نقابة الرأي ترفض الاستماع لأي رأي!! هذه هي الحقيقة المرة التي خرجت بها وأنا أتابع تفاصيل خبر منشور.. جاء فيه.. تقدم المستشار محمد عباس.. المستشار القانوني لنقابة الصحفيين.. بمذكرة لمجلس النقابة يطالب فيها بالتحقيق مع الزميل يحيي قلاش.. عضو مجلس النقابة المستقيل.. في اجتماع المجلس الذي يعقد يوم الأحد 14/3. وذلك بسبب ما نشره قلاش في الصحف من نقد لمشروع قانون نقابة الصحفيين الجديد الذي تولي إعداده المستشار القانوني. اللي يعيش ياما يشوف.. وواضح أنه في نقابة الصحفيين يمكن أن يشوف أكثر.. المستشار القانوني لنقابة الرأي يطالب بالتحقيق مع صحفي هو أيضا عضو مجلس نقابة.. لأنه أعلن رأيًا في مشروع قانون يعده سيادة المستشار.. هل يرجع هذا إلي أن المستشار جديد علي النقابة وبالتالي فهو ليس علي علم تام بطبيعة هذه النقابة التي تولي الاستشارات القانونية بها.. وإذا كان القانون الذي يعده سيادة المستشار محل خلاف واعتراض من عدد من أعضاء المجلس الحالي.. وقد أعلنوا رفضهم هذا علي الملأ فهل سيتقدم سيادة المستشار بطلب للتحقيق مع كل من اعترض علي مشروع قانون.. أم أن الزميل يحيي قلاش حالة خاصة لأنه نشر اعتراضه في الصحف. وإذا كان الزميل يحيي قلاش سعيدًا بإحالته للتحقيق حتي وإن كان السبب هو أنه سيحقق معه أخيرًا بعد أن تقدم باستقالة مسببة من سنتين ولم يتم أي تحقيق في أسباب الاستقالة لهذا فهو سعيد بالتحقيق. لكن للأسف أسباب سعادة يحيي قلاش هي من حيث لا يدري سبب تعاسة معظم من يتابعون القضية.. فأن يتم تجاهل التحقيق مع عضو مجلس نقابة في أسباب استقالته لمدة عامين ثم التحقيق معه لأنه اختلف مع المستشار القانوني الجديد للنقابة فهي أسباب تدعو للأسف والحسرة علي ما آل إليه حال نقابة الرأي في مصر. بالمناسبة.. هل يعقل في ظل الظروف المالية الهباب للصحفيين ولنقابتهم بالطبع.. أن يتم الاستغناء عن مستشار قانوني متطوع بلا أجر للنقابة.. واستبداله بمستشار جديد براتب للأمانة لا أعرف شخصيا كم يبلغ هذا الراتب.. ولكن أيا كان هذا الراتب.. فهذه النقطة تحديدا لابد أن يوضحها لنا السادة أعضاء مجلس النقابة.. هذه أبسط حقوقنا كأعضاء في نقابة يقولون أنها نقابة الرأي..!! كثيرا ما أتساءل.. لم نحن في بر مصر المحروسة دونا عن كل صنف البني آدم الذين لا نتعلم من التجارب.. حلوها ومرها. صنف البني آدم الذي أعنيه هو ذلك النوع من الكائنات الذي تحتوي جمجمته علي كتلة يسميها العلماء المخ.. وفي ذلك الجزء الصغير من الرأس تتراكم المعلومات والخبرات والتي بمقتضاها يتمكن الإنسان من متابعة الحياة. لما حضرتك تعرف أن هناك 600 راكب نجوا من موت محقق بعد انفجار أسطوانة غاز في قطار القاهرة - إيتاي البارود.. لابد أن نتساءل ليه يارب إحنا ما بنتعلمش!! ألم تحدث نفس هذه الحادثة في فبراير 2002 أي من ثماني سنوات وراح ضحيتها طبقا للأرقام الرسمية المعلنة أكثر من 300 قتيل، وطبعا الأرقام الأصلية تختلف عن الأرقام الرسمية بكثير جدا.. لكن السبب كان واحدا.. انفجار في موقد بوتاجاز. طيب هل فكر أحد من يومها إلي الآن في منع مواقد البوتاجاز من الصعود إلي القطارات؟! ربما يكون هذا قد حدث لأسبوع أو اثنين بعد الحادثة.. لكن وكما هو واضح كل شيء يعود لأصله.. لأنه لا متابعة ولا مراقبة.. وللأسف قبل كل هذا لا توجد أي استفادة ولا أي خبرات تراكمية تكونت داخل هذا الجزء من الدماغ والذي يسمونه المخ في العالم المتقدم. ربما يتهمني البعض بالمبالغة.. أو أني أعيش في بلد من خيالي.. وللأمانة فقد قيل لي صراحة.. هو أنت مش من مصر؟! السبب في هذا أنني دأبت في الشهور الأخيرة علي انتقاد مستوي النظافة في الشوارع بداية من أيام ما كانت الشوارع مكدسة بأكوام القمامة لخلافات بين المحافظات وشركات جمع القمامة.. وصناديقها التي ابتلانا الزمن بها مؤخرا.. وانتهاء بأيامنا هذه التي أصبحت هناك سيارات تقوم بجمع القمامة في ساعات محددة كل يوم وتم حل المشكلة جزئيا. مشكلتي الحالية هي أن سيارات جمع القمامة حقيقي ترفع ما تيسر لها من القمامة الموجودة في الصناديق لكن نظرة واحدة علي أي شارع تمر فيه هذه السيارات.. بل وعلي المكان حول هذه الصناديق سنجد أن النظافة في بلدنا أصبحت حلمًا بعيد المنال. السيارات تمر.. صح ولكن الشارع يتم فرشه ببواقي الزبالة بطريقة منظمة.. وثلاثة أرباع الزبالة متروك بجوار الصناديق بعد تفريغها. أنا أعيش في مصر.. حيث لا متابعة ولا مراقبة ولا نظافة.. ولكن يبقي أنه من أبسط حقوقي أن أعيش في شارع نظيف. وبالتالي لن أكِل بكسر الكاف أو أمِل برضه بكسر الميم من المطالبة برفع الصناديق التي تم زرعها في الشوارع لتكون عنواناً دائمًا للقذارة..!!