الصديق الدكتور إبراهيم قويدر الخبير فى السياسات الاجتماعية والمدير العام السابق لمنظمة العمل العربية كتابه الجديد الصادر عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، و الذى اختار له عنوان نحن فى عيون التاريخ. يحوى الكتاب مجموعة من المقالات والتقارير والقراءات تجلى العديد من القضايا والمشكلات التى يواجهها مجتمعنا العربى.إن كان لايزال هناك كيان أو ما يمكن أن ندعوه بهذا الاسم ،وأشهد أن د. قويدر من القلائل الذين لايزالون يقدرون ضرورة الإبقاء على هذا الكيان نابضاً رغم كل الظروف والمحن التى واجهته .. ربما يرجع ذلك لعمله السابق كمدير لمنظمة العمل العربية طيلة ثمانى سنوات على مدى دورتين متتاليتين ود. إبراهيم قويدر لمن لايعرف هو رجل عمل بجد وإخلاص فى الحكومة الليبية، ثم فى منظمة العمل العربية، يرى أن مصر هى النقاء والمحبة والوفاء والحنان، والبلد الوحيد فى العالم الذى لا يشعر فيه الإنسان بالغربة؛ لطيبة شعبها وحسن معاملته للغريب وعابر السبيل. قال: إن مصر كانت ومازالت وستبقى منارة علم وثقافة لكل العرب. كيف لا، وفى القاهرة عام 4691م كانت رحلته العلاجية من مرض الرمد، وفى آداب القاهرة درس الماجستير عام 1791م فى علم الاجتماع، ثم عمل رئيسًا لمنظمة العمل العربية بالقاهرة منذ عام 9991 وحتى 7002م والعالم العربى، كما يقول دكتور قويدر،يشهد منذ مطلع الألفية الجديدة تطورات بالغة الأهمية تتمثل فى خضوع دوله لتأثير العولمة وتبعيتها التى تتخطى الحدود القومية وكذلك بالحرب التى تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية الداعية إلى إجراء إصلاحات سياسية ونشر الديمقراطية تحت مظلة مصالحها القومية ومقاييس منافعها الاقتصادية، وليس من أجل حرية شعوب المنطقة وتطورها ونموها. والدليل على ذلك ماشاهدناه من تداعيات غزو العراق وإعادة بناء النظام السياسى فيه، فى ظل حالة التصارع والفوضى وعدم الاستقرار التى تكتنف البلاد، وأيضا ما يعانيه الشعب العربى فى فلسطين وموقف المؤسسات الدولية التى تكيل بمكيالين لقضايانا العربية. أيضاً عزيزى القارئ ستجد فى هذا الكتاب وقفات جادة حول قضايا مهمة مثل: قضايا الفساد فى الوطن العربى وأثرها على التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وقضية فقدان المواهب لصالح بلدان أخرى: هجرة العقول العربية، ومقالات تخص الطغاة والمستبدين، ومتى وكيف سيكون قصاص الشعوب منهم، والمنظور الإسلامى للتنمية... وغير ذلك من المواضيع التى تمثل بحق وقفات تأملية تاريخية؛ علينا نحن العرب أن نقف عندها ونتعامل معها بكل الجدية. يقول المؤلف :إيمانًا منى بقضيتنا العربية الإسلامية، كتبت هذا الكتاب؛ ليس جلدًا للذات؛ ولكن نقدًا لأنفسنا حتى نتقوم ونعلم أين الخطأ والصواب، وإسهامًا منى فى رفعة مجتمعاتنا وتقدمها قدمت هذه المقالات راجيًا من الله أن يكتب لها القبول. كما أتمنى من كل ذى فكر أن يدلى برؤيته، سواء بالنقد أو بالشرح والتوضيح أو بإضافة أفكار جديدة؛ لأن كثرة الرؤى حول أية قضية يكسبها خصوبة فى طرق معالجتها، مما يزيد من قدراتنا الاستراتيجية فى المستقبل . وإيماناً منى بضرورة تشجيع الرؤى الصادقة الغيورة على المستقبل العربى أوصيكم بقراءة هذا الكتاب القيم ..