صباح الخير سألت الوزير: ما هي مسئوليتك عن أسوأ عام دراسي في حياة الأسرة المصرية؟ لماذا تصر علي عدم الحذف والإلغاء من المناهج؟ ما هو سر التضارب فيما نشرته الصحف عن المحذوف في المناهج؟ هل إجازة العيد مقدمة لإجازة طويلة تنتهي في فبراير المقبل؟! هل اختبارات نوفمبر هي اختبارات نهاية التيرم الأول؟ كيف تحكم علي حال المدارس من خلال زيارات ميدانية تحت أضواء الكاميرات الصحفية التليفزيونية؟ هل شائعات التغيير الوزاري المرتقب تؤثر علي حالته النفسية؟ هل يشعر بالاستياء من النقد الشديد الذي يتعرض له؟ وأجاب: الوضع مطمئن وفي الأول وفي الآخر هي مجرد حالة أنفلونزا وأنا أنفذ خطة دولة ولا أنفرد بقرار؟ لم تخرج من الوزارة أي منشورات بحذف المناهج وكل ما نشر متفق عليه قبل بدء الدراسة ولن ألغي أي جزء من المنهج مهما حدث هناك اختبار لشهر ديسمبر عقب إجازة العيد مباشرة اختبارات نوفمبر ليست اختبار نهاية التيرم الأول أدعو كل من يهاجم البرامج التعليمية التليفزيونية أن يراها من جديد! من مصلحة الطالب التواجد بالمدرسة وليس في البيت! البيت المصرى لاشك يعيش الآن أسوأ عام دراسى ليس فقط بسبب أنفلونزا الخنازير، ولكن أيضا بسبب التناقض والتضارب ما بين خطة وتصريحات الوزارة وواقع الحال فى مدارسنا؟ - يا ساتر يا رب ليه أسوأ.. هكذا بدأ الوزير ثم أكمل قائلا: الموقف فى أنفلونزا الخنازير مازال مطمئنا بالنسبة لمصر فهى من أفضل عشر دول فى العالم ثم إنها فى الأول وفى الآخر حالة أنفلونزا.. فيه حالات تصاب وفيه حالات تشفى وفصول ومدارس يتم إغلاقها ويُعاد فتحها، وما تم كله كان بالاتفاق مع وزارة الصحة منذ بداية العام الدراسى وهو ما ننفذه بالضبط وأخذنا أقصى درجة من الحذر والحيطة، فالإصابة الواحدة تغلق فصلاً، وأكثر من حالة تغلق المدرسة، فى نفس الوقت كل الحالات يتم الإعلان عنها بكل شفافية وبدون تهويل أو تهوين والبيان واحد من وزارتى الصحة والتعليم ولا تضارب بينهما على الإطلاق، وما تم التعامل به مع المدارس سواء من الناحية الصحية أو التعليمية هو ما تم الاتفاق عليه ولن يتم تغييره.. فمثلا فى الحالة التعليمية الحصة الدراسية انخفضت من ساعة إلى ساعة إلا ربع والفترة الدراسية من ساعة ونصف إلى ساعة فقط، وهو ما يستلزم فحص كل الموضوعات التى يتم تدريسها، وهناك فرق ما بين المنهج والأنشطة التى تحقق المنهج - فالمفروض هناك موضوعات يتم تقديمها فى الفصل وأخرى يقوم بها الطالب فى المنزل، وكل هذا تم الاتفاق عليه قبل بدء الدراسة. فالمدة الدراسية مادامت انخفضت إلى ثلثى المدة إذن هناك تكليفات وواجبات منزلية للطالب، وهناك محور داعم اشتغلنا عليه، وهو المواد الداعمة للطالب فى المنزل وهو ما تم الاتفاق عليه مع وزارة الإعلام بإطلاق 21 قناة تعليمية فضائية وأرضية وبدأنا فحص المحتوى من خلال لجان من مركز المناهج لكى تقدم شكلاً مختلفاً وتصبح أكثر فاعلية وتتم إعادة المادة الدراسية على فترتين ويوم الجمعة هو ملخص لكل مادة دراسية بالإضافة لبث المناهج على الإنترنت لكل المواد بدون كلمة سر فهى متاحة لكل الناس.. فأين هو التضارب والتداخل إذن! * نعم الخطة نجحت * رغم تزايد حالات الإصابة والإغلاق المتوالى للفصول والمدارس هل مازلت ترى أن خطتك التى وضعتها مع الصحة نجحت فى المواجهة ؟ يجيب الوزير قائلا : - نعم نجحت بدليل الحالات الموجودة عندنا بالمقارنة بالعالم، وهذا الكلام مثبت فى تقارير وليس كلاما مرسلا. فتح الوزير جهاز الكمبيوتر الخاص به وقرأ من موقع اسمه (فلوكونت) عن نسبة الإصابة لكل مليون، وكذلك نسبة الوفيات لكل مليون لكل دول العالم، فعدد حالات الإصابة لدينا هى 61 إصابة لكل مليون (80,0) حالة وفاة لكل مليون.. وهو ما يجعل الوضع فى مصر مطمئنا عكس أمريكا التى تصل نسبة الإصابة إلى 27 ألفاً والوفيات 3951 حتى هذه اللحظة. * منذ البداية سيادتك صرحت بأن صحة أولادنا أهم ثم أكدت بل ومازلت مصمما على أنه لا إلغاء للدراسة ولا حذف من المناهج رغم أن الواقع يقول العكس؟ أجاب الوزير قائلا : - هل المدارس كلها أغلقت؟ هل الشائعات واقع؟ هل كل واحد بيطلع إشاعة لمصلحته إذا كان مدرس ولا حاجة عشان يعطى درس أصدقه؟ * عشرة أيام إجازة لعيد الأضحى أليست مقدمة لإجازة طويلة خلال ديسمبر ويناير والعودة فى فبراير ؟ - من قال هذا؟! لم يذكر شىء إطلاقا بهذا المعنى، فهى إجازة عيد عادية ستبدأ يوم الخميس وتنتهى الثلاثاء، فقلنا نمدها ليوم الخميس.. إذن الفرق فقط ثلاثة أيام وجدناها فرصة لإحداث نوع من القطع فى موجة ارتفاع الإصابات.. فعندما تزيد الإصابات إلى حد معين، ويحصل لها نوع من القطع خاصة أن الإصابات محتمل تزيد فى الشتاء وبالتالى كان هذا السبب الطبى مقنعاً وبناء عليه تم إقرارها عشرة أيام ؟ * معنى ذلك أنه لن يتم الانتظار حتى عودة الحجاج للوقوف على عدد الإصابات مثلما حدث فى موسم العمرة فى رمضان ؟ - المدارس سوف تبدأ عقب إجازة العيد مباشرة وتستمر حتى نهاية الامتحانات الخاصة بنهاية العام الدراسى مثلما تم تحديدها قبل ذلك. * ومازال الوزير ينفى * لكن كثيراً من المدارس وزعت جدول امتحانات شهر نوفمبر بشكل موحد وقيل إنها سيعتد بها كامتحانات للتيرم.. وهكذا ينتهى التيرم الأول ما رأى سيادتك ؟ - هذا غير صحيح لأننا حددنا من بداية السنة ثلاثة اختبارات طبقا لمنظومة التقويم الشامل تم قصرها على اختبارين أحدهما فى نوفمبر والآخر فى ديسمبر ثم اختبار نهاية العام الدراسى والطالب المتغيب بعذر مرضى فى أحد الاختبارات تحسب له درجة الاختبار الثانى. * رغم إصرار سيادتك على عدم إلغاء أجزاء من المنهج، تم تسريب الخطة السرية أو الفعلية للمحذوف من المناهج فى كل الصفوف من مستشارى المواد ثم خرجت فى اليوم التالى نافيا كل هذا الكلام. ماذا يجرى داخل الوزارة بالضبط؟ - مرة أخرى أؤكد: ما نشر فى الصحف كان بتاريخ 1 أكتوبر؛ أى قبل بداية الدراسة أى هو ما تم الاتفاق عليه سابقا وليس بجديد، لذلك أصدرت بياناً ينفى ذلك وتم مراجعة الصحف اليومية التى نشرت هذا الكلام، وأيضا تم توزيعه على جميع وسائل الإعلام لكن ما تم هو تغيير للأنشطة المصاحبة للمادة الدراسية وتم تعديلها قبل بداية العام الدراسى ولم تحدث فيها أى تعديلات أخرى. * لكن المدرسين اعترفوا بأنهم تسلموا منشورات من الإدارات بالمحذوف من المناهج وهى فصول كاملة! - غير صحيح فلم تخرج من الوزارة أى منشورات إطلاقا، فكل ما نشر متفق عليه قبل بدء الدراسة. * مرة أخرى أسأل كيف تتسرب بيانات رسمية من مسئولين رسميين أيضا بالوزارة ثم يخرج الوزير فى اليوم الثانى مباشرة نافيا لها.. والناشر لها هى صحف قومية، وهو ما أصاب البيت المصرى ( بالبلبلة) والحيرة؟! - ابتسم الوزير ضاحكا وقال... أول مرة أسمع الحكاية دى. المشكلة كلها كانت فى نشر الجريدتين القوميتين ( الأهرام والجمهورية ) حيث قامتا بنشر هذا الكلام على أنه إجراء جديد تم اتخاذه فى الأسبوع السادس فى الدراسة فى حين أنه متخذ قبل الدراسة وموجود على موقع الوزارة من يوم 3 أكتوبر. * ولا يمكن إلغاء المنهج * لماذا هذا الإصرار من سيادتك على عدم الحذف من المناهج رغم أن الواقع فرض نفسه على الجميع والرأى العام كله يضغط مطالبا بهذا.. وأولياء الأمور والمدرسون أنفسهم فى حيرة؟ - لأن التعليم قضية مهمة جدا، والموضوعات كلها مرتبطة ببعضها ولا يمكن أن تكون نظرتنا للتعليم نظرة دونية، ولابد أن يشعر المجتمع كله بأن التعليم قضية مهمة والتتابع فى المنهج قضية مهمة، وعندنا منظومة المدى والتتابع لكل مقرر، فالموضوعات كلها مترتبة على بعض، فمثلا فى اللغة العربية لا أستطيع إلغاء موضوع لكن لو فيه ثلاث قصائد مطلوب دراستها، قلنا يتم تدريس اثنتين فى الفصل والثالثة يذاكرها التلميذ فى البيت، هذا موجود وتم إقراره، لكن لا أستطيع أن ألغى مثلا درساً فى الكسور أو الضرب فى الرياضيات ثم أدخل بعدها على القسمة، فالحاجات كلها مرتبطة ببعض، لأنه لو حدث إلغاء سيحدث خلل فى التتابع من وجهة النظر التعليمية. * فى سياق الأمثلة سيادتك ضربت مثلاً بتدريس قصيدتين مثلا فى الفصل والثالثة يذاكرها التلميذ بمفرده فى البيت؛ كيف يتأتى له هذا بدون شرح أو مساعدة المدرس؟! أجاب الوزير قائلا: - هناك حاجات أساسية لابد من شرحها فى الفصل وأخرى أنشطة لأن الطالب فى كل الأحوال عليه واجب منزلى جزء منه قراءة وجزء تمارين، فلو أن أربعة تمارين مثلا تم منها ثلاثة فى الفصل والرابع فى البيت؛ لكن الموضوع نفسه لابد أن يتم شرحه فى الفصل، وهذا هو الفرق. * حيرة البيوت *ماذا يفعل أولياء الأمور إزاء العبء الدراسى الأكبر الملقى على عاتقهم الآن فى ظل سناتر أصبحت بؤرة للمرض ومدرسين مزدحمين ومغالين فى أسعارهم ومدارس غير منتظمة بسبب الإغلاق أو الغياب وبرامج تليفزيونية ليست تفاعلية أو جذابة للتلميذ ؟ أجاب الوزير بعد تنهيدة طويلة قائلا: - الذى تستطيع الوزارة تقديمه فى هذا الظرف هو البرامج التعليمية حتى تريح الأسرة فلا يمكن أن يتخيل شخص أننا نسمح لمراكز الدروس الخصوصية بأن تكون البديل فهى غير مرخصة وتجمعات غير صحية وما استطعنا فعله هو أننا بحثنا أقصى ما يمكن تقديمه للبيت المصرى.. فقط مطلوب التعاون من أولياء الأمور بتعويد الأبناء الاعتماد على النفس، لأن هذا له مردود نفسى وتربوى هائل، فلابد من تشجيع أولادنا على الاطلاع على الموجود على الكمبيوتر إذا كانت لديه هذه الإمكانية وكذلك متابعة البرامج التليفزيونية. أما عن مستوى هذه البرامج فيقول الوزير: أنا أدعو كل من يهاجمها أن يراها من جديد لأنها فى شكلها الجديد أصبحت جيدة، ومن يتحدث عنها فهو يتحدث من منطلق انطباع قديم. لكن الآن المدرس مثلا يقدم المادة وأمامه جهاز كمبيوتر، ويعمل بالمحتوى الرقمى الذى تم إعداده فى مركز التطوير التكنولوجى الموجود فى الوزارة.. حيث كان الاتفاق مع وزير الإعلام على اختيار أفضل محتوى لأنه لم يكن ممكنا الخروج إلى الناس يوم 71 أكتوبر بنفس المحتوى السابق غير الجذاب - لكن الآن أصبحت أكثر تفاعلية، وهناك دائما تقييم حقيقى لهذه البرامج. وأضاف الوزير قائلا: لازم نقنع أولادنا بأن هذا هو الشكل الحالى للعملية التعليمية جزء فى المدرسة وجزء فى البيت ونشجع أولادنا على الذهاب للمدرسة لأنه جزء مهم فى حياتهم، فالمناخ التعليمى لا يغنى عنه شىء آخر، حتى لو وصلت درجة إجادة تقديم المحتوى الإلكترونى لأعلى درجة.. لا يزال تواجد التلميذ فى المدرسة مهما، فهى حياة أخرى سواء بالأنشطة الموجودة فيها أو بالتعامل مع المدرسين فكل هذا لا يعوض. * أنا راضٍ عما قدمناه * كوزير مسئول عن (71) مليون تلميذ فى مصر .. هل أنت راضٍ ومقتنع بكل ما تم حتى الآن فى مواجهة أزمة أنفلونزا الخنازير فى مدارسنا؟ - أنا فى الحقيقة راض و مقتنع بأننا واجهنا الوباء بشكل جماعى مواجهة دولة لأزمة وليست مواجهة وزارة وحدها.. قبل بداية العام الدراسى كانت هناك اجتماعات مع وزارة الصحة ومع السيد رئيس الوزراء لبحث مواجهة الأزمة بخطة دولة كاملة ساعدتنا فيها وزارات التعليم والصحة والداخلية والتنمية المحلية، فالمحافظون مثلا كانت عليهم مهمة إعداد المدارس ومتابعة نظافتها من الداخل والخارج واستكمال النقص الموجود من العمالة. *زياراتك الميدانية للمدارس.. هل خرجت منها بصورة حقيقية وواقعية لحال مدارسنا ؟ - فى الحقيقة كان هناك جهد كبير مبذول قبل بداية العام الدراسى، وكان لابد من عملية المتابعة الميدانية طوال الوقت، وكنت أصطحب معى المحافظ لزيارة المدرسة لمواجهة أوجه القصور كلها وحالة النظافة وما وصلت إليه، الكل بذل جهدا، سواء الأبنية التعليمية أو المجتمع المدنى، لكن الدور الأكبر كان للمحافظ، وهذا كان توجيها من السيد رئيس الوزراء للسادة المحافظين باستكمال العمالة المطلوبة للمدارس بأسلوب التعاقد بتمويل من المحافظة. لكن بالنسبة لحالة المدارس .. بعضها كان فى حاجة إلى عناية بالمرافق أو بالنظافة سواء داخلها أو خارجها، الرصيف، الشارع الموجود به المدرسة، ولهذا كانت المتابعة مشتركة ما بين الصحة والتعليم، فالصحة كانت ترسل لجانا وتشرف على حالة المرافق وتصور الحالات وترسلها لنا وكنا نتابعها ونرسلها للمحافظين وبالتالى كان هناك متابعة من ثلاث جهات. * الزيارات غير المفاجئة * لكن هذه المتابعة الميدانية كانت سابقة التجهيز والتخطيط وتفتقد لعنصر المفاجأة بدليل وجود الكاميرات والصحفيين فما هى فائدتها؟! - الحقيقة كان هناك نوعان من الزيارات المعروفة مسبقا والزيارات السرية - فأنا دائما أخطر السادة المحافظين ببعض الزيارات وأخرى لا يعلمون عنها شيئا، وأذهب مباشرة إلى المدارس ولكل منهما هدف - ففى الأولى هدفى هو استكمال ما هو مطلوب من المحافظة واستكمال النقص ليس فقط على مستوى المدرسة بل على مستوى المحافظة ككل، أما النوع الثانى من الزيارات المفاجئة فتتم فى أى مدرسة وحتى فى الزيارات المعدة سلفا أطلب فجأة الدخول إلى المدرسة على الطريق أثناء السير، وذلك للتأكد من استعداد المدارس، وبالتأكيد هناك مدارس لم تستعد، فهذا يعطينى انطباعاً أن المدارس التى استعدت قد قدمت كل ما تستطيعه أو موجود لديها والأخرى فى حاجة لاستكمال النقص بها. * كم مرة أخذت سيارتك بدون مرافقين ولا ضجة ودخلت مدرسة فجأة وأين كانت ؟ - حصلت طبعا فليس كل شىء الإعلام بيعرفه، فقد قمت بزيارتين لمدرستين فجأة.. واحدة بجوارنا فى السيدة زينب والثانية بمدينة نصر، وترتب عليهما إجراءات أثناء الذهاب والعودة؛ وبالتأكيد هى لا تعكس حال كل المدارس الموجودة فى المحافظات. * ولماذا التركيز على القاهرة بالذات ؟ - القاهرة تستحق هذا لأنه حسب الإحصائيات معظم الإصابات مركزة فى القاهرة فهى تعادل 06٪ من الإصابات على مستوى الجمهورية، ولو أخذنا الإصابات فى القاهرة والجيزة وحلوان فسوف نصل إلى 09٪ وهذا يعنى أننا محتاجون لتركيز أكبر فى القاهرة.. والظاهرة الأخرى أن أكثر الإصابات حتى الآن تكون فى المدارس الخاصة ، فيها أكثر من 36٪ تقريبا من الإصابات.. * وما هو تفسير ذلك.. سألت الوزير فأجاب: - لأنه مازال التأثير الخارجى للفيروس هو الأخطر؛ فالمدارس الخاصة والدولية يتعرض فيها الطلبة والمدرسون للسفر للخارج رغم أن حالة هذه المدارس جيدة سواء من ناحية النظافة أو الكثافة والاحتياطات الصحية، ويضيف الوزير قائلا: مازال التركيز فى الإصابات فى القاهرة الكبرى. *مرض مدن وليس قرى - هل المحافظات اتبعت الخطوات والخطة أم هو ستر ربنا معاهم ؟ هكذا علقت فقال الوزير: - هذا الفيروس نمط موجود فى العالم كله وكنا متوقعين درجة انتشاره، وهذا ما أعلنته وزارة الصحة.. فهذا المرض هو مرض مدن وليس مرض قرى لذلك تتركز معظم الإصابات فى المدن عكس القرى. *إزاء تزايد أعداد المصابين بالفيروس من تلاميذ المدارس والعبء الملقى على وزارة الصحة نشعر أن من مصلحتها إغلاق المدارس نهائيا لكن وزير التعليم هو المصمم على استمرار العام الدراسى حتى آخر نفس، هل حدث فعلا انفصام فى الرؤية بينكم وبين الصحة؟ - لا يوجد أى انفصام فى الرؤية بين الوزارتين لأننا نتواصل باستمرار ويوميا، لتأكيد أن القرار الخاص ببقاء الدراسة هو قرار دولة وليس قرار وزير فرئاسة الوزراء تتابع بشكل يومى كل ما يتعلق بالإجازة أو استمرار الدراسة وهو قرار لا يمكن أن ينفرد به وزير؛ ومتفقون على خروج البيان يوميا وسلطات الإغلاق واحدة. * العام الدراسى لن يضيع * البيت المصرى يشعر أن الفيروس هزمه وأن العام الدراسى ضاع منه فى كل المراحل.. ما تعليقك؟ - أنا لا أرى أن العام الدراسى ضاع منا، والدليل أنى أكدت بالأمس على استمرار كل ما يتم من أنشطة فى المدارس سواء فى المسابقات الخاصة أو دورى المدارس أو النشاط المسرحى والفرق الموسيقية.. وحياة لازم يحياها التلميذ. *لكن المدارس أعلنت إلغاء الأنشطة أصلاً، هل الوزارة كما يقال تعيش فى كوكب تانى بعيدا عن واقع مدارسها ؟! - الوزارة لا تعيش فى كوكب تانى ولا حاجة، فالبيان الخاص بالغياب أتابعه يوميا من خلال برنامج كمبيوتر تم توزيعه منذ بداية العام على كل المدارس ونتابع على مستوى الإدارة التعليمية والمديرية والمحافظة فى مصر كلها يوميا، لذلك مستوى الغياب والحضور الطلابى لا يعكس هذا نهائيا. ويضيف الوزير قائلا : لكن عندما يتم إغلاق فصل بالتأكيد يصاب ولى الأمر بالقلق، لكن بعد إعادة فتح الفصل يكون الانطباع مختلفاً وهو أن الأولاد أصيبوا وتم شفاؤهم والإعلام دائما يركز على الإصابة ولا يركز على الحالات التى تم شفاؤها وعودتها أو فتح المدارس، أنا شايف أن خوف الناس غير مبرر وأكثر من اللازم. * الرأى العام والصحافة تضغط بالمطالبة بإغلاق المدارس وإيقاف العام الدراسى عند هذا الحد منعا لتفاقم الكارثة؛ ألا يؤثر معك ضغط الرأى العام مهما كان؟! - القرار أساسا ليس قراراً تعليمياً، ولكنه قرار صحى.. فالقول الفصل لوزارة الصحة فهى التى تقيس معدلات وشدة الإصابة، وإذا كان فيه وفيات، والحالة العامة نتابعها طبقا لبيانات وزارة الصحة، وهى متوقعة منذ البداية لهذا فهى ترى أن الأمر لا يدعو حتى الآن لاتخاذ إجراءات استثنائية. ويضيف الوزير قائلا: بالمناسبة لدى دراسة عن الأثر الاقتصادى والاجتماعى لإغلاق المدارس.. يقول: إن إغلاق المدارس له أثر سيئ لا يجب التفكير فيه سواء اقتصاديا أو اجتماعيا.. لأن غياب التلاميذ يعنى وجود ولى الأمر الأب أو الأم على الأقل فى البيت؛ بالتالى يكون هناك فاقد فى الجانب الاقتصادى إلى جانب أن الطالب فى المدرسة يمكن بسهولة متابعة حالته إذا أصيب - فلو أن الإصابات كانت موجودة فى البيوت والمدارس لا تعمل يصعب متابعتها والوصول إليها بدقة.. أما الفقد الاجتماعى، فالعملية التعليمية تنعكس على المجتمع كله وسنة دراسية والانتقال من مرحلة لأخرى من ابتدائى لإعدادى وإعدادى لثانوى ومن ثانوى للجامعة، وأيضا من التعليم الفنى إلى سوق العمل فالكل فى حاجة إلى تقرير مصيره؛ والحقيقة أننا لو نظرنا إلى كل دول العالم برغم الحالات التى تصل أسبوعيا لعشرات الآلاف من المصابين إلا أنهم لم يتخذوا قرار إيقاف الدراسة لديهم فهم يتعاملون مع الأمر طبقا للمعطيات. * لا تراجع ولا استسلام * سيادتك أيضا مازلت مصمماً على التقويم الشامل فى المدارس رغم أنه غير مطبق فى الأيام العادية بشكل سليم فما بالك بهذه الأيام ؟! - التقويم الشامل أصبح نمطاً تعليمياً لابد من المضى فيه وعدم العودة بالمدرسة إلى دورها القديم، وهو مجرد إعداد التلميذ لامتحان آخر العام والسلام. وصحيح أن لدينا قضايا وتحديات وبعض السلبيات فى التطبيق لكن مازلت مصرا عليه، وعلى أولياء الأمور أن يشعروا معنا بالفرق فى أداء أولادهم.. لا يمكن الرجوع للنمط القديم تانى وتقول لى مصمم، نعم أنا مصمم! * مع تزايد الحالات المصابة وحالة الخوف على الأبناء وتوقف الدراسة تباعا فى كثير من المدارس، كيف سيكون التصرف فى الفترة القادمة فى البيت المصرى ؟ - طوال الفترة الماضية أثبتنا أننا نعمل مع وزارة الصحة بمنتهى الموضوعية لأن هؤلاء التلاميذ أبناؤنا واتفقنا منذ البداية على أن صحتهم فى المقام الأول.. وهذا مدعاةٌ لاستمرار الثقة فى كل ما تقدمه الحكومة فيما يتعلق بالدراسة فى المدارس والجامعات.. وكل ما أطلبه من البيت المصرى هو ألا يستمع ولا يثق فى الشائعات ويثق فى بيانات الوزارة ويستفيد من الموجود على القنوات التعليمية وعلى موقع الوزارة. * وأخيرا، لم أستطع إنهاء الحوار مع وزير التربية والتعليم د. يسرى الجمل دون أن أسأله عن حالة النقد الشديد التى يتعرض لها ومدى تأثيرها عليه؟ - فقال : الانتقادات شىء طبيعى لأن التعليم بالذات له طبيعة خاصة، فهو فى بؤرة اهتمام كل بيت وكل أب وأم يريدان أفضل خدمة تعليمية لابنهما وبالإضافة إلى أن هذا هو دورنا كوزارة؛ وهذه رسالتنا ومقتنع بها مليون فى المائة، وهذه طبيعة المهمة التى لابد أن نأخذها لآخرها. *هل الكلام عن التغيير الوزارى يؤثر على حالتك النفسية وعملك فى الوزارة؟ فقال: لا أفكر فيه إطلاقا وسأظل أعمل لآخر لحظة. • هل أنت شخصية عنيدة ؟ - لماذا عنيد؟! - أحيانا يكون العناد إيجابيا، فأنا عنيد عن قناعة بطريق الإصلاح الذى وعدنا الناس به، وهناك مخطط واستراتيجية واضحة ومعلنة ولا يمكن التراجع عما بدأناه! ؟