سكتنا عن شتيمة الألتراس الأهلاوى أم شيكابالا ومعايرته بلون بشرته! تجاهلنا سب الألتراس الزملكاوى أهل عماد متعب وحياته الخاصة ! وتعامينا عن قطع الألتراس الإسماعيلاوى للطريق وقذف أتوبيسات الخصوم بالطوب بل شجبنا ألتراس مصر كلها على سب وضرب فريق الجزائر وكنا ندافع عنهم وننفى ونقسم بالباطل الآن فقط قررنا أن نعاقب الألتراس لأنهم انقلبوا من الكرة إلى السياسة، وكأن الأخلاق تتجزأ. ظواهر الشتائم القبيحة وذكر أعضاء الأمهات والإشارات الخارجة والتحرش لم تختف من شوارعنا إلا 18 يوما كانت حلما وانتهى. الغالبية العظمى من الحكام والمحكومين، بل حتى الآباء تعاملت مع ظواهر قلة الأدب بتسامح وأحيانا بتشجيع بل اعتبرتها دليلا على الرجولة وتنفيسا عن الكبت السياسى وتغاضت عنها مادامت لم تصل إليها. أصبحت أعضاء الأمهات وأجساد الأخوات مباحة فى المدارس والشوارع وأقسام الشرطة، وأصبح كل سباب شتام ينام مستريحا إذا كان هو المعتدى وليس المعتدى عليه، وكأن أى أم مادامت هى ليست أمك وأى أخت ليست أختك وأى أب ليس أباك شىء مباح ولا يستدعى العقاب ولا حتى القلق، كل بذاءة مباحة مادامت هى لا تصل إليك ناسين أنها تصل إليك بالفعل وستصل إليك حتما. الألتراس الذين تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة عشرة والثلاثين هم من يذهبون وراء فريقهم فى كل مباراة وأى مكان مرتدين نفس زى الفريق، يقفون طوال الوقت يغنون ويهتفون لتشجيع فريقهم.. ما دخل ذلك بالشتائم والبذاءة والسباب ؟ وقبل أن يقال لنا إن ذلك يحدث فى العالم كله - وهذا ليس صحيحا فى المطلق - فإن العالم كله يعالج الأمر بوسائل عقابية اجتماعية لا تحطم الشاب وتترك لديه نزعة انتقام من المجتمع كله. فى كل حادثة أو مصيبة سنجد من بين المتهمين أعمارا تنخفض لتصل إلى 14 عاما وترتفع لتصل إلى 18 عاما، هؤلاء المتهمون لم تثبت إدانتهم تظهر صورهم فى الصحف وتستضيفهم التليفزيونات ويبقوا فى أقسام البوليس أياما ما بين التعذيب والجوع والإهانة ومشاركة المجرمين ثم يقدمون إلى النيابة والآن يحاكمون محاكمات عسكرية أو أمام محاكم الطوارئ، وإذا وجدوا من يدافع عنهم سيذهبون على أقل تقدير إلى الأحداث التى تحدث فيها أشياء رهيبة كلنا نعرفها ونتغافل عنها. أما فى بلاد العالم التى نتحدث عنها فيكون عقابهم هو الخدمة العامة مثل تنظيف الشوارع والاشتراك فى خدمة المعاقين أو كبار السن أو ملاجئ الأطفال، وأحيانا فى المستشفيات والمدارس، خدمة عامة يندمجون خلالها بالمجتمع تحت إشراف نفسى واجتماعى فى محاولات جادة لإعادة تأهيلهم قبل أن يسلموا إلى أسرهم. وشباب الألتراس الذين يؤمنون بالحرية والمساواة ويحاربون فكرة الإتجار بالرياضة هم بذرة صالحة زرعت فى أرض ملوثة بالتعصب والبذاءة، وفى زمن الثورة إذا كانت لاتزال هناك ثورة فعلينا أن نصلحهم لا أن نسجنهم حتى لو سبوا الداخلية التى لم تتوقف عن سبهم.. ربما وقتها نحافظ على أعراض أمهاتنا لا فرق بين أم شيكابالا وأم الشرطة.