«يا مهران اطلع بره.. النقابة هتفضل حرة».. «وأحمد عز خلص ع المحامين.. وجاي يحارب الصحفيين».. و«يا قلاش شد الحيل.. الحرية طريقها طويل» هذا ما توحد عليه عشرات الصحفيين مساء السبت الماضي في وقفة تضامنية مع الزميل يحيي قلاش، عضو مجلس النقابة المستقيل، الذي قرر مجلس النقابة التحقيق معه بدعوي أنه أساء للمستشار محمد عباس مهران، المستشار القانوني للنقابة لأنه كتب مقالا في هذه الصفحة قبل عدة أسابيع ينتقد فيه ملامح مشروع قانون جديد للنقابة. لكن هل الحكاية حكاية قانون مشبوه أو مستشار موظف؟. الموضوع أكبر من هذه الواقعة بكثير، والخطر الذي تتعرض له نقابة الصحفيين أكبر من واقعة «قلاش» بحوالي ثلاث سنوات هي فترة تولي مكرم محمد أحمد، منصب نقيب الصحفيين حتي الآن.! يعتبر يحيي قلاش الذي يمكن اعتباره خزانة للتقاليد النقابية، أن إدراج شكوي المستشار مهران علي جدول أعمال مجلس نقابة الصحفيين مؤشر خطير علي أن التقاليد النقابية تتعرض لضربة كبيرة، بل وتتعرض للانهيار، «ثقافة نقابة الصحفيين تتلخص في أنها نقابة رأي، وطبعا من حق عضو النقابة أن يقيم، ويكتب، وينتقد، ويبدي رأيه، التعبير مشروع ومواجهته تكون بنفس الطريقة، ولا يمكن علي الإطلاق أن يوضع موظف في ميزان واحد مع عضو الجمعية العمومية، وإلا فنحن نتحدث عن خلل». السمكة تفسد من رأسها، والنقابة الآن فاسدة كمؤسسة، فمجلس نقابة الصحفيين الذي يتلخص دوره في التعبير عن الجمعية العمومية للصحفيين، وإنشاء القرارات، تحول إلي مجلس نقيب الصحفيين، وهذا أخطر ما في الموضوع، ففي كل قضية نجد أن مكرم محمد أحمد يقرر، والمجلس يوافق إلا قليلاً، وعن موضوع واحد، نجد أن بعض أعضاء المجلس لا يعرفون شيئا عنها، أو يدلون بتصريحات متضاربة حول نفس الموضوع، علاوة علي أننا لا نلحظ أي جدول أعمال يحكم عمل المجلس الحالي». وهذا يضرب التقاليد النقابية في مقتل، فالنقيب لديه توجهات مختلفة، واعتماده علي فكرة التراكم النقابي صفر. يستطرد قلاش بسخرية وحزن: «بكل المقاييس نحن أمام نقيب ومجلس نقابة يمثل حالة استثنائية في عمر النقابة، كانت لدينا دائما مجالس نقابة يحدث بها خلل، لكن تركيبتها كانت قادرة علي إعادة الأمور إلي نصابها، أتحداك الآن إذا سألت عضو مجلس عن موضوع معين وأعطاك إجابة محددة، أيضا أصبحت هيئة مكتب النقابة بديلا لمجلس النقابة، رغم أن دور الأولي هو مجرد تنفيذ ما يقره مجلس النقابة من قرارات، ورغم أن دور النقابة، نقيبا ومجلسا، هو تحسين شروط عمل الصحفيين، والحفاظ علي كرامة المهنة وحرية الصحافة، يتفرغ للتحقيق مع عضو مجلس يدافع عن كرامة المهنة بالتصدي لمشروع قانون مشبوه، ويترك زميلنا، سراج وصفي، يعتصم في النقابة منذ أكثر من عشرة أيام، احتجاجا علي قرار نقل تعسفي أصدره ضده عبدالله كمال، رئيس تحرير روزاليوسف».! ما يتفق عليه يحيي قلاش، ونقابيون، ومهتمون بالتغيير، هو أنه لا حل لأزمة نقابة الصحفيين الآن إلا بأن يعلو صوت الجمعية العمومية الآن في مواجهة مؤسسة مجلس النقيب التي لا تعبر عن هموم الجمعية العمومية، وتتفرغ لتمثيل مصالح رؤساء مجالس الإدارة ورؤساء التحرير، تاركة غالبية الصحفيين يواجهون ظروف قهر وتعسف داخل مؤسسات صحفية تطردهم إلي نقابة لا ترحمهم».