كتبت: هايدي عبدالوهاب - يارا سامي - شاهندة الباجوري الفارق كبير جداً بين التحدث عن المجتمع المدنى ونشاط مؤسساته وأعماله ومساهماته المطلوبة للارتقاء بهذا المجتمع.. وبين معايشة نشاط هذا المجتمع المدنى وهو يدور على الأرض يطبق أفكاره ويتابع مشروعاته ليضمن أن عمله وجهده وأيضاً تطوعه قد ذهب إلى مكانه الصحيح فاستطاع خدمة هذا المجتمع.. مجتمع البسطاء. وفى هذا السياق لم نكن لنتأخر للحظة واحدة عن تلبية دعوة كريمة من جمعية مصر الجديدة التى ترأسها السيدة الأولى سوزان مبارك لنشارك فى متابعة جهد فوق الخيال يتم هناك فى صعيد مصر فى إسنا وأرمنت حيث يجرى العمل على قدم وساق فى تطوير وبناء مدارس حكومية تليق برسالة التعليم مدرسة ومدرساً وتلميذاً سواء للمكان أو لبناء الإنسان. بدأت جولتنا مع المحافظ الدكتور سمير فرج بقرية الدير شرق بمدينة إسنا وهى قرية صغيرة يتم تطوير ثلاث مدارس بها وهي مدرسة الشيخ رزق الإعدادية المشتركة ومدرسة إسنا الثانوية بنات ومدرسة الشهيد هاشم سيد الابتدائية المشتركة. وقال لنا: سيتم تطوير 46 مدرسة فى مدينتى إسنا وأرمنت وستكون قرية الدير شرق أول قرية بها دعم مشترك بين الحكومة والمجتمع. مدرسة الشيخ رزق بها 840 طالبا وطالبة و28 فصلا حيث يصل متوسط كثافة الفصل من 36 طالبا إلى 40 طالبا. ومدرسة الشهيد هاشم بها قاعة متسعة لرياض الأطفال حيث يصل عدد الطلاب إلى 561 طالباً و16 فصلا دراسيا بالإضافة إلى فصلين رياض أطفال وأيضا بها مكتبة وملعب كبير. وأشار د.سمير فرج إلى أنه قد حصل على 35 ألف كتاب لتزويد مكتبات المدارس الجديدة بإسنا وأرمنت من وزارة الثقافة ودار الأخبار والأهرام والجامعة الأمريكية، وستعمل المكتبات منذ أول يوم تعمل فيه المدارس، موضحا أن مدرسى مدينتى إسنا وأرمنت قد حصلوا على دورات مكثفة لمدة ثلاثة شهور فى اللغة الإنجليزية والكمبيوتر وعلى أسلوب التعامل بالوسائط المتعددة من مركز التدريب بالأقصر. المحافظ أكد على أهمية دور سيدات جمعية مصر الجديدة أمناء المدارس فى مراحل التطوير مؤكدا أن دورهم هو تقديم المساعدة وتسهيل المهمة. قيم وسلوكيات إيجابية عند أول خطوة نخطوها داخل مدرسة الشيخ رزْق فى إسنا.. سألنا المهندس محمود صالح مقرر مشروع تطوير المدارس عن موقع المدرسة على خريطة التطوير أجابنا قائلا: «كان الحلم هو تطوير «100» مدرسة فى الأحياء الأشد احتياجًا بالعاصمة.. فالمدرسة الأفضل هى البوابة الطبيعية نحو مجتمع أفضل.. ولكن اليوم تخطى الواقع حدود الأحلام.. ففى صيف العام المقبل «2011» سوف يصل عدد المدارس المطورة فى هذا المشروع الرائد إلى «513» مدرسة أى أكثر من خمسة أمثال طموح الخطة الأولى.. فيمتد حدود المشروع لتتخطى العاصمة إلى كل من محافظة: الجيزةوالأقصر والفيوم. لم يكن الهدف من مبادرة السيدة الفاضلة سوزان مبارك مجرد منشآت تعليمية أو فصول دراسية.. ولكن الهدف هو تطوير متكامل للمدرسة يشمل المبانى والأثاث والبنية التكنولوجية والإدارة والمدرسين والخدمات الصحية والبيئية.. فالهدف هو ترسيخ مفاهيم المشاركة والمسئولية المجتمعية ونشر ثقافة التطوع لسد احتياجات المجتمع والنهوض به.. فنحن نأمل فى نشر قيم وسلوكيات إيجابية فى نفوس الطلاب ومدرسين يستخدمون أحدث تكنولوجيا التعليم وإدارة مدرسية واعية تتيح لهم الأنشطة والندوات والرحلات التى تنمى ثقافتهم. وكذلك تحويل المدارس لمراكز محو أمية الأفراد غير المتعلمين فى تلك الأحياء.. فطموحنا هو رفع كفاءة الأحياء التى نفذ بها المشروع من حيث الخدمات والمرافق كالصحة والبيئة وتوفير المياه والصرف وتمهيد الطرق. ويضيف المهندس محمود صالح قائلاً: بلغت التكلفة الإجمالية للتطوير والإصلاح حتى سبتمبر 2009 فى مدارس المشروع بمحافظات: القاهرةوالجيزةوالأقصر حوالى (300) مليون جنيه وهى من مساهمات رجال الأعمال ومؤسساتهم وشركاتهم المصرية، ووفق ما هو متوقع حتى صيف عام «2010» ستبلغ التكلفة الإجمالية للتطوير والإصلاح فى مدارس المشروع «620» مليون جنيه من تبرعات ومساهمات رجال الأعمال وشركاتهم «سواء النقدية أو العينية». والحمد لله كُللت مجهوداتنا بالنجاح حيث حصلت (30) مدرسة من بين المدارس التى شملها مشروع المائة مدرسة على شهادة الاعتماد والجودة وذلك عن طريق الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد.. وهذه المدارس تقع فى أحياء السلام والمرج والزيتون. والجودة ليتم تقييمها.. أما مدارس الجيزة فسيتم تأهيلها لتقدم إلى التقييم للجودة العام القادم. ورش عمل الكاتبة الصحفية منى رجب منسق مشروع تطوير المدارس وصفت المشروع بأنه أهم مشروع تعليمى فى القرن العشرين، ويعد ثورة فى التعليم بمصر لا يقل أهمية عن المشروع الثقافى للقراءة للجميع، حيث تتميز محافظة الأقصر بأهلها المحبين لها ولترابها، فنساء الأقصر يتميزن بذكاء وجلد وحب للمعرفة والتعليم ومحافظها هو واحد من أهم العقول المستنيرة فى مصر، فقد تشكلت للمشروع لجنة عامة ضمت 8 لجان فرعية هى لجنة التنسيق بين جمعية مصر الجديدة والمحافظة ولجنة لإصلاح وتطوير ومتابعة وصيانة المدارس ولجنة تطوير التعليم والتكنولوجيا والتدريب ولجنة مجالس الأمناء، والتى تضم نخبة من السيدات ذوات الخبرة والمعرفة كل فى مجال تخصصه، فضلاً عن لجنة تنمية البيئة والصحة ولجنة الإعلام ولجنة تنمية موارد المشروع ولجنة تنمية المجتمع. على جانب آخر كانت هناك ورش عمل بين سيدات جمعية مصر الجديدة عضوات مجالس الأمناء وأمينات مدارس إسنا وأرمنت لتبادل الخبرات حيث يعمل مجلس الأمناء على رفع كفاءة المشاركة المجتمعية بين أفراد المجتمع من خلال التعاون مع الإدارات المدرسية، وذلك عن طريق العمل التطوعى وتقديم الدعم المادى والمعنوى للمدارس حيث يتواجد فى كل مدرسة من مدارس المشروع عضوة من مجلس الأمناء ممثلة لجمعية مصر الجديدة، وهناك تصنيف نوعى للأمينات عن طريق قيام لجان عدة مثل لجنة الندوات والأنشطة واللجنة الثقافية لدعم مشاركة مدارس المشروع فى أنشطة المدارس الأخرى وعقد البروتوكولات والاتفاقات التى يتم تنفيذها داخل المدارس.