"لحمة حمراء طازجة والكيلو ب72 جنيها فقط" هذا ليس حلما إنما علم، فهذا هو المشروع الذي نفذته محافظة الجيزة بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي وإحدي شركات القطاع الخاص والتي تقوم باستيراد لحوم حية من إثيوبيا عبر جيبوتي ويتم ذبحها في سفاجا وتباع لمواطني الجيزة في 22 شادرا، وبين تأكيد المسئولين علي جودة اللحمة ورفض الجزارين ممن يبيعون اللحوم البلدية ب 54 جنيها فما فوق لمجرد المقارنة بين اللحوم الإثيوبية واللحمة البلدية مع أنها مختومة، وأقرت هيئة الخدمات البيطرية جودتها. كان لي لقاء مع رواد شادرين لأعرف رأي الناس التي تقف بالطوابير علي الشادر. لحمة زي الفل هكذا أكدت لي مجموعة من السيدات البسيطات اللاتي تهافتن علي الشراء فتقول أم عادل : "لقد اشتريتها قبل ذلك واللحمة لحمة عادية "زي الفل" صحيح تأخذ وقتا أطول قليلا للنضج ولكنها بالنسبة لسعرها رائعة، وأتمني وجودها دائما خاصة مع دخلة رمضان". وتتربع الأرض سيدة مسنة بسيطة جدا تنتظر دورها في الشراء قالت: "أحضر قبل تعليق اللحمة وأنتظر لآخذ دوري، ومع أني كنت خائفة من مصدر هذه اللحوم ومترددة إلا أني عندما اشترت زوجة ابني اللحمة وذقتها وأكد لي ابني أنها مختومة من هذا الشادر في أرض اللواء اطمأننت لشرائها، خاصة أن سعرها أرخص من المستورد، وأكد عبد الوهاب حسن موظف كلامها قائلا: (هذه اللحمة مذاقها جيد ولا تختلف عن لحمة الجزار التي تباع ب54 جنيها وهي مناسبة للناس الغلابة ويا ريت تستمر هذه الشوادر". "شيلي زي ما أنتِ عايزة يا مدام" عادل هو البائع الذي يقطع اللحمة ويبيعها ومعه مساعد له عندما رآني أنزل من سيارتي هرع إلي قائلا : "اتفضلي يا مدام.. لحمة من جيبوتي ب72 جنيها" لم أذكر له أني صحفية وعندما رآني أسأل الناس عن طعم اللحمة وجودتها أكد لي أنها كاللحمة البلدي تماما، بل أقل في الدهون.. فسألته هل هناك حصة محددة أستطيع شراءها أم يمكنني شراء 51 كيلو لعزومة فأجاب عادل: "شيلي زي ما إنتِ عايزة يا مدام.. شوفي لو 001 كيلو أجيبلك" عندها أدركت أن من الممكن أن يكون جشع البعض سببا في تبديد أحلام البسطاء في الحصول علي هذه اللحوم.