لفت انتباه الكثيرين تخصيص الجزء الأكبر من مؤتمر هذا العام لقضايا الزراعة وتحسين أحوال الفلاح المصرى.. فما الذى دفع الحزب لهذا الاتجاه وما هى المشاكل التى كادت تعصف بصغار الفلاحين خلال الفترة الماضية؟! خمسة أسباب وضعها أحمد منسى أمين الفلاحين بالحزب الوطنى على قائمة المشاكل التى دفعت المؤتمر السنوى السادس للاهتمام بالأمر، وهى على الترتيب تدنى أسعار الحاصلات الزراعية وارتفاع مدخلات الإنتاج الزراعى من أسمدة وتقاوى وتكاليف خدمات، وثالثا انخفاض منسوب المياه فى نهايات الترع فى بعض الأماكن وعدم وجود سياسة زراعية واضحة المعالم، وأخيرا تخوف الفلاحين من تطبيق الضريبة العقارية على الأراضى الزراعية العام المقبل. وأضاف أحمد منسى أن الأمر يأتى أيضا استكمالا لما طرح فى المؤتمر الخامس للحزب الذى وجه فيه الرئيس الحكومة لتحل مشاكل قطاع الزراعة التى تمثلت فى أزمة المتعثرين مع بنك التنمية والائتمان الزراعى والتى انتهت بدعم المتعثرين بمبلغ وصل إلى 005 مليون جنيه وإعطاء حافز لموردى القمح فى الموسم السابق سمى بفارق جودة عن المستورد، وكان فى حدود من 40 إلى 60 جنيها وبلغت قيمته الإجمالية ملياراً و006 مليون جنيه، وفجأة مع الأزمة العالمية تدنت أسعار الحاصلات الزراعية الرئيسية هذا العام مثل الأرز والذرة والقمح والقطن وقصب السكر، وتلقت أمانة الفلاحين آلاف الشكاوى من المحافظات المختلفة تم رفعها للأمين العام والأمين العام المساعد وأمين السياسات لإيجاد حلول لها، وفى هذا المؤتمر تم بحمدالله حل مشكلة الأرز بخفض رسم الصادر من 2000 إلى 1000 جنيه، مما رفع الأسعار من 057 جنيها إلى 1200 جنيه للطن، وكان توجيه الرئيس واضحا بحل باقى المشاكل الخاصة بقطاع الزراعة، وللحقيقة هذه أول مرة يحصل فيها قطاع الزراعة والفلاحين على الاهتمام الأول من خلال القضايا المطروحة والمناقشات. ومن جانبه قال الدكتور محمود أبوسديرة وكيل لجنة الزراعة بمجلس الشورى أن ما يطرحه الحزب فى هذا الجانب غاية فى الأهمية لأن الفلاح له مطالبه التى لم يلتفت إليها أحد بالشكل المناسب من قبل، لكنه وضع فى الاعتبار منذ ضمنه الرئيس مبارك برنامجه الانتخابى الذى بدأ كمرحلة أولى بتنمية ألف قرية من القرى الفقيرة وهى التى يسكنها الفلاح، وإذا ضمنت له طرق ومستشفيات وكهرباء ومكاتب بريد تقدم من خلالها الخدمات الحكومية فى القرية بدلا من الذهاب للمدينة ووفرت له حياة كريمة يمكن من خلالها أن يقوم بدوره فى الإنتاج الزراعى بطاقة إنتاجية أعلى وبالتالى يطمئن على مستقبل أولاده فى التعليم والصحة، وفى الجانب الآخر كان لقرار الرئيس بتسوية مديونية نصف مليون من صغار الفلاحين مع بنك الائتمان الزراعى أثره الكبير فى رفع أعباء المديونيات على الفلاح البسيط.