هل تنتظر سوريا مصير ليبيا وهل ستصحو يوما لتجد بشار الأسد ينضم إلى قائمة الرؤساء العرب المخلوعين أو الهاربين أم يلقى مصير القذافى؟ المعارضة السورية التى اجتمعت على قلب رجل واحد بعد اندلاع الثورة السورية وتناست خلافاتها القديمة باتت تنتظر بفارغ الصبر انتهاء حكم آل الأسد وانتشار الحرية فى ربوع سوريا هذا ما أكده لنا نائب الأمة السابق والمعارض السورى الأشهر مأمون الحمص فى حوار ساخن حول مصير الشعب السورى والثورة بعد فشل مبادرة الجامعة العربية مع بشار الأسد.. جاءت على لسانه تلك التصريحات. محمد مأمون الحمص: أنا أحد المعارضين السوريين لنظام بشار الأسد وأبيه من قبل حافظ الأسد.. سجنت لسنوات فى عهد بشار الابن لأننى كشفت له عن المشاكل التى تواجه الشباب السورى من فقر وبطالة وهجرة إلى خارج سوريا للعمل فى أحقر الأعمال من أجل الحاجة فكانت النتيجة.. اعتقال أول نائب سورى فى تاريخ سوريا حيث تم إلقاء القبض على والزج بى بالسجن بعد تلك المواجهة فى البرلمان السورى دون محاكمة. بتلك القصة المثيرة بدأ الحوار مع مأمون الحمص المعارض الليبرالى لنظام الأسد. قلت له: ماذا بعد فشل المبادرة العربية للحوار مع الأسد الابن ورفضه لاستقبال مراقبين من الجامعة العربية وانهاء القتال؟ - قال: لابد أن أحدثك أولا عن الثورة السورية كيف ولماذا بدأت، الثورة السورية بدأت مثل كل الثورات العربية ثورة سلمية ضد الظلم والقمع والفقر، وغير صحيح أن بشار الأسد جاء بالديمقراطية أو الليبرالية الغربية أو المدنية الأوروبية هذا كان قناعا زائفا لتولى السلطة، فى البداية صدق السوريون واعتقدوا أنه تعلم فى الغرب فسيسعى إلى الديمقراطية التى حرمهم منها الأب فأطلقوا عليه «بشار الأمل» وكان وقتها يقيم جلسات مع المعارضين والشباب فى المركز الثقافى السورى، ولكنه عندما اعتلى السلطة، وواجهته بالفساد الاقتصادى المنتشر بالبلاد وكان هذا أمام تليفزيون سوريا كنت أول سجين رأى فى عصره، وغير صحيح أن السوريين لا يعانون الفقر على العكس هناك مليون شاب سورى يعملون بالخارج أكثرهم فى لبنان فى أعمال النظافة على الرغم من حصولهم على مؤهلات عليا من صعوبة الحياة، ويعيشون كل 14 شابا بغرفة واحدة لتوفير النفقات. وعندما اندلعت الثورات العربية فى تونس أولا ثم مصر كان الشعب السورى مازال يحمل صور بشار الأسد بسبب القمع وكانت المعارضة فى الخارج تعيش حالة من اليأس لأن الشعب السورى يستحق ثورة كتلك الثورات ولكنهم كانوا لا يصدقون أنها ستبدأ يوما وكنت على العكس متفائلا بأن شعب سوريا العظيم سينتفض ليتحرر وعندما انتصرت الثورة المصرية بدأ أطفال المدارس بسوريا يتفاعلون مع الحدث، وبدأوا يكتبون على حوائط المنازل والمدارس «مبارك راح وجاء دورك يا أسد». فقام النظام باعتقال الأطفال وأحرق وجوههم وأيديهم وبدأت حرائق فى وسط دمشق بفعل النظام، ومثله مثل النظام الليبى أطلق الرصاص على المظاهرات السلمية وحول سوريا إلى ساحة قتال ويراوغ إلى آخر دقيقة، يهادن المرة تلو الأخرى للجامعة العربية ويقول كذبا إنه موافق على المبادرة ثم يرفض بعد ضياع الوقت، ومزيد من القتلى فى شوارع دمشق وحماة وحلب، اليوم السبت 35 قتيلا.. الثورة السورية عمرها اليوم تسعة أشهر، ولم يحدث جديد لأن الجامعة العربية مشلولة وهى مشتتة بين وقف الدم والحفاظ على النظام لآخر لحظة ولكن النظام السورى أهدر كل المحاولات العربية من أجل إنقاذه. وما الحل؟ الحل الذى تراه الجامعة العربية ويتم الإعداد له وربما يعلن قبل نشر هذا الحوار هو اتخاذ العقوبات الاقتصادية ضد النظام السورى، وهناك اقتراح فرنسى بإنشاء ممرات إنسانية لنقل الغذاء والدواء للشعب السورى، ولكن برأيى أن هذا الحل يستلزم وقتا طويلا ليأتى بثماره لصالح الثورة السورية، لأن بشار لن يتنازل عن السلطة تحت تلك الضغوط فهى بالنسبة له غير مؤثرة، ولن يوقف إطلاق النار على الثوار والحل الأمثل هو مواجهة القوة بالقوة سواء كان من خلال جيوش عربية أو تحويل الملف السورى إلى الأممالمتحدة، حيث توجد مواثيق دولية تلزم الجميع بالقوة، ففى الوقت الذى نتحدث به الآن هناك نساء تغتصب وأطفال يقتلون والمجتمع الدولى صامت. ولكن الثورة السورية تعترضها عدة عراقيل لم تواجه نظيرتها الليبية مثلاً، فهناك مساندات دولية لبشار والشعب السورى منقسم فمازال هناك تأييد لبشار خوفا من اعتلاء الإخوان للسلطة فكيف ستواجهون ذلك؟ - بالفعل الوضع فى سوريا أصعب لأن روسيا والصين وإيران يساندون نظام بشار، وخاصة الأخيرة حيث أصبحت سوريا قاعدة إيرانية بفعل تدفق الأموال الإيرانية لحسابات الأسد، حيث تسيطر إيران على سوريا، وحزب الله، لأنها تريد أن تغزو العالم العربى بالدولة الفارسية القديمة ولذلك تلعب بعواطف الناس الدينية، وآل الأسد يستفيدون من هذا حيث تحولت سوريا لمزرعة لهم وحدهم، أما بشأن السلطة التى يمكن أن تؤول للإخوان المسلمين فى سوريا فهذا بعيد المنال لأن دور الإخوان فى الثورة ضعيف جداً، ولمن لا يعرف الشعب السورى فهو مختلف عن الشعوب العربية حيث إن السوريين محافظون بطبعهم وملتزمون دينيا ولكن هذا لا يعبر عن فكره السياسى فهو يسارى أو اشتراكى أو ليبرالى ولكنه يقوم بفروضه الدينية سواء كان مسلما أو مسيحيا، ولذلك فأنا أعرف نفسى بأننى ليبرالى محافظ وربما هذا يثير اندهاش البعض ولكن هذا معناه أننى أؤمن بالفكر الليبرالى «الحر» وملتزم دينياً.