اللجنه العامة توافق على اعتراض رئيس الجمهورية على مواد الإجراءات الجنائية    زكريا أبوحرام يكتب: الملاك الذي خدعهم    أكاديمية «أخبار اليوم» في ثوبها الجديد.. وفرحة الطلاب ببدء العام الدراسي| صور وفيديو    رئيس مجلس المطارات الدولي: مصر شريك استراتيجي في صناعة الطيران بالمنطقة    نائب بريطاني يندد باعتراض إسرائيل لأسطول الصمود ويطالب بمعاقبتها ووقف تسليحها    الرئيس الكولومبي ينقض اتفاقية التجارة مع إسرائيل ويطرد دبلوماسييها    البيت الأبيض: مناقشات حساسة تجري الآن بشأن خطة غزة    تجارة الدم العابرة للقارات.. مرتزقة كولومبيا يشعلون جحيم السودان!    4 أهداف.. تعادل مثير يحسم مواجهة يوفنتوس أمام فياريال بدوري أبطال أوروبا    رياضة ½ الليل| هشام يسلف الزمالك.. إيقاف تريزيجيه.. قائمة الخطيب.. والموت يطارد هالاند    موعد مباريات اليوم الخميس 2 أكتوبر 2025.. إنفوجراف    إصابة 4 عمال في حادث تصادم نقل وميكروباص أمام كارتة ميناء شرق بورسعيد    قرار هام بشأن شخص عثر بحوزته على أقراص منشطات مجهولة المصدر بالجيزة    السيطرة على حريق شب داخل مخلفات بعين شمس    استشهاد 85 فلسطينيًا في غارات الاحتلال على قطاع غزة خلال 24 ساعة    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 للموظفين والبنوك والمدارس بعد قرار رئيس الوزراء    الزمالك يفتقد 3 لاعبين أمام غزل المحلة.. ومصير فيريرا على المحك    مصرع أمين شرطة وإصابة اثنين آخرين أثناء معاينة جثة سيدة ب "صحراوي" البحيرة    نقل الفنان السوري زيناتي قدسية إلى المستشفى بعد أزمة صحية مفاجئة    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    مرض اليد والقدم والفم (HFMD): عدوى فيروسية سريعة الانتشار بين الأطفال    مدير مستشفى معهد ناصر: نستقبل نحو 2 مليون مريض مصري سنويا في مختلف التخصصات الطبية    تحذير لهؤلاء.. هل بذور الرمان تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي؟    أكلة مصرية.. طريقة عمل محشي البصل خطوة بخطوة    الخارجية التركية: اعتداء إسرائيل على "أسطول الصمود" عمل إرهابي    جوارديولا: لدينا نقطة وسنحصل عليها    «مقتنعوش بيه».. ماجد سامي: كنت أتمنى انتقال نجم الزمالك ل الأهلي    1160 للجنيه دفعة واحدة.. ارتفاع كبير بأسعار الذهب بالصاغة وعيار 21 يسجل رقمًا تاريخيًا    سر ديناميكية هشام أبو النصر محافظ أسيوط    حل 150 مسألة بدون خطأ وتفوق على 1000 متسابق.. الطالب «أحمد» معجزة الفيوم: نفسي أشارك في مسابقات أكبر وأفرح والدي ووالدتي    مايولو: سعيد بالتسجيل أمام برشلونة.. نونو مينديش قام بعمل كبير    هيئة مستقلة للمحتوى الرقمي ورقابة بضمانات.. 4 خبراء يضعون روشتة للتعامل مع «البلوجرز» (خاص)    إخماد الحريق الثالث بمزرعة نخيل في الوادي الجديد    الجيش الإسرائيلي: إطلاق 5 صواريخ من شمال غزة واعتراض 4 منها دون إصابات    محافظ الشرقية يكرّم رعاة مهرجان الخيول العربية الأصيلة في دورته ال29.. صور    ركزوا على الإيجابيات.. والدة طفلة «خطوبة في المدرسة» تكشف تفاصيل الواقعة (فيديو)    المطبخ المصري في الواجهة.. «السياحة» ترعى فعاليات أسبوع القاهرة للطعام    انقطاع مؤقت للاتصالات قرب المتحف المصري الكبير.. فجر الخميس    ارتفاع أسعار الذهب في السعودية وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الخميس 2-10-2025    ستاندرد آند بورز: إغلاق الحكومة الأمريكية يفاقم عدم اليقين في التوقعات الاقتصادية    بعد الهجوم الإسرائيلي.. قرار عاجل من أسطول الصمود العالمي بشأن حصار غزة    السكر القاتل.. عميد القلب السابق يوجه نصيحة لأصحاب «الكروش»    مدير معهد ناصر: اختيار المعهد ليكون مدينة طبية لعدة أسباب ويتمتع بمكانة كبيرة لدى المواطنين    اعتراضات على طريقة إدارتك للأمور.. برج الجدي اليوم 2 أكتوبر    أول تعليق من رنا رئيس بعد أزمتها الصحية: «وجودكم فرق معايا أكتر مما تتخيلوا»    ماذا كشفت النيابة في واقعة سرقة الأسورة الأثرية من المتحف المصري؟    الإسكان عن أزمة قرية بحر أبو المير بالفيوم: تحركنا لدراسة الوضع ميدانيا    أحمد موسى يوجه رسالة للمصريين: بلدنا محاطة بالتهديدات.. ثقوا في القيادة السياسية    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    أولى هجمات أكتوبر.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم: أمطار رعدية تضرب منطقتين    إصابة 9 أشخاص في انقلاب ميكروباص على طريق شبرا - بنها    التجربة المصرية في الاستزراع السمكي محور برنامج تدريبي دولي بالإسماعيلية    أرسنال بالعلامة الكاملة في الإمارات ينتصر بثنائية على أولمبياكوس    تسليم 21 ألف جهاز تابلت لطلاب الصف الأول الثانوي في محافظة المنيا    تعرف على مواقيت الصلاه غدا الخميس 2 أكتوبر 2025فى محافظة المنيا    خالد الجندى: "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً" ليست آية فى القرآن    مجلس الدولة يقرر إعادة توزيع اختصاصات دوائر محكمة القضاء الإداري    مجلس حكماء المسلمين: العناية بكبار السن وتقدير عطائهم الممتد واجب ديني ومسؤولية إنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



6 ابريل يتبادلون الاتهامات: بعض الأعضاء حصلوا على تمويل خارجي والفلوس دخلت «جيوبهم»
نشر في صباح الخير يوم 20 - 09 - 2011

طارق الخولى كان أحد قادة الانفصال عن جناح أحمد ماهر، داخل حركة 6 أبريل، مؤسس (الجبهة الديمقراطية)، بعد محاولات ماهر تحويل حركة 6 أبريل إلى «منظمة مجتمع مدنى» لتلقى التمويلات من الخارج على حد قول طارق نفسه.
الخولى ومجموعته، قبل انقسام 6 أبريل إلى جبهتين، انتقدوا غياب الانتخابات الداخلية بالحركة، ورفضوا تحكم مجموعة بعينها فى «المصالح» باسم 6 أبريل، دون أن تعلم أو ترضى 6 أبريل، على حد قوله أيضا.
بعد الانفصال، وفى أول انتخابات داخلية تشهدها الحركة منذ تأسيسها، فاز طارق الخولى برئاسة لجنة الإعلام، وهو ما اعتبره «الطريق إلى 6 أبريل ديمقراطية» بدلا من ديكتاتورية، كان جناح أحمد ماهر مصرا عليها، ربما حتى الآن.
نقلت إلى طارق اتهامات الشارع، وقلت إن هناك من يرى أنهم يتلقون تمويلات من الخارج، فقال: التمويلات مرفوضة، لكن بعضهم حصل عليها باسم الحركة، لكن هذه الأموال لم تدخل ميزانية 6 أبريل، إنما دخلت حسابات بعض الأعضاء فى البنوك!
سألته: شاركتم فى الاعتداء على السفارة الإسرائيلية، ثم ألقيتم الاتهامات على السعودية وآخرين .. حدث هذا كما يقال بعد انفلات الأمور وقتها، وخروجها عن السيطرة.. فما تفسيرك؟
قال: الذى نعلمه، أن كاميرات المراقبة حول السفارة، استطاعت تحديد أحد المتورطين فى أحداث السفارة، وتبين أنه كان أحد المتورطين فى أحداث حريق حزب الغد أثناء الخلافات بين أيمن نور وموسى مصطفى موسى، وهو ما نرجعه نحن إلى مجموعة من المندسين بالتعاون مع فلول الحزب الوطنى، الذين علمنا أنهم يحشدون مزيدا من البلطجية، لإثارة مزيد من الشغب.
قلت: خلال حكم مبارك، أخذ عليه تحميل أية حوادث إلى مندسين تحت توصيفات وحجج مختلفة، وأنتم الآن تحيلون معظم الحوادث إلى مندسين، تحت توصيفات مختلفة أيضا؟
قال: هناك من لا يريد للثورة أن تستمر، وهذا ما لاجدال فيه.
قلت: لكن أكثر من 5 منظمات أو حركات سياسية ثورية أعلنت قبل أيام مسئوليتها عن الهجوم على السفارة، وهم ليسوا من فلول الوطنى.
قال: هم أعلنوا مسئوليتهم عن هدم السور، لكن أتكلم عن الذين صعدوا إلى السفارة واقتحموا مقرها، ومن أحرقوا سيارات الشرطة، وحاولوا إتلاف مبنى مديرية أمن الجيزة، فهدم سور السفارة والإعلان عن عدم رغبتنا فى تواجد السفير الإسرائيلى شىء، واقتحام مقر السفارة شىء آخر.
الحركة بين جبهتين
قلت: فى الانتخابات الداخلية لحركتكم (6 أبريل الجبهة الديمقراطية) كان اللافت تصويت 200 عضو فقط، وهو رقم يحمل دلالات كثيرة، من حيث ضآلته بالنسبة لحركة سياسية؟
قال: فى الجمعية العمومية للحركة، هناك أكثر من 500 لهم حق التصويت، إضافة إلى أننا منعنا، حوالى 7 آلاف عضو جديد من التصويت بحكم حداثتهم، وعدم درايتهم الكافية بقيادات وتنظيم الحركة، على أساس أنهم دخلوها بعد اتهامات اللواء الروينى لنا بتلقى تمويلات من الخارج، وعلى كل، كان يجب للانتخابات أن تجرى، لأنه أحد أهم أسباب اختلاف جناحنا مع جناح أحمد ماهر، ما أدى إلى انقسام (6 أبريل) إلى جبهتين.
يكمل: خلافنا مع ماهر لأسباب مختلفة، منها إصراره على عدم إجراء انتخابات داخلية، وعدم الشفافية بالنسبة إلى أمور السفر، ثم محاولة تحويل حركة 6 أبريل إلى منظمة مجتمع مدنى، وكنا كقيادات فى الشارع لا نملك أى تواصل إعلامى، التعامل مع الإعلام، سيطر عليه أحمد ماهر، وكانت أى دعوة للسفر مثلا تأتى عن طريق الاتصالات مع الإعلام.
قلت: ماذا تقصد بأنكم كنتم قيادات الشارع، وما الخاصية التى تميز بها ماهر عنكم؟
قال: كنا مسئولين عن التنسيق بين عناصر الحركة فى الشارع فى كل ما يتعلق بالتظاهرات، بينما كان ماهر مختصا بالتنسيق الإعلامى للحركة، لذلك كانت تأتيه دعوات السفر، باسم حركة 6 أبريل، وكان يختار من يسافر، ويشارك، من «شلته»، فغياب الانتخابات أدى إلى تكوين «شلة» تدير الحركة.. بزعامة أحمد ماهر، قبل أن تصر جبهتنا على الانفصال.
يكمل: كنا نجد أحمد ماهر فى قطر فجأة، محمد عادل فى صربيا أيضا فجأة، ولما كنا نسأل، كانت الإجابات تتراوح بين أن دعوة السفر لماهر بصفة شخصية، أو لمحمد عادل بصفته مدونًا، وهذا لم يرضنا، لأنهما دون الحركة ولا حاجة، وغياب الشفافية، كان مدخلاً لتشوية سمعة الحركة.
يضيف: محاولات تحويل 6 أبريل لمنظمة مجتمع مدنى يعنى الاستغناء عن آلاف الشباب المنضمين ل 6 أبريل، منظمة المجتمع المدنى لا تحتاج إلا إلى عشرة أشخاص، فى مكتب، يصدرون تقارير دولية عن حقوق الإنسان، وعن الحريات، ثم إن مصر والمجتمع المدنى، لن يخسرا إذا لم تتحول 6 أبريل إلى منظمة، المنظمات من هذا النوع «على قفا من يشيل»، لكن الأكيد، أن الوسط السياسى سوف يخسر كثيرا باختفاء 6 أبريل كحركة، والمعنى هو تحولها إلى «شلة» فى إطار قانونى لاستقبال التمويلات الداخلية والخارجية.
سألته: هل تقصد أن نية أحمد ماهر كانت القضاء على الحركة، أم قصد فقط تقنين تلقى التمويل كمنظمة مجتمع مدنى؟
قال: ماهر كان عاوز «يطلع معاش» مرتاح، الثورة نجحت، والوضع اختلف، كان يريد أن يجلس فى مكتب مكيف، ويقبض، وخلاص، لم يكن يهمه كثيرا بعثرة 6 أبريل، بقدر ما كان يهمه أن يظل على رأس الحركة، الأمر الذى أدى فيما بعد إلى خروج كثير من شلته عليه لتأسيس حركات أخرى.
يكمل طارق: ماهر كان مناضلاً، لكن يبدو أنه انحرف عن مساره بسبب إغراءات المال، والشهرة.
سألته: قبل انحراف أحمد ماهر عن مساره السليم حسب قولك، هل كانت هناك بوادر تمويل تدخل حركتكم؟
قال: 6 أبريل ككيان، لم يمول من أحد فى أى وقت، إذا كان هناك من حصل على تمويل على قفا 6 أبريل، فهذه الأموال دخلت حساباته الشخصية، والحركة لم يدخل ميزانيتها أى شىء، هذا مع ملاحظة أن من يحصل على تمويل، فإنه يحصل عليه لعضويته فى 6 أبريل.
سألته: لماذا ذهب أحمد ماهر إلى قطر مثلا قبل وبعد يناير؟
قال: ماهر سافر إلى قطر فى مؤتمرات ليست واضحة، ولا نعلم عنها شيئا، ولم نعلم ما الذى فعله هناك، كنا نجده فجأة هناك، ولم تكن شلته تعلن، حتى نكتشف.
السفر الأخير لأمريكا بعد الثورة، لم يعلن عنه أيضا، وقتها نشرت الصحافة خبرًا عن وجود أحمد ماهر فى أمريكا، فارتبك جناحه، واضطروا لتبرير سفره بتحضير الأمريكان لكتاب عن قصة حياته، وأنه ذهب إلى واشنطن لشتيمة تل أبيب، وكان «شو» لتغطية سفره فى السر، كانت عدم شفافية، وغموضًا.
فى رأى طارق «الدعوة لتحويل الحركة إلى منظمة مدنية «كانت القشة التى قصمت الظهر»، وحسب قوله: حاولنا الاتفاق، إلا أن محمد عادل (جناح أحمد ماهر) قال فى آخر لقاء إن على 6 أبريل أن تظل ديكتاتورية، حتى تتمكن من صنع دولة ديمقراطية.
نزاع على القيادة
قلت لطارق: فى يناير، تحولتم إلى النزاع على الزعامة؟
قال: أى زعامة؟ أحمد ماهر يشوهنا، ويقول إنى تزعمت الانفصال عن جبهته لأنى أحب الظهور، مع إن وظيفتى كمتحدث إعلامى أن أظهر، هذا شىء، الشىء الثانى أنى كنت مسئول العمل الجماهيرى فى القاهرة، وليس من المنطقى، أننى وأنا قيادى، أن أدعو إلى الانفصال، لأتحول إلى قيادى.
يكمل: لا نتنازع الزعامة، بدليل أنه عند انقسامنا، ظهرت جبهة باسم شخص، وهى جبهة أحمد ماهر، بينما جناحنا اسمه «الجبهة الديمقراطية»، فلا يوجد حركة ديمقراطية تحمل اسم شخص، لأن الغرض عام .
تصوير شريف الليثى
قلت: أرى أن هناك تطاولاً من بعض المنتمين إلى 6 أبريل على المجلس العسكرى، وهناك من يهاجمه لمجرد لفت نظر الإعلام، أضع على خلفية كلامى هذا إسراء عبد الفتاح، أو أسماء محفوظ صاحبتى آخر سجال إعلامى، مع المجلس .. هل ترى أن وجهة نظرى لها مبرر؟
قال: إسراء عبد الفتاح ليست عضوا فى 6 أبريل، وإسراء كانت من الرافضين لتكوين الحركة أصلا، أما أسماء محفوظ، فهى شخصية شبيهة بإسراء عبدالفتاح، أسماء تترك 6 أبريل وتدخلها كل شهر، تشتم فى ده شوية وده شوية.
قلت: بعد تنازل المجلس العسكرى عن محاكمة إسراء، استمرت فى سياستها التى يراها البعض مفتقدة للياقة تجاهه، هى تحاول التصعيد غير المفيد باستمرار وهو ما قد يزيد الأمور تعقيدا.. هل توافق على هذا؟
قال: معك فى هذا، أنا مثلا، انتقدت المجلس العسكرى فى الإعلام، لكن لم أسبه أو أتطاول عليه، هو مجلس يشتغل بالسياسة، وأنا أنتقد طريقته السياسية، هذا مختلف عن أن أقول «كذا»، هذا ما ليس له مبرر، ولا يجوز، أسماء عملت كده علشان يقولوا إنها جدعة، وعلشان يقولوا «بت بميت راجل»، الكلام ده «شو»، وكان الغرض منه الظهور، لكن أسماء «لبست فى الحيطة»، الجيش عملها رعب، وعاشت أسبوعين، منذ جاءها استدعاء النيابة العسكرية، فى هلع من السجن.
قاطعته: لكنها لم تقل هذا، وأكدت أنها مستمرة فى سياستها ضده؟
قال: ما تثيره أسماء عن نفسها فى الإعلام مختلف عن الحقيقة، وأنا أعرفها جيدا، وأعرف مدى ما أصابها من رعب، مع ملاحظة أن كلامى هذا لا يعنى تأييدى لمحاكمة المدنيين عسكريا.
بلاغ الروينى
بتصرفات أحمد ماهر أيضا، فلما قدم ماهر بلاغًا فى اللواء الروينى، قال إنه سوف يتقدم ببلاغ فى نفسه أيضا للتحقيق فى مدى صحة ما قاله الروينى عن تلقى جبهته (جبهة ماهر) تمويلات خارجية، فى النهاية قدم ماهر بلاغا فى الروينى فقط، ولم يقدم بلاغا فى نفسه كما قال، وجبهتنا نحن هى التى طلبت التحقيق فى ما إذا كنا نتلقى تمويلا من الخارج من عدمه.
قلت: طارق، ترى أن هناك قرينة بأن جبهة ماهر تتلقى تمويلا من الخارج؟
قال: الله أعلم، لكنها جبهة غير شفافة.
قلت: هل تتفق معى فى أن هناك من ارتدى «ثوب يناير»، طلبا للمصلحة الخاصة، بينما اقتنع الشارع بهؤلاء، بينما تؤكد الكواليس أن هؤلاء، ليسوا على ما يظهرونه؟
قال: أفهم ما تريد أن تقول، والوسط السياسى، مثل الوسط الصحفى، والوسط الفنى، مع الاختلاف فى التفاصيل طبعا، والموجودون فى الوسط السياسى يعرفون بالضرورة معظم الحقائق، بخلاف الشارع، يعنى أسماء محفوظ معروفة إعلاميا، لكنها ليست قوية تنظيميا، مثل محمد البلتاجى، صاحب السمعة الطيبة فى الشارع، رغم أن قوته التنظيمية فى الإخوان المسلمين لا تضاهى شهرته فى الإعلام، المسألة عندنا مشابهة، أحمد ماهر مثلا لم يكن مخططا لأى شىء على الأرض قبل يناير، رغم ما يبدو للبعض، وما يريد ماهر تصديره إلى المصريين بأنه القائم بالثورة.
يضيف بعد صمت: هناك من يتاجر بدم الشهداء، للشهرة، أو للفلوس، هؤلاء يدَّعون النضال، وهم ليسوا مناضلين، والوسط السياسى فى حاجة إلى تطهير نفسه من الفساد المشابه لفساد النظام السابق.
قاطعته: لكن النظام السابق فسد خلال 30 عاما، وبعض الحركات فسدت خلال 6 أشهر؟ رد: ممكن تفسد فى دقيقتين، بعد الشهرة، والمال.
قلت: ولماذا لا تقول إن هؤلاء لم يكونوا أصحاب مبادىء من البداية؟
قال: لا، معظمهم كانوا مناضلين، لكنهم تغيروا، وهو ما اكتشفه الناس بسرعة، مثلما اكتشفوا أن أسماء محفوظ بتمثل.
قلت: بعد شهور من يناير، ألا ترى أن هناك تيارات سياسية دخلت الساحة، لتحقيق مصالح شخصية، فى وقت تحاول فيه القضاء على منافسيها بتخوينهم، أو بوصفهم ب«أتباع النظام السابق»، ما جعل هذا الوصف، أشبه بكلمة السر للقضاء على المنافسين .. فى نظر البعض ، وربما ينطبق كلامى على السجال والاختلافات الشديدة بين الائتلافات؟
قال: فى بداية الثورة، لم يكن هناك غير ائتلافين، كان شباب الثورة منظمين إلى أن دعا الجيش للحوار، وفى هذه اللحظة تكون أكثر من مائة ائتلاف.
دخل وقتها فى هذه الائتلافات أعضاء فى الحزب الوطنى، وكوادر رئيسية فيه، وناس مستحدثين سياسة، مش فاهمين حاجة، ودول «بيهبلوا».
قلت: لماذا لا تقول إن حفنة من الراغبين فى الاستفادة من الظروف من الذين ركبوا على يناير هم الذين زاحموا ودخلوا بائتلافاتهم؟
قال: أكيد، هؤلاء زاحموا ودخلوا، سواء كانوا كوادر فى الوطنى أرادوا الاختباء فى كيان جديد، أو محبى الظهور، أو جددًا فى السياسة يريدون العمل، لكن هذا سوف يتلاشى، لأن معظم ائتلافات ما بعد يناير تكونت بعشوائية، وسوف تنتهى بعشوائية أيضا.
سألته: لماذا تتكلم عن أعضاء الحزب الوطنى بشكل فيه رغبة فى الإقصاء، مع أن ليس كل من كان داخل الوطنى شيطانًا، ولا كل من كانوا خارجه ملائكة؟
قال: أنا لست مع إقصائهم، ولما تكلمنا عن ضرورة العزل السياسى، تكلمنا عن قيادات الصف الأول للحزب، و لم نقل كل أعضائه، لم نتكلم عن أكثر من 3 ملايين مصرى كانوا فيه، ولا طالبنا بعقابهم، من قصدناهم هم من أفسد السياسة خلال حكم مبارك، ودخل للاختباء فى الكيانات الجديدة بعد يناير.
يكمل: طالبنا باستقالة النائب العام مثلا، لأنه كان جزءًا من النظام السابق، وكانت تأتيه نفس القضايا التى تأتيه الآن، لكنه لم يفعل شيئًا، لذلك يجب أن يدفع الثمن، ثم إن هناك من دفع ثمن موقفه السياسى من قبل، فلن يضير أن يدفع آخرون ثمن مواقفهم، ويعزلوا، «عبد الحليم قنديل» قلعوه هدومه وضربوه فى الشارع، أيمن نور دفع ثمن موقفه أيضا، رضا هلال الصحفى، دفع ثمنا أيضا، فقد ألقوه فى صبة خرسانة، بأحد المبانى الكبرى خلال بنائه، وقالوا إنه كان على علاقة سابقة بزوجة أحد المسئولين الكبار.
ديمقراطية الإسلاميين
قلت: لكن فى المقابل، هناك أخطاء ظهرت من بعض القوى السياسية بعد يناير، مثلا عندما تم إخراج الإسلاميين والجهاديين من السجون بدعوى الحريات، كانت النتيجة أن أثار هؤلاء أزمات خطيرة، بعد قليل من تمجيد إعلاميين لهم.
قال: هؤلاء الإسلاميون والجهاديون دفعوا الثمن هم الآخرين، لكنهم دفعوه «غلط »، على العموم أنا لا أخاف الإسلاميين إذا اتفقنا على نظام ديمقراطى ذى آلية تداول سليمة للسلطة، فإذا جاء هؤلاء إلى السلطة، ثم تبين الشعب مساوئهم، فسوف يوقعهم من على الكرسى بالانتخابات.
قلت: فى التجارب التاريخية، لم ينزل الإسلاميون من على كرسى الحكم بعدما اعتلوه، إلا بالقوة؟
أجاب: لا نخاف إخواناً أو سلفيين أو جهاديين أو جماعات إسلامية، فهؤلاء لا يصلحون للحكم الآن.
قلت: أنت ترى أنهم غير مؤهلين للحكم، وهم يرونك بدورهم غير مؤهل.. من الحكم؟
قال: فكرهم لا يجد رواجاً عند عموم المصريين.
قلت: أنت لا تمثل عموم المصريين، ولا هم كذلك.
رد: أنا أتكلم على الشخصية المصرية بشكل عام، المصرى مسلم أو مسيحى، هو فى النهاية وسطى، بدليل أن المصريين ليسوا كلهم ملتحين، ولا المصريات كلهن منتقبات، وزيادة نسبة الملتحين أو المنتقبات لم يجعل هذه السلوكيات ظاهرة.
قلت: إذا أجرينا الانتخابات غدا، فالإسلاميون هم الأقرب للفوز الآن، ولا يمكن إذا فازوا أن نمنعهم من التواجد على رأس الحكومة
هل أنت معى فى هذا؟
أجاب: أنا مع وضع نظام قوى لتداول السلطة، يأتى بالإسلاميين، ويذهب بالإسلاميين.
قاطعته: هذا نظريا ممكن، لكن هل يصلح عمليا؟
قال: بالتأكيد يصلح، ثم إن الأهم أن الجيش مع الدولة المدنية، وهو ضد أن تقام دولة «متشددة»، لا أريد أن أقول دولة إسلامية، لأننا كلنا مسلمون، كلنا أصحاب ديانات، مسلمين أو مسيحيين، نحن متفقون مع الإسلاميين فى الديانة، لكنها ليست قضيتنا، الخلاف ليس دينيًا..
مجلس رئاسى
سألته: إذا أردنا أن نستبدل المجلس العسكرى الآن بحاكم معين، وعليك أنت الاختيار من تختار؟
قال: مجلس رئاسى مدنى انتقالى.
قلت: هل يمكن الاتفاق فى رأيك على مجلس انتقالى رغم حالة الانقسام السياسى الواضح الحالية.
قال: لا، لكن هذا لا يعنى عدم تنفيذ ما وضعناه من نقاط بعد يناير، إلى الحد الذى كره الناس الثورة بعدما تصوروا أن قفلة ميدان التحرير مثلا هى التى تعطل مصر من الإسكندرية إلى أسوان.
قلت: لكن لا يمكنك أن تنفى أن هناك من دخل ميدان التحرير فى فترات ما بعد تنحى مبارك، ولم يكن لهم علاقة بالثورة؟
أجاب: هؤلاء دخلوا عن طريق رجال أعمال، وناس معينين، مقابل فلوس لتشويه الثوار. عدت إلى سؤاله مرة أخرى: هل لو لم يحكم المجلس العسكرى، هل كانت هناك فرصة للاتفاق على كيان انتقالى ليحكم؟
قال: لا
قلت: إذن لم يكن هناك بديل عن المجلس العسكرى؟
قال: نعم، وحتى هذه اللحظة ليس هناك بديل، وأنا ضد من ينادى بأن يترك المجلس الحكم ، أصحاب هذا الرأى يريدون أن يحكموا هم، بدون خبرة أو مؤهلات، وهذا لا يجوز، لكن كل ما أريده، هو أن نضغط حتى تكتمل الثورة، ومكاسبها، دون أن نسعى لسقوط المجلس، لأن سقوطه يعنى الفوضى.
قلت: أنتم الذين زكيتم عصام شرف كى يصبح رئيسا للوزراء، ثم بعد ذلك، اتضح لكم أنه كان قرارا غير سليم .. ما رأيك؟
أجاب: حكومة عصام شرف حكومة فاشلة، وكانت أكبر خطأ ارتكبه الثوار، شرف ضعيف، يفتقد الحنكة السياسية، وليس لديه القدرة على اختيار مساعديه.
قلت: بعيدا عن رأيك فى رئيس الوزراء، لكن هناك وجوها كثيرة كانت أيضا فاشلة، وقد تم اختيارها باسم الثورة؟
قال: ما حدث فى مؤسسات الدولة شملته بعض العشوائية، والتصور الفترة المقبلة أننا نستعجل الانتخابات كى يأتى رئيس يصلح الأوضاع.
قلت: هل تتصور أن تسفر الانتخابات المقبلة عن هذا؟
قال: كل ما أستطيع قوله أنه سوف تكون هناك معركة انتخابية قوية، تحقق إرادة المصريين. قلت: ما رأيك فى المرشحين للرئاسة؟
قال: فكاهة
سألته: هل أنت مع أن تقبل كل الآراء فى مصر الجديدة رغم الاختلاف والتباين، وباحترام، على أن تنفذ آراء الأغلبية؟
قال: نعم
قلت: كم فى المائة من ركب على ثورة يناير؟
قال: من يعمل لمصلحة البلد 30% و 70 % ركبوا على الثورة!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.