لأن إصدار ألحان بالفم.. وإخراج نغمات من الزور، واستخدام "شفايفك" فى "سيمفونيات" موسيقية يبدو صعباً، ولأن هؤلاء الشباب متمسكون بموهبتهم الغريبة إلى حد ما.. لذلك فهم يعتبرون أنفسهم "فنانين مظاليم". فى مهرجان ساقية الصاوى، نكتشف أن "فن المظاليم" ليس مقصوراً على الشباب، والغريب أن هناك من تجاوز الستين من عمره.. ويفضل نغمات "فمه" عن نغمات "الجيتار" و"الكلارنيت".. المثير أن بعض نغمات "الأفواه" ضربت أنغام "الجيتار" و"الكلارنيت".. فى مقتل!! بقول مروان "أحد المتسابقين فى ساقية الصاوى": "كثيرون لم يسمعوا عنا، مع أن فننا ذو مواصفات خاصة، وعازفيه ذو مهارات خاصة أيضاً، حتى الآن لا يعرفنا أحد، لذلك بيننا وبين بعضنا نسمى أنفسنا فنانى "الأندر جراوند" أو فنانين "تحت الأرض".. وربما تكرار مسابقاتنا هو الذى يجعل لدينا أملاً فى الانتشار". يكمل: فن العزف "بالفم" أحد فروع ما يسمى ب"Beal boxing".. وهو أحد فنون ال"Hiphop".. أحد الفنون الأوروبية.. يقول "مروان": جاءنا هذا الفن من أوروبا، بعدما سطع نجم "ايكليكس" بطل العالم الفرنسى الجنسية، وهو الذى أدهش الكثيرين بقدرته على إصدار الأصوات الموسيقية باستخدام الأنف والزور، مع العلم أنه يتحتم على العازف أحياناً إصدار صوتين من "الفم" و"الزور" فى وقت واحد.. وبضيف مروان أن ظهور "فريدريكس" الأمريكى الفلسطينى، و"قصى" العراقى وانبهار العالم بهما هو الذى خلب لب الكثير من الشباب العربى لممارسة هذا الفن. رغم أن مروان لم يكن أحد الفائزين فى مسابقة الساقية، إلا أن هذا لم يحزنه.. فهو على حد قوله: "لا نسعى للفوز، لكن معظمنا يسعى لتقديم عروضه والحصول على جماهيرية.. نطمع فقط فى أن نصبح ذات يوم "حديث المدينة".. أو "حديث الناس". أما "محمود حمزة"- 61 سنة- وأحد المتسابقين فكل ما يحزنه أن مجهوداتهم وتعبهم "ممكن يروح هدر".. ويقول إنه يعرف عازفين كباراً فى مصر.. يذكر منهم "بلال" مثلاً.. إلا أنه رغم تفوقه ليس مشهوراً.. شهرة لاعبى كرة القدم، أو ممثلى السينما!! حمزة هو مؤسس فرقة "ديترويت" تيمناً بمغنى الراب المشهور "أمنم.." حمزة يحلم بأن يصل "صوت فمه" للجميع.. خصوصاً كما قال: "ليس للعزف بالفم سن معينة لجمهوره".. ويقول "لؤى" الذى يعتبر إيكليكس الفرنسى مثله الأعلى، وشريف منصور المصرى مثار فخره.. أن احترافه "العزف بالفم" كان ضرباً من المستحيل، لكن المواقع الإلكترونية الكثيرة التى تشرح هذا الفن، وتشرح طريقة تعلمه هى السبب فى أنه أحبه.. وأصر على المنافسة.. نحن فنانون، لكن للآن لا يقدرنا أحد.. لكن "ساقية الصاوى" أعطتنا هذه الفرصة.. باحترام. و"نبيل عبدالباسط" أحد الذين لفتوا الأنظار فى مسابقة ال"Beal boxing".. د. "نبيل" طبيب علاج طبيعى، ورغم أن وقته ضيق بسبب عمله، إلا أنه أصر على احتراف "موسيقى الفم"، وفى المسابقة عزف القديم "عبدالوهاب" "أم كلثوم".. ومقطوعات كثيرة أخرى.. د. نبيل يهوى كتابة القصة القصيرة والتصوير.. فنان متنوع ويحب أن يقدم كل جديد.. الفن بالنسبة له مغامرة محسوبة. د. نبيل قال: "أجدد نشاطى بالمنافسة مع الشباب أفضل من جلوسى فى البيت، أو انتهاء حياتى على كرسى متحرك فى شيخوختى". أنا أتعلم من الشباب، وهم يهتمون بخبراتى ويشجعوننى أيضاً مسابقة ال"Beal Boxing".. مثيرة، وجو المتسابقين النفسى أكثر إثارة.. كلهم شباب.. حتى "العواجيز" منهم. حلمهم الأول الاحترام.. والتقدير.. وأن يصبحوا يوماً.. "حديث المدينة".!