقول: «راجعون فى الأمطار، راجعون فى الصباح فى الرياح فى السهول فى البطاح راجعون» وفى نفس الألبوم غنت قصيدة «بيسان كان لنا زمان سيارة جميلة، وضيعة ظليلة ينام فى أفيائها نيسان / ضيعتنا كان اسمها بيسان» وفى ذات الألبوم غنت المجموعة «ليافا» - وقبل النكسة كذلك غنت «سنرجع يوما إلى حيفا / ونغرق فى دافئات المنى / سنرجع مهما يمر الزمان / وتنأى المسافات ما بيننا» وفى تلك الأغنية لم تذكر كلمة القدس لكنها كانت ضمن روح العقيدة التى كتبها الرحبانية، وفى عام 66 غنت «سيفا فليشهر» وكذلك القدس العتيقة «مريت بالشوارع / شوارع القدس العتيقة / أدام الدكاكين / اللى بقيت من فلسطين» غنت فيروز القدس العتيقة لأول مرة أمام بابا الفاتيكان الذى كان يزور المدينة المقدسة آنذاك، ويومها أهداها الجمهور «زهرية» فغنت لهم «حكينا سوا الخبرية / وعطيونى مزهرية وقالوا هايدى هدية من الناس الناظرين» ثم كانت زهرة المدائن بعد نكسة 67 «والغضب الساطع آت وأنا كلى إيمان، الغضب الساطع آت سأمر على الأحزان، من كل طريق آت / بجياد الرهية آت» كانت زهرة المدائن عام 67 واليوم وقد مر عليها ما يقرب من ستين عاما على النكبة ماذا حدث للإسرائيلى وللفلسطينى وللعربى، الأول ازداد اتساعا وسياسة لا يحيد عنها أى رئيس وزراء جديد، الثانى لا يملك سوى الحجارة داخل الأرض المحتلة وشجب من خارجها، أما العرب فقد ازدادوا فرقة وخلافا. - آخر حركة - ترى هل لاتزال فيروز الرقيقة والتى تحولت لرمز لهذه القضية تؤمن بأننا «راجعون»، أو أن الغضب الساطع آت.. أى عودة وأى غضب فقد أصبحنا مستأنسين جدا!!