من الغريب أن تتكفل بعض إعلانات التليفزيون بالدعوة إلى العمل والتفاؤل.. وهى ليست مطالبة بذلك، لأنها إعلانات خاصة بسلع أو خدمات!!.. بينما تليفزيون الدولة لا يفعل هذا.. لا لسبب.. سوى أنه غائب.. غائب خارج الزمان والمكان! تليفزيون الدولة.. مشغول بلائحة الأجور الجديدة! مشغول بالبحث عن مستحقات مالية متأخرة! مشغول بالصراع على المناصب! مشغول بالاعتصامات والاحتجاجات! وليس من المعقول إعلان الاتهامات للجميع فلهم بعض الحق فى مطالبهم.. ولهم بعض العذر مع حالة الفوضى التى ضربت التليفزيون منذ شهور مع اكتشاف حالات فجة من الفساد الإدارى والفساد المادى والذى أوصل ديون التليفزيون إلى 12 مليار جنيه.. وهو رقم مرعب! ومع هول المفاجأة.. انشغل مبنى التليفزيون كله بالبحث عن الأسماء والأسباب التى أدت إلى هذه الكارثة.. ومخاوف المستقبل وكيف يمكن تداركها.. وطال النقاش وتفرع.. ولكن دون أن يلتفت أحد إلى ضرورة تغيير دفة التليفزيون إلى متطلبات الفترة الحالية وضرورات الاستعداد للمستقبل. حورية فرغلى كان المفروض أن يتغير وجه الشاشة ليس فقط بتغيير المذيعين والمذيعات بوجوه جديدة من الشباب.. حتى ولو كانت وجوها باردة بلا روح أو حضور بل كان المتوقع الاستفادة من الخبرات القديمة.. مع أفكار شابة ووجوه شابة ونبض متدفق بالحيوية والأمل.. ولغة جديدة ليست مستهلكة.. أو مكررة. فمعنى أن تكون الشاشة جديدة.. أن تكون جديدة شكلا ومضموناً. ولهذا كنت أتصور أن يتبنى التليفزيون حملة قومية لتطوير أسلوب عمله والتركيز على المشاريع الجديدة. بالتأكيد هناك العديد من المشاريع الجديدة فى الصناعة والزراعة.. ولو أعلن التليفزيون عبر شاشته عن استقبال أصحاب هذه المشاريع للحديث عن أفكارهم وكيف حولوها إلى واقع ملموس فإن هذا البرنامج سيحقق جوا من متعة الاكتشاف.. ومتعة المنافسة مع الآخرين.. وسيخلق لغة جديدة من الحوار. ومن الممكن تطعيم هذه الحملة ببعض النماذج من استكشافات شباب العالم والتى سجلها كإضافة جديدة لما هو موجود. باختصار أن تخدم الحملة المقترحة لتطوير أسلوب عملنا.. إلى الاستغلال الأمثل لطاقات الشباب لخدمة المجتمع والمشاركة فى صنع المستقبل.. واحترام الوقت. ومثل هذا البرنامج.. لن يكلفنا شيئاً فمادته كلها من الواقع.. ومن الممكن أن يرصد هذا البرنامج مكافآت مغرية للتنافس.. وأن تقام احتفالية شهرية لعرض أهم الابتكارات التى قدمها الشباب، بحضور نماذج من كبار رجال الصناعة للتعليق على ما شاهدوه. ولا يمكن الحديث عن تجديد شباب شاشة التليفزيون المصرى دون الحديث عن عقبة الديون المستحقة وكيفية تجاوزها. وقد ظهر اقتراح بفرض رسوم يتحملها كل حائزى أجهزة التليفزيون تحسب بمعدل قرشين صاغ على كل كيلو وات من استهلاك الكهرباء يسدد مع فاتورة كل شهر وتذهب حصيلة هذين القرشين إلى خزينة اتحاد الإذاعة والتليفزيون للإنفاق على تجديد وتطوير برامجه. دينا عبد الرحمن ورغم أن هذه الرسوم كانت موجودة عند بداية إنشاء التليفزيون.. وكانت محددة بمبلغ معين لا يتجاوز عدة جنيهات.. ورغم أن هذه الرسوم معمول بها فى كثير من الدول الأوروبية للإنفاق على التليفزيون.. إلا أن وقع هذا الاقتراح أثار جدلا صاخباً عند بعض أعضاء مجلس الشعب فى دورته السابقة بحجة عدم تحميل المواطن أى أعباء إضافية يكفيه عذابات انخفاض الدخل مع زيادة الغلاء الذى ضرب كل شىء فى حياتنا.. «قال يعنى خايفين قوى من زعل المواطنين»!! وهكذا تم نسف هذا الاقتراح الذى كنت أراه حلا عادلا يتحمله الجميع فى مقابل تحقيق خدمة أفضل لمشاهدى التليفزيون الحكومى.. هذا إذا أردنا لهذه القنوات المحلية أن تستمر فى تأدية دورها الوطنى.. وأن تعود الروح إلى التليفزيون المصرى. فى مسلسلات رمضان يتألق مجموعة من الممثلين. أحمد عزمى وهيثم أحمد زكى وحورية فرغلى ثلاثى رائع ينبض بالحيوية والحضور، حورية اكتشاف وجه مصرى يذكرنا بلوحات فنان البورتريه الراحل جمال كامل وتتألق فى مسلسل «دوران شبرا» بتلقائية متميزة. عمرو سعد حمل عبء مسلسل بكفاءة عالية واستطاع أن يفرض وجوده أمام الفنان محمد كامل والفنان سامى العدل، «مسلسل شارع عبدالعزيز» وخطفت «علا غانم» الانتباه بانفجاراتها الغاضبة خفيفة الدم. خالد صالح «مسلسل الريان» تقمص رائع. برنامج آخر كلام للإعلامى المتميز يسرى فودة حقق نصرا تليفزيونيا لقناة On.T.V بحواره مع الدكتور حسام بدراوى الأمين العام السابق للحزب الوطنى ليحكى تفاصيل الساعات الأخيرة من لقائه مع الرئيس السابق حسنى مبارك قبل أن يتنحى. تفاصيل مذهلة لما دار فى الكواليس بقصر الرئاسة تصلح لأن تكون مادة لفيلم مثير عن انهيار الرئيس. دينا عبدالرحمن مذيعة برنامج «صباح دريم» نموذج للمذيعة الواعية المتألقة فى تواضع الواثقة من نفسها ومن المادة التى تقدمها ولذلك استقبلت خبر الاستغناء عنها فى تليفزيون دريم بكل شجاعة وهدوء لأنها تدرك أنها لم تخطئ فى شىء وأنها كانت تؤدى عملها بإخلاص وقناعة. واستحقت دينا أن تتنافس حولها الفضائيات لأن تختار ما يناسبها لتواصل مرحلتها بكرامة وعزة نفس.