يوم الجمعة القادم ربما يكون يوما فارقا فى تحديد موقف الجامعة العربية من بعثة المراقبين العرب الموجودة فى سوريا حيث سيعرض الفريق السودانى محمد أحمد الدابى التقرير النهائى للبعثة فى البروتوكول الأول الذى وقعت عليه سوريا منذ شهر تقريبا. ليتوقف إرسال بعثة أخرى وتوقيع بروتوكول آخر على النتائج التى توصلت لها البعثة ويتم الإعلان عن هذه القرارات فى اجتماع الجامعة العربية واللجنة الوزارية الخاصة بالملف السورى يوم السبت القادم. ومن جهة أخرى يلتف الغموض حول أعضاء بعثة المراقبين فى سوريا فلا أحد يعلم حتى الآن من هم أو كيف تم اختيارهم أو على أى أساس تم الاختيار وحسب المعلومات لدى حاولت قنوات تليفزيونية عربية وأجنبية الاتصال بالجامعة العربية للتعرف على أعضاء البعثة أو حتى الوقوف على من هم أعضاؤها إلا أنها لم تتوصل إلى شىء بسبب التعتيم على أعضاء البعثة بل التعتيم على أسباب انسحاب بعض الأفراد من أعضاء البعثة وتضارب التصريحات حول أسباب الانسحاب فتارة تخرج تصريحات حول الضغوط التى يتعرض لها بعض أعضاء البعثة من قبل النظام السورى وتارة أخرى تكشف أن انسحاب أحد الاعضاء من البعثة بسبب قرابته من المعارض السورى إبراهيم غليون وتأتى تصريحات أخرى من الفريق الدابى شخصيا تؤكد أن انسحاب الأعضاء لأسباب شخصية محضة وأن النظام السورى لم يضغط على أى شخص من شخوص البعثة لتزداد الأمور غموضا حول هذه البعثة التى من شأنها أن تكشف الحقائق فتحولت إلى لغز كبير. فى اجتماع الجامعة العربية الأسبوع الماضى كان الشد والجذب بين اللجنة الوزارية الخاصة بالملف السورى برئاسة قطر وبين رئيس بعثة المراقبين العرب برئاسة محمد أحمد الدابى وكان أبرز نقاط الشد والجذب والتى تتركز على إصرار قطر على أن بعثة المراقبين العرب قد فشلت فى مهمتها التى لم تتجاوز 21 يوما بالتمام والكمال إلا أن الشيخ حمد بن جاسم قرر عبر تصريحاته فى زيارة جمعته بأمين عام الأممالمتحدة أن اللجنة العربية وما تضم من بعثة للمراقبين نتج عن أعمالها أخطاء جسيمة وليس من الممكن أن تستمر اللجنة بمثل هذه الأخطاء الفادحة الأمر الذى زاد من حدة التوتر بين وزير الخارجية القطرى والفريق الدابى الذى رفض بدوره أن يتم وصف لجنته بأنها ليست على وعى بمهمتها، وبها كما يؤكد الدابى مجموعة من أجدر المراقبين والعاملين فى حقوق الإنسان وليس من الطبيعى أن توصف اللجنة بالمقصرة أو الجاهلة بمهام هذه المهمة التى تعتبر الأولى من نوعها فى تاريخ الجامعة العربية.. قطر والسعودية كانتا تأخذان نفس الموقف فى إصرارهما على توقف لجنة المراقبين عن عملها بينما كان وزير الخارجية المصرى على الحياد إلا أنه فى كلامه مع الأمين العام للجامعة العربية د.نبيل العربى أكد أنه من الضرورى إنهاء بعثة المراقبين العرب لمهمتها التى على حسب البروتوكول الموقع من قبل الجانب السورى مدة المهمة هى شهر كامل يتم تجديده إذا كانت هناك حاجة له ببروتوكول جديد وتوقيع جديد أيضا من جهة أخرى لم ينكر الدابى إلى أن البعثة كانت تفتقر إلى كثير من الدعم المادى من أدوات ومعدات كانت مهمة للبعثة من أجل إتمام مهمتها من رصد للوقائع والأحداث لذا كان من الطبيعى أن يخرج التقرير الأولى للجنة الوزارية قبيل المؤتمر الصحفى بساعتين ليوضح أنه سيتم تقديم دعم مادى لبعثة المراقبين العرب تصل قيمته إلى مليون دولار ومن الممكن أن يزيد إلى خمسة ملايين دولار حسب احتياجات بعثة المراقبين إلا أنه فى الشكل النهائى للبيان الذى خرج من الجامعة العربية قد تم تعديل هذه الفقرة لتكون مجرد تقديم الدعم للبعثة دون ذكر لأرقام بعينها أو كما كان مكتوبا أن تدفع الدول المعنية حصصها فى المليون دولار، وعلمنا من الكواليس داخل الجامعة أن كلا من قطر والسعودية رفضتا من الأساس فكرة تمويل بعثة المراقبين العرب بل تم إلقاء فكرة التمويل الخاص بالبعثة على الجانب السورى وهو الأمر الذى رفضه النظام السورى جملة وتفصيلا بل كان من أحد الأسباب الهامة لتردد سوريا فى التوقيع على البروتوكول العربى. من جهة أخرى اتهم الفريق الدابى رئيس بعثة المراقبين العرب الإعلام العربى والدولى بأنه يحاول إجهاض بعثة المراقبين العرب عن طريق بعض التصريحات التى لا أساس لها من الصحة، عندما سألت وزير الخارجية القطرى عن نقطة فى البيان الختامى للجامعة عن الاتصالات والتعاون مابين الأمين العام للجامعة والأممالمتحدة فى تقديم الدعم الفنى اللازم لبعثة المراقبين العرب سألته إذا كان هذا سيفتح مجالا لدخول أطراف أجنبية من قبل الأممالمتحدة ضمن بعثة المراقبين فكان الرد باقتضاب شديد: لا ولكن من الممكن الاستعانة بأطراف أجنبية لعمل دورات لهؤلاء المراقبين وهذا سيكون داخل جدران الجامعة،وتابعت سؤالى: هل من الممكن أن تكون هناك أطراف أجنبية داخل لجنة المراقبين فى المستقبل؟ فأجاب بامتعاض: ممكن والحقيقة عندما نتحدث عن تدريب لبعثة المراقبين العرب إلى سوريا هذا ضرب من الخيال لأن أى تدريب يستغرق شهورا فى وضع حرج تعيشه سوريا والسوريون سواء مؤيدين لبشار الأسد أو رافضين له إذن فأى وقت سيأخذه أفراد البعثة فى التدريب، ولكن كما تؤكد الكواليس داخل الجامعة أن هذا البند فى البيان الختامى للجنة المتابعة العربية ماهو إلا حجة من الممكن أن يدخل معها المراقبون الأجانب إلى سوريا فى أى وقت ويبقى سؤال: هل بعثة المراقبين العرب هى كانت نقطة اختبار للنظام السورى الذى إن لم يوقع على البروتوكول ربما كان سيجد نفس المصير الليبى ولكن بتوقيع سوريا على البروتوكول تحول هو نفسه نقطة اختبار للجامعة العربية وأعضائها فى الرهان على نجاح هذا البروتوكول وإنقاذ سوريا أو إفشاله وإنقاذ أنفسهم من نظام حليف لإيران يريد الكثيرون أن ينتهى بلا رجعة لا إنقاذا للشعب السورى بقدر ما هو إنقاذ لمن يحكمون هذه الدول.