خالف كل التوقعات، فعلي الرغم من ملامحه التي تجعل منه جان للسينما المصرية، إلا أنه انجرف نحو عالم بعيد كل البعد عما يشبهه، فقد فوجئنا به في شخصية الشاب الأعزب الباحث عن فتاة أحلامه أمام هند صبري من خلال أحداث مسلسل »عايزة أتجوز«، ثم قدم لنا دور »سامي« الأخ الأكبر العدواني، المصلحجي وأيضا نجح في إقناعنا، ولكن المفاجأة كانت »سعيدة« لكل جمهوره ومعجبيه، فمنذ أيام استقبلت دور العرض عملاً جديدًا أراد مؤلفه أن يثبت أن شعبا بلا أخلاق أهون وأرحم كثيرًا من شعب جاهل، عديم الثقافة، إنه فيلم »أسماء« للمخرج الشاب عمرو سلامة، والذي قدم من خلاله »هاني عادل« شخصية »مُسعد«، الفلاح الذي أصيب بمرض نقص المناعة »الإيدز«، وكالعادة فقد ظهر »هاني عادل« في صورة بعيدة كل البعد عن حقيقته، فقد كان تقمصه للدور لا يمكن وصفه، حتي أنك قد تري فيه واقعًا أليمًا لعدد كبير من مرضي الإيدز في مصر، لمعرفة سر الخلطة كانت لنا هذه الفرصة للقائه والحديث عن بعض التفاصيل سواء في عالم التمثيل أو عالم الغناء. بداية.. كيف تم عرض الدور عليك؟ - لقد تم عرض الدور من قبل مخرج العمل »عمرو سلامة«، ففي البداية كنت أعتقد أنه يريد عمل الموسيقي التصويرية للعمل نظرًا لطبيعة عملي، ولكن فوجئت به يعرض علي عمل بروفة لجميع الشخصيات بالفيلم، وعلي الفور بدأنا البروفات وبعد أسبوع فوجئت بمكالمة هاتفية من عمرو سلامة يعرض من خلالها علي دور »مُسعد« البطل أمام هند صبري، وهنا لا يمكن وصف مشاعري، وصدي السعادة بقيمة العمل وفريقه وأهمية الدور وبعدها بدأنا التصوير. شخصية مُسعد مركبة وصعبة وبها بعض التحولات وعبارة عن مراحل.. كيف كان الاستعداد لها.. وهل واجهت صعوبات أثناء التحضير للدور؟ - أكثر شيء أرهقني وكان مقلقًا لي هو تواجد عمرو سلامة في مكان التصوير، فهو مركز للطاقة وشخص قادر علي أن يبث الثقة في نفس كل فنان، حتي أن هذا ظهر واضحا علي الشاشة، ثم جاء التحضير الفعلي للدور بداية من مقابلة الأفراد المتعايشين مع المرض ومعرفة الصعوبات التي تواجههم وطريقة تعاملهم مع الآخرين، فعلي الرغم من مشقة الأمر إلا أنه مصدر لبث القناعة والرضا في نفوس الآخرين، ثم جاءت مرحلة اللهجة، وقد تم الإشراف عليها من قبل مصحح للغة، وقد ساهم ذلك في عشقي للموسيقي، فقد ركزت علي صوت اللهجة وبعض الثوابت في اللهجة، وهذا بالإضافة إلي المراحل التي مرت علي مُسعد في الفيلم من نواح نفسية كانت صعبة جدًا حتي أصل إلي قمة التقمص والخوض فيها. "أسماء" عمل واقعي جريء، أعتقد أنها جرأة تُحسب لفريق العمل، ولكن النقطة أن عرض الفيلم في توقيت مثل هذا وفي ظل ظروف صعبة علي مصر كلها، ألم تخش رفض الجمهور لنوعية الأفلام الجادة، التي تحمل واقعًا أليما؟ - »أسماء« عمل جاد، واقعي، وللعلم لم ينتابني القلق لثانية واحدة منذ البدء في التصوير وذلك لثقتي التامة في عمرو وثقتي في فكر الجمهور بعد ثورة 52 يناير، والدليل عرض الفيلم في توقيت بعيد عن موسم الإجازات والأعياد، وعلي الرغم من ذلك فإن نسبة المشاهدة لم نكن نتوقعها. ولعل أكبر برهان علي كلامي، ذهولي الشديد من التصفيق الشديد للجمهور داخل صالة العرض أثناء حضوري العرض الأول للفيلم وحفلات أخري، فكل هذا دليل قوي أن التفكير اختلف ونوعية الأفلام الجادة أصبحت مقبولة ومن الممكن الاستمتاع بقصة جادة، هادفة كما هو الحال مع الأفلام الكوميدية، وإن كنت أري أن فيلم »أسماء« يحمل قصة حب قوية جدًا برؤية جديدة عن المعتاد ومنها يمكن التعرف علي فئة كبيرة من الشعب المصري والتعرف علي تفاصيل خاصة جدًا و»أسماء« كان له السبق في التعرض لها. "أسماء" اللقاء الثاني لهاني أمام النجمة هند صبري، حدثني عن الكواليس أثناء التصوير خاصة أن الشخصيتين مختلفتان تماما عن »عايزة أتجوز«؟ - هند فنانة حقيقية وإنسانة بسيطة، اتعلمت منها كثيرا، أضافت لي الكثير، أكن لها كل الاحترام منذ العمل معها في مسلسل »عايزة أتجوز« وقد كان في بدايتي، ولكن الوقوف أمامها سهل ورائع، وقد كان الحال أيضا في فيلم »أسماء« فقد اجتهدنا لتقديم عمل هادف، يبقي في الأذهان يحترم الجمهور، حتي أنني أتذكر أن بالدليل علي صفاء هذه الشخصية ونقائها، فقد كانت تحرص دائما علي حضور المشاهد التي تخلو من مشاركتها، لمجرد تواجدها ورؤية جميع المشاهد، حتي يظل الجميع داخل مناخ العمل وخصوصا أنا لكوني أشاركها معظم المشاهد، حتي لا يختل الموضوع ويظل الجو العام سائدًا علي المكان، وهنا كل الشكر لعمرو لأنه لولاه ما كان هناك هذا الجو العائلي الذي جمع بين فريق العمل. تباينت الآراءٍ وتم تصنيف العمل ضمن أفلام المهرجانات، فما تعليقك؟ - احترامي الشديد لكل الآراء، ولكن فيلم »أسماء« عمل واقعي يحمل مضمونا جديدًا من خلال قصة حب مختلفة، وهذا من وجهة نظري كهاني، ولكن أود أن أؤكد أنه ليس هناك أفلام مهرجانات وأفلام للعرض، وعرض الفيلم في عدد من المهرجانات ليس مبررًا، وخلو العمل من الفن الهابط أو النص نص يزيد من قيمته، ولا أعتقد أن جميع المشاهدين باحثون جيدون عن الكوميديا الهابطة والأعمال التي بلا هدف، فهناك أيضا من يستمتع بالأعمال الجادة ويقدرها، وفيلم »أسماء« من هذه النوعية وله جمهوره. الفترة الماضية حققت نجاحا كبيرا من خلال »دوران شبرا« في رمضان الماضي وفيلم »أسماء« علي أي أساس يتم اختيارك للأعمال القادمة؟ - أنا فاشل في التخطيط، لهذا أترك كل شيء علي الله، ونجاحي الفترة الماضية ما هو إلا توفيق من عند الله، وأهم شيء تقديم أعمال جادة وتمس الجمهور وتحترم فكر الشعب المصري. لاحظنا في الفترة الماضية انغماس هاني في التمثيل وابتعاده عن فرقته فهل سيأخذك التمثيل من الغناء والموسيقي؟ - لا يمكن، ومن رابع المستحيلات، أنا عاشق للموسيقي في المرتبة الأولي، وإن كنت بالفعل بعيدًا عن الفرقة فترة التصوير ولكن الأولوية للفرقة بقدر المستطاع وإن كنت أعمل من حين لآخر، ولعل آخر شيء الموسيقي التصويرية لأسماء، ولكن سأظل جامعًا بين الكيانين والتقدم في كل منهما وللعلم الطريقان من وجهة نظري طريق واحد، نابع من حبي الشديد لجميع أنواع ومجالات الفن، وحاليًا نقوم بالبروفة الخاصة بالألبوم الجديد وبقدر المستطاع أحاول التوفيق بين مواعيد التصوير والبروفات. شايف أنك محظوظ؟ - بالتأكيد وإن كنت مقتنعًا أن لولا ثقة المخرجين في قدرتي الفنية ما كان هذا النجاح وكله بتوفيق من عند الله، ولكن الحمد لله اختيار الأعمال جاء في مصلحتي وكلها خطوات تضعني علي الطريق الصحيح. ماذا عن الجديد خلال الفترة القادمة؟ - أشارك في عمل من إخراج سعد هنداوي بعنوان »زي الورد«، بالمشاركة مع يوسف الشريف ودرة، أقدم من خلاله دور ضابط أمن دولة، وهو دور جديد تماما عما قدمته ومفاجأة للجمهور إلي جانب بروفات الألبوم الجديد لفرقة وسط البلد والذي لم نستقر بعد علي أغنياته وعنوانه وإنما قريبا سيتم تحديد الاسم.