لا أعارض أحداً فيما يرتديه، لكن مع الزى المناسب فى المكان المناسب بدليل أننا لا نقبل طالبة تدخل الحرم الجامعى "بشورت وبلوزة حمالات"!! أو بأخرى تقف على شط النيل بالمايوه! فهذا عرف بلدنا منذ زمن بعيد، وقبل السبعينيات لم نقرأ أو نسمع عن جرائم اغتصاب أو تحرش جنسى أو حتى لفظ "نابي" أثناء السير فى الشارع.. رغم أن الأغلبية العظمى من فتيات مصر وسيداتها كن لا يرتدين الحجاب ولا النقاب، ولم يكن هذا هو الحد الفاصل بين الجنة والنار "فربنا رب قلوب"، بدليل أننا نجد سيدات فاضلات يعتلين أكبر وأهم المناصب فى بلدنا وحاصلات على أعلى الشهادات العلمية فى الفقه والشريعة والدراسات الإسلامية مثل د. زينب رضوان والمستشارة تهانى الجبالى وهما غير منقبتين ولا محجبتين، ولكن لماذا تقلقنا ظاهرة انتشار النقاب فى مصر؟! لأن الشارع المصرى غير صادق ولأنه مظهر فقط، والدلائل كثيرة نجدها فى محاضر أقسام الشرطة ولدى سائقى التاكسى فلديهم الكثير من الحكايات العجيبة والغريبة، ولو تقربت لكثير من المنقبات وسألتهن لماذا النقاب؟ قلن: "جوزى عايز كده خوفاً من الخطف والتحرش فى الشارع".. والبعض تعلق: "كفاية فلوس الأكل نجيب فلوس للبس منين". والقليل جداً منهن الآن يرتدين النقاب عن إيمان حقيقى به وعن قراءة جيدة لدينهن رغم اختلاف الأئمة حول فرضه. والواقعة التالية حدثت أمامى فى الساعة الثالثة ظهراً يوم الثلاثاء الموافق 31 أكتوبر الماضى. حين فتحت النافذة على هذا المشهد بعد سماعى صوت شتائم وصراخ فوجدت فتاة تصرخ وتقول: حرامية.. حرامية! وتمسك باثنتين من المنقبات وفى نفس الوقت هما تقذفانها بأفظع الألفاظ النابية ، وعندما تجمع المارة قالت إحدى المنقبات لهم: أصلها عايزة تتجوز أخونا بالعافية وإحنا عايزينها تبعد عنه! صدق البعض كلام الأخت "المنقبة" وساعد فى الشتائم على الفتاة.. ولم ينقذ الموقف إلا شاهد العيان الذى رأى المنقبتين وهما تقومان بالسرقة وأخرج من ثيابهما الأشياء التى سرقتاها. والغريب والمثير للدهشة أن المارة كان رد فعلهم عجيبا وحكمهم أعجب فقالوا للفتاة العاملة فى المحل: "الحمد لله أخذت المسروقات وعفا الله عما سلف". وتركوا المنقبتين لحال سبيلهما ليمارسا هذه الأفعال مرة ومرات لأننا شعب لا نصدق أن أحياناً ما وراء النقاب الخير والشر. من هنا كان انزعاجى وقلقى، وهناك الكثير والكثير من هذه الحكايات لدى البعض تكفى عددا كبيرا من الصفحات، وإذا كانت هناك حملة شعواء ضد فضيلة الإمام شيخ الأزهر فقد سبقه د. هاشم فؤاد عميد طب القاهرة عندما منع النقاب بسبب حالة الغش الشهيرة، وتعددت الأسباب.. والقول لذى الأمر.