أجمع المجلس العسكرى ومجلس الوزراء والتليفزيون المصرى على أمر واحد وهو أن المعتصمين فى ميدان التحرير بلطجية تحركهم أجندات خارجية وكان التليفزيون المصرى صاحب الفضل فى هذا الاكتشاف الخطير حيث اكتشف مراسله فى الإسكندرية بحسه الصحفى العالى بعد أن دقق النظر جيدا أن المتظاهرين على وشهم ملامح الإجرام. ولأننى ومعى كثيرون مؤمنون ومقتنعون تماما أن هؤلاء المتظاهرين هم من قاموا بثورة 25 يناير ولولاهم لما جاء المجلس العسكرى للسلطة ولا مجلس الوزراء للحكم فيكون الاستنتاج هو أن وجودهم غير شرعى لأن من أقر بهم باعترافهم هم البلطجية وأصحاب الأجندات الخارجية. ومادام الأمر كذلك فنحن نطالبهم جميعا بالرحيل.. ارحلوا أكرم لكم من البحث عن مبررات لفشلكم، لأنكم فشلتم حتى فى إقناعنا بهذه المبررات التى انحصرت فى اتهام الثوار بالبلطجة.. اعترفوا بفشلكم وارحلوا إذا كنتم فعلا حريصين على هذا البلد أكثر من حرصكم على مصالحكم الشخصية. الشهيد أحمد محمود قتل بجرح نافذ فى الصدر نتيجة إصابته بطلق نارى، والشهيد بهاء السنوسى شاهدناه جميعا يصاب من رصاص قناصة يحملون أسلحة مزودة بالليزر.. أما من فقدوا أعينهم فكلهم أصيبوا بطلقات مطاطية وذلك حسب شهادة الأطباء الذين قاموا بعلاجهم.. ورغم ذلك صدر بيان وزارة الداخلية ليؤكد أنهم لم ولن يستخدموا الرصاص الحى أو المطاطى! فى البيان جاء أيضا أن الداخلية «استخدمت الوسائل المتدرجة التى كفلها القانون والتى حدها الأقصى استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق مثيرى الشغب «مازالت الوزارة تؤكد أنهم بلطجية، يعنى مش متظاهرين أو معتصمين».. الحمد لله أنهم اعترفوا باستخدام القنابل المسيلة للدموع، فهل رأيتم الصور التى تظهر ما تسببه هذه القنابل؟! ولمن لم ير الصور أقول له إننى رأيت كثيرين ينزفون من أنفهم دما أسود ولا يستطيعون التنفس، ثم قرأت لطبيبة تقول أن هذا يعنى وجود نزيف بالرئة ولابد لمن أصيب به الإسراع إلى المستشفى فورا. إذن الداخلية بموافقة الحكومة - طبعا - استوردت كميات هائلة من قنابل محملة بغاز سام يسبب نزيفا بالرئة، يعنى غاز قاتل، ولكن مازالت الوزارة تؤكد أنه بالرغم مما يكفله القانون لقوات الشرطة من اتخاذ كل الإجراءات الرادعة ضد أعمال العنف والشغب والتعدى على القوات فإنها كانت ومازالت على التزامها بعدم اللجوء إلى استخدام أى قدر من العنف أو القوة المفرطة. اثنان من الشهداء قتلا بالرصاص الحى، وما يقرب من ألف مصاب - حتى الآن - بالرصاص المطاطى والغاز السام.. كم هى فعلا ملتزمة - وزارة الداخلية - بعدم اللجوء لأى قدر من العنف.. سؤالى إلى اللواء العيسوى، ما هو تعريف كلمة عنف التى يدرسها طلبة كلية الشرطة؟! أم أنها خارج المهنج؟!.. إلى كل من يجلس فى منزله يتابع ما يحدث من خلال شاشات التليفزيون، ابتعدوا تماما عن التليفزيون المصرى لأن به «سم قاتل» لقد أصابه ميكروب منذ ثلاثين عاما ولم يتم تطهير المبنى بعد، لا تنساقوا وراء القائمين على هذا المبنى والذين لا يزالون يحرضونكم ضد شباب وطنكم المخلصين فالميكروب الذى أصابهم شديد الخطورة ومن مضاعفاته إصابة من يتعرض له بالخوف، هؤلاء خائفون ولم تصلهم الثورة حتى الآن ولم يفهموا أن عصر الخوف قد انتهى إلى غير رجعة، وأن من نزل إلى الشارع يطالب بالحرية لنا جميعا، لن يرهبه طلقة رصاص حى أو خرطوش مطاطى أو حتى غاز قاتل.. لا تصدقوهم وتحكموا على الثوار بأنهم بلطجية حتى لا تلوثوا أيديكم بدمائهم.. تصديق أكاذيبهم يعطى لهم مبرررا للقتل، فلا تكونوا أداة فى أيدى من يخاف على نفسه وليس على مصر.