أقر أنا الموقعة أعلاه بأنى أرفض الإهانة التى يحاول البعض عمدا وعن سبق الإصرار والترصد إلحاقها ببنات وطنى. وأنا بصفتى واحدة ضمن الملايين من نساء هذا الوطن اللاتى نعشق ترابه ونتقاسم مع رجاله اللقمة والمسئولية والمصير نرفض أن نهان ونتعامل بدونية سواء من المعسكر الدينى أو العسكرى.. نرفض من يصفنا ب «الوردة» ونرفض من «يسحلنا على الأسفلت» ونرفض من يستخدمنا كدرع يخفى مطامعه السياسية ويدعى أنه يحمى الفضيلة ويعلى قيمة الدين وينادى بالحماية والأمان لعبير وكاميليا بينما يغمض عينيه ويتجاهل الموقف عندما تتعرى فتاة مسلمة وتكشف عوراتها على الملأ.. هنا تكبل خطواته.. وتخرس ألسنته... ويوأد ضميره مدعيا أنها ليست منهم .. وأنهم لن يشتبكوا فى مواجهات ليس وقتها الآن ولا تستغرب موقفهم، ففى سبيل مقعد البرلمان كل شىء يهون حتى القيم والأخلاقيات.. كذلك نرفض من يستأسد على فتيات وسيدات هذا الوطن ممن يفترض فيهم أن يكونوا هم السند والحماية فإذا بهم يكشرون عن أنيابهم فى مواجهة العزل.. وبعدما كانت المرأة محل تقدير من الجميع على اعتبار أنها «الجنس الناعم» فإذا بها تواجه بعنف مفرط وإهانة بالغة فتسحل وتجرجر من شعرها وتجرد من ملابسها وتضرب بالأحذية وتكسر عليها الهراوات ويكتوى جسدها بالعصا الكهربائية لا يشفع لهن سن أو مكانة.. فالجميع فى الإهانة سواء شابة فى مقتبل العمر أو امرأة ناضجة الكل فى الهم سواء كلهن مستبيحات.. مهدر دماؤهن .. سواء كانت أسماؤهن غادة .. هند . خديجة فريدة أو حتى ذات العباءة وما نرفضه أكثر وأكثر أن يشكك أحد فى وطنيتهن.. أو أخلاقياتهن.. وبدلا من التعاطف والدعم المعنوى نجد هجوما كاسحا.. وحشيا يدين المجنى عليها ويتلمس العذر للجانى تماما مثلما نجد من يدافع عن المغتصب ويلقى باللوم عن الضحية مهما كانت شريفة ومحترمة وملتزمة. هذا الرفض لم يصدر عنى فقط.. ولكن شاركتنى فيه آلاف السيدات اللاتى جوبن الشوارع والميادين الأسبوع الماضى . رافضات تلك الإهانات معبرات عن اعتزازهن ببنات جنسهن من المناضلات الشريفات فى ميادين الحياة... والثورة.. هذه المسيرة كانت رسالة واضحة من كل نساء مصر ليست للمؤازرة والدعم لكل امرأة أهينت هى فى أمس الحاجة لتخمد جراحا غائرة فى نفسها وجسدها ولكنها رسالة تحذير صريحة للجميع تؤكد أن نساء مصر قادرات على حماية أنفسهن والدفاع عنهن ضد من تسول له نفسه إهانتها.. رسالة تبشر بامرأة مصرية جديدة تحترم نفسها وتعتز برسالتها وترى أنها عضو مؤثر فى الوطن وليست كمالة عدد .. ولا حتى وردة فى عروة أحزاب تستخدمها ولا تحترمها.. رسالة إعزاز وتقدير لكل امرأة تثق فى نفسها لا ترهبها اتهامات ظالمة.. ولا هراوات ثقيلة.. ولا شكوك سخيفة. رسالة احترام لكل امرأة تدرك أن عليها دوراً إيجابيا فى صياغة مستقبل هذا الوطن ولابد من ممارسته عن وعى وفهم، حجابها على شعرها وليس على عقلها ومكانها فى قلب الأحدث وليس على الهامش. إنها رسالة تؤكد للجميع إن نساء مصر خط أحمر لن نسمح لكم بتجاوزه أبدا.