يحيى الفخرانى فنان بدرجة وزير.. وهذا بلغة السياسة فإنه خير من يقضى معنا أيام شهر رمضان قدم لنا كل عام مسلسلا من أعماله المتميزة كان آخرها «شيخ العرب همام» عام 2010 ومنها «ابن الأرندلى» 2009 وقبلها «شرف فتح الباب» 2008 وقبلها «يتربى فى عزو» 2007 وفى 2006 «سكة الهلالى» سلسلة من الأعمال المتميزة.. إلا أنه غاب عنا فى رمضان هذا العام وفضل أن يقدم مسلسلاً للأطفال بصوته الذى يحمل فى طياته شجناً يومئ بشخصية قديرة.. كان لنا معه هذا الحوار فإنه الغائب الحاضر دائما حتى وإن لم يقدم عملا للكبار. * بداية سألته: قصص الحيوان فى القرآن هو عمل خاص للأطفال حدثنى عن تفاصيله وسبب اختيارك له وهل تعتبره أول عمل لك للأطفال؟ - أجابنى: هذا العمل ليس الأول من نوعه فيما يخص الأطفال فلقد سبق لى أن قدمت أداءً صوتياً فى «قصة لعبة» وكنت أقوم بأداء صوتى كدوبلاج لدور النجم العالمى توم هانكس هذا بخلاف دورى فى الدراما من خلال مسلسل «جحا المصرى» و«على بابا والأربعين حرامى» فهى دراما الكبار والصغار أما فيما يخص قصص الحيوان فى القرآن للكاتب الكبير أحمد بهجت فلقد اخترته فى عام 2010 وأعجبتنى فكرة تقديم العمل فى شكل كارتون للأطفال وبالفعل بدأنا تنفيذه بمشاركة العديد من نجوم الفن فالمسلسل يضم كلا من شريف منير وداليا البحيرى ومحمد رجب ولقاء سويدان وماجد الكدوانى وغيرهم كثير. * غيابك عن شاشة رمضان هذا العام واكتفاؤك بالظهور كصوت فى عمل كارتون للأطفال هل هذا بسبب الظروف الراهنة بعد الثورة وارتباك عجلة الإنتاج الدرامى؟ - هذا غير صحيح فهذا العمل قد بدأناه من قبل أحداث ثورة 25 يناير وبالتحديد فى شهر أكتوبر 2010، وكنت قبل قيام الثورة قد قرأت عملا دراميا وهو مسلسل بعنوان بواقى صالح للكاتب ناصر عبدالرحمن ولكن نظرا لظروف العمل التى تستدعى تصويره تصويرا خارجيا فى ليبيا وسوريا ولبنان والأردن ومصر، فوجدت هذا شاقا وصعبا لأن كل مشاهده خارجية وخلاف هذا العمل لم أجد العمل الذى يدفعنى إلى أن أقوم به. * أنت أحد النجوم ممن انتقدوا المجتمع المصرى فى ظل النظام السابق من خلال عدة أعمال درامية مثل «شرف فتح الباب» و«سكة الهلالى» و«جحا المصرى» و«للعدالة وجوه كثيرة» وغيرها.. ما الجديد من الأدوار التى تفكر فى تقديمها بعد قيام ثورة يناير وتغيير الحال؟ - أى دور سأتجه لأدائه بدون شك سيكون بعيداً عن الأحداث الحالية لأننى بطبعى أميل لمتابعة الأحداث بهدوء وتأمل وأحاول فهمها واستيعاب تفاصيلها الدقيقة ثم أجترها من جديد فى شكل عمل فنى، فأنا أرى من وجهة نظرى أن أية أدوار ستعبر عن الأحداث الجارية فسوف تكون حاجات مفتعله لأن الثورة لم تحقق نتائجها حتى الآن والصورة غير واضحة فى ظل ما يحدث. * تفتكر الناس محتاجة تجتمع على أى لون من ألوان الفن فى هذه الظروف للتخفيف عنها؟ - أنا شخصيا نفسى أشوف عملا كوميديا لأننى زهقت من برامج التوك شو الكثيرة ونفسى التليفزيون فى شهر رمضان يقدم أعمالا ما بين الكوميديا والتسلية والعبادة، الناس عايزة تضحك ولكن ضحكتها ضحكة سياسية كلها سخرية من الواقع فقوة الشعب المصرى فى نكتته التى يفرغ فيها توتره. * ما تعليقك على الصمت الفنى لنجوم زمن يحيى الفخرانى؟ - نجوم جيلى حققوا تاريخا ناجحا أمام جمهور من حق كل نجم أن يخاف على اسمه فلا يندفع لتقديم أى عمل لمجرد أن يكون متواجدا على الساحة الفنية فى ظل الأحداث الجارية بعد سقوط النظام.. هذا بخلاف غياب الأعمال الجيدة، ومع ذلك فشهر رمضان لهذا العام تشهد ساحته الدرامية أعمالا جيدة ذات مواضيع اجتماعية مختلفة. وبالطبع رفضتها لأن دول إللى ركبوا الموجة! * ماذا عن مسلسلك «محمد على» الذى تحمست لأدائه؟ - تصورى أن هذا العمل هو أنسب ما يقدم فى هذه الفترة فى ظل هذه الظروف ولكن للأسف مينفعش لاضطراب الظروف الاقتصادية وضعف الإنتاج. * شهر رمضان لهذا العام كيف تجد طعمه من وجهة نظرك؟ بدون شك هو مختلف عن أى رمضان من أى عام مضى.. فهو أول رمضان بالنسبة لى أستمتع بوجودى وسط أسرتى، فهو إجازه لى كفنان وأب وزوج حيث أتابع مسلسلات فى التليفزيون وأتبادل دعوات الإفطار من السحور بين أفراد عائلتى وأصدقائى وأمارس كل الطقوس الرمضانية. * بعد قيام الثورة يناير اختلفت الآراء وتنوعت الاتهامات لمن قال لا لسقوط النظام ولمن قال يسقط النظام ولمن التزم الصمت وهذا ما تعرض له الجميع بما فيهم الوسط الفنى ما تعليقك؟ - هذا صحيح فكثيرون خونوا بعض الفنانين واتهموهم بالولاء للنظام وهذا غير صحيح فمن قال لا للنظام كان يحب مصر ومن قال لا لسقوط النظام كان أيضا يحب مصر لأنه كان يخشى من تدهور الحال أو تدخلات العالم الأول فى شئون بلادنا وحدوث ما حدث فى العراق حتى من التزم الصمت فهو أيضا يحب مصر لأنه لم يجد أمامه صورة واضحة للأحداث حيث كانت الآراء متضاربة ونقل الأحداث على شاشات التليفزيون تنقل الشىء وضده! والكل بيحب مصر ومفيش فنان مش وطنى لكن كل واحد وطريقته أنا مثلا لزمت الصمت ومتكلمتش إلا مرة واحدة اتكلمت فيها وذلك قبل خطاب الرئيس السابق حسنى مبارك والذى حدثت بعده موقعة الجمل حيث إننى طلبت من الإعلامية منى الشاذلى أن أقوم بمداخله تليفونية فى برنامجها العاشرة مساء وبالفعل قمت بالمداخلة ووجهت كلامى مخاطبا الرئيس السابق وقلت له: أرجوك أن تنهى حياتك السياسية ببطولة سياسية زى ما بدأتها ببطولة سياسية وكان الوضع وقتها فى غاية التوتر وفى نفس هذا المساء وجه خطابه للشعب وأعقبه فى اليوم التالى موقعة الجمل! ثم جاء تعبيرى الأخير من خلال استضافتى فى برنامج منى الشاذلى عندما حدث انفلات أمنى فظيع وظهرت على الشاشة لأطالب بتغليظ العقوبات. * كيف ترى أداء الإعلام الحكومى والإعلام الفضائى؟ مازلت أحس أن الإعلام الحكومى ماشى بأوامر رغم قيام الثورة أما الفضائى فهو قطاع تجارى قوى بيجرى وراء الإثارة مهما كان الثمن على حساب الناس ولكن هى دى طبيعة حال مثل هذه الفترات وصعب أن أحكم عليها حكما نهائيا لأنها فترة مضطربة لأننا مش عارفين أحنا رايحين على فين؟ لكن لا أستطيع أن أنكر أن أفضل حالات الإعلام كانت فى أيام الثورة 25 يناير و26 و27و28 يناير وكنت متفائلا جدا وقلت وقتها بكل سعادة وفخر هو ده المجتمع المصرى، ولكن بعد كده هذا التفاؤل بدأ يقل لأن محدش فاهم حاجة ولا عارف حاجة. * ما رأيك فى هذا الكم من الأحزاب الجديدة والائتلافات؟ - وجهات النظر الكثيرة مهمة ولكن مش بهذا الشكل لابد تكون مصلحة مصر أولا ولكن أنا شايف إن هناك من يركب الموجة من أجل بطولة زائفة وتحقيق مصالح شخصيةلابد أن يتواجد الجميع على هدف واحد وهى مصر أولا. * سألته: بمنتهى الصراحة قل لى ما الذى يعجبك فى أداء المجلس العسكرى وما الذى لا يعجبك؟ - على الفور أجاب: يعجبنى صبره، ولا يعجبنى طول صبره ولكن أكيد لهم وجهة نظر خاصة بهم. * سألته: وإيه إللى مش عاجبك فى الشعب المصرى فى هذه الفترة وإيه إللى عاجبك فيه؟ - أجاب: فئة كبيرة منهم لا تزال لا تحترم القانون وتخالفه وأصبح سهلا أن تظهر أشياء قبيحة لما ألاقى ناس ماشية عكس الاتجاه ومفيش شرطة مرور ولما أشوف اللى بيسرق ولما ألاقى الباعة المتجولين فى كل مكان ولما ألاقى من يخالف قوانين البناء وأشياء كثيرة كلها صادرة من فئة من الناس مستغلة أن مفيش حد وراها يتابع ويحاسب كل ده يخلينى أسأل: إزاى الشعب ده هيعمل نظام لوحده.. وأسأل: طب ليه قامت الثورة؟ لهذا فأنا أرى أن الشعب عشان يتعود على احترام القوانين فلابد أن يرضخ للقانون الصارم وخير مثال عندك الشعب اليابانى بعد كارثة إعصار تسونامى وجدنا اليابانيين واجهوا هذه الكارثة باحترامهم للقانون وهذا لم يحدث إلا بعد أن احترموا القوانين بالعافية لسنوات طويلة ثم اعتادوا على كده. * أكثر من ستة أشهر على ثورة يناير مضت ما الذى تغير فى يحيى الفخرانى؟ بدأت أتشاءم ولهذا أحاول أن أهرب من إحساسى بهذا التشاؤم بأن أنشغل بقراءة أعمال جديدة فنية. * سألته: ما الذى تريد أن تقوله فى ختام حوارى معك؟ - أجاب: فى ظل الظروف الحالية والانفلات الأمنى لابد أن يكون للقانون سيادته فأنا مؤمن بدكتاتورية القانون وعادة لا يأتى الإزدهار إلا بوجود ديكتاتور واحد هو القانون.. لازم القانون يكون فيه قوة الديكتاتور على الجميع!