«مدرسة الأقصر الاعدادية الثانوية بنات» المثال الأوجه لثمرة تضافر جهود أناس واعون وفاهمون لا يضيعون الوقت فى خطط خزعبلية بعيدة عن الاحتياجات الحقيقية للطلاب. بعد أن عبرت بوابة مدرسة الأقصر ومررت فى ردهة الفصول تذكرت ما قالته إحدى الطالبات للسيدة سوزان مبارك عند افتتاحها للمرحلة الأولى منذ بضعة أسابيع حيث قالت لها «إحنا نفسنا اتفتحت». نظافة المكان والألوان المبهجة المتناسقة والأجهزة الحديثة وصالة الألعاب «الجمنزيوم» والمسرح وحجرات التربية الفنية والأنشطة والمكتبة والتدبير المنزلى التى لم تكن موجودة أصلا بالمدرسة، أصبحت الآن تفتح أبوابها أمام الطالبات حتى أثناء الإجازات. والفصول التى تحولت إلى صالات لعرض المواد العلمية عبر أجهزة الكمبيوتر والمعامل التى تم تغييرها تغييراً شاملاً فتحت «نفس» الطالبات على الدراسة وبدلت فكرتهم عن أن التعليم الحكومى هو الأدنى من حيث الإمكانيات و«على اد لحافك مد رجليك». يقول رفاعى عابد معلم الكيمياء: المعمل فى السابق كانت أدواته بالية غير صالحة للاستخدام، والمقاعد كانت خشبية وهذا كان يشكل خطورة بسبب قابليتها للاشتعال لذلك كنا فى الأعوام السابقة لا نستخدم المعمل وحصة العلوم تحولت إلى إلقاء لدرس نظرى لذلك كانت غير مجدية، أما الآن فلدينا كل الأدوات اللازمة لشرح مناهج العلوم على اختلاف مراحلها وأصبح المعمل آمنا بالنسبة للطالبات. أما د. مرفت تادرس طبيبة المدرسة فتقول تم إعداد قاعدة بيانات للطالبات حول حالتهن الصحية على جهاز الكمبيوتر الخاص بالعيادة ونقوم بتجديد هذه البيانات مع بداية كل عام دراسى بعد إجراء الفحوصات الطبية الشاملة لكل طالبة وعندما سألتها عن حالة العيادة فى السابق قالت :صراحة لم نكن نؤدى عملنا بنفس الكفاءة لأن العيادة لم تكن بهذه النظافة ولم تكن بها الأدوات اللازمة ولا حتى جهاز الكمبيوتر. وعن التغييرات التى شهدتها المكتبة تقول أميرة يحيى مصطفى أمينة المكتبة : تم حصر جميع الكتب على جهاز الكمبيوتر حتى يسهل على الطالبات البحث عنها وأصبحنا الآن نمتلك 2200 كتاب والطالبات لم تكن لديهن الرغبة فى المشاركة فى نشاطات المكتبة عكس ما نراه الآن من إقبال حتى فى الإجازات وكل مرحلة عمرية لها ميولها فى القراءة ففى المرحلة الإعدادية غالبا ما تقبل الفتيات على كتب الأدب أما فى المرحلة الثانوية فيقبلن على القراءة فى المجالات التى تخصصن بها سواء كانت علمية أو أدبية بالإضافة إلى النشاطات التى نقيمها بالمكتبة مثل مسابقات المعلومات العامة أو اكتشاف المواهب والمحاضرات والندوات والتى تنظمها إدارة المدرسة وقد نظمنا ندوات عديدة عن مرض أنفلونزا الخنازير بالإضافة إلى الموضوعات الدينية. وفى المكتبة وجدت يسرا يونس 15 سنة طالبة بالصف الأول الثانوى تجلس أمام الكمبيوتر وعندما طلبت منها أن تصف لى شكل المدرسة فى السابق ردت قائلة: كانت «وحشة أوى» لم تكن نظيفة ولم تكن بها أجهزة كمبيوتر ولا إنترنت وكنت فى السابق لا أحضر فى أيام الدراسة العادية، أما الآن فآتى إلى المدرسة فى الإجازات لأمارس أنشطة بعيدة عن الدراسة والمذاكرة. أما سامية عبدالرحمن وكيلة النشاط الرياضى بالمدرسة فتقول: إن الجديد هذا العام وهو وجود صالة جمانزيوم للطالبات على مساحة كبيرة مجهزة بأحدث المعدات الرياضية، وهذا سيمكن المدرسة فيما بعد من الاستفادة منها وفتحها أمام أهالى الأقصر حيث تقوم إدارة المدرسة بإعداد دراسة جدوى فى هذا الشأن كما أننا قمنا بتقديم طلب لمديرية التربية والتعليم بالفعل وننتظر الرد عليه وفى حالة الموافقة سننتدب مدربين متخصصين لتدريب الأهالى. وتؤكد الطالبة دعاء الطيب 16 سنة أنها حريصة على حضور التمرين ثلاثة أيام فى الأسبوع حتى تحافظ على لياقتها البدنية. أما مارى جرجس 15 سنة فتقول: أكثر شىء أحبه فى المدرسة بعد تجديدها هم المدرسون والحصة المفضلة لى هى حصة الألعاب لأننا فى السابق كنا نجلس فى الفناء «نرغى مع بعض» أما الآن فلدينا ملعب كبير لكرة القدم والسلة والكرة الطائرة بالإضافة إلى صالة الألعاب. وتضيف نهلة عبدالعزيز محمود 16 سنة: إن الإمكانيات الجديدة بالمدرسة جعلت شرح المدرسين يتطور وأصبحنا نستوعب الدروس بطريقة أفضل والفصول أصبحت أوسع.