الجمال والقبح لا يقتصران على الملامح والوجوه فكما أنك تستطيع أن تشترى الجمال أو أى شىء جميل فإنك كذلك قد تدفع أموالاً لتشترى شيئاً قبيحاً، أى أن الجمال بفلوس والقبح كذلك . وسط أزمة اقتصادية وتهديد ينذر بتوقف الإنتاج الغنائى.. وسط تأجيلات كثيرة وأغانى سنجل أكثر تحاول أن تجد سبيلاً للخروج من أزمة أن تكف الأصوات عن الغناء.. وسط مشكلة حقيقية يواجهها كبار النجوم وحالة من البطالة الغنائية قد أصابتهم.. وسط هذا الجو الملىء بالغيوم وسط هذا كله هناك من يغنى.. ليس مجرد الغناء بل غناء كلمات جميلة تلمح بين سطورها حكمة الحياة، القدر، الهجرة.. البلد.. الميدان. فإنه لم يغن فقط بل بحث ونقب بين سطور الشعر لينتقى لنا ألبوماً أو سى دى به خلاصة فلسفة شاب قرر أن يمتهن الموسيقى فى زمن عاد بنا إلى الوراء.. عاد ليس لخطوة أو خطوتين وإنما آلاف الخطوات.. وسؤال قد تطرحه بعض العقول الضيقة المظلمة الفن.. الغناء.. حرام أم حلال.. فى وقت توقف كثيرون.. جاء صوته.. وتسللت موسيقاه عبر ألبوم بعنوان «إنسان».. كلمات مختلفة.. منطق مغاير لما هو سائد.. صوت شجى.. ووجه مصرى تشعر فى ملامحه أنه يشبه آلاف الشبان اللذين ضمهم الميدان يهتفون ويعلو صوتهم ليكسر حاجز الملل الكئيب الذى أصابنا.. إذن فإنه وجه مصرى جداً وصوت أتى لنا بعد انتظار طويل بما هو جديد.. إنه حمزة نمرة وألبوم إنسان وستة عشر أغنية جميعهم من العيار الثقيل.. تأملوا معى بعضاً من الكلمات «ياما نفسى أعيش إنسان قلبه على كفه/ كل اللى بردانين فى كفوفه يدفوا/ يضحك يضحك خلق الله/ يفرح يفرح كله معاه» كلمات حازم ويفى ثم تأتى أغنية الميدان «كنا مش حاسين بقيمة/ والأمل موضة قديمة/ بس فى ثانية افتكرنا/ أن بلادنا دى عظيمة/ ارفع رأسك أنت مصرى/ أنت واحد م اللى نزلوا فى الميدان/ أنت وقفت جنب جارك فى اللجان/ أنت رجعت المصرى بتاع زمان/ شايف الدنيا بشكل تانى/ السما صافية سامع أغانى» كلمات محمد دياب ثم «شايفة العيد أيام حلوة وأيام قاسية/ بتعدى سنين وسنين/ مالهاش مرسى/ شىء معروف.. ده اللى يعيش/ ياما وياما شوف/ ياقلبى فى أى ظروف/ لازم تنسى/ هنسى أحزانى وأفرح دى الفرحة بجد لسه وحشانى/ فيها إيه لو تبقى لحظة حلوة وخدانى» كلمات محمود فاروق.. ثم تجد أغنية الوشوش «كترت بينا الوشوش.. قلت بينا الأمانة/ ياه ع البراءة حوش.. مابقاش ياكل معانا/ حافظين الدمعتين.. فماتعملوش حزانى» كلمات محمود فاروق.. ألا تلمحون فيما سبق من سطور قيمة الجمال.. معنى أن تكون مختلفاً.. معنى أن تمتهن الصعب.. إنه حمزة نمرة الذى بدأ تجربته الغنائية عام 2001 وفرقة باسم «نميرا» وكان العديد من الأغانى من ألحانه فكان عازفاً ومغنياً وملحناً كذلك نعم بدأ الغناء عام 1002 وصل صوته مع الثورة.. امتزج صوته بصوت الهتاف فنضجت تجربته ولمعت وانتشرت بين أوساط الشباب. تحية لكل شاب صنع ولو حرفاً فى ألبوم إنسان لحمزة نمرة.. لأنه جعلنا نصادف الجمال وسط قبح وقسوة شديدين. آخر حركة * صورة البوستر جزء من التجربة.. إنها لشاب يحمل جيتاراً يسير وحيداً وسط الغيطان.