فى جمعة الإنذار الأخير طالب الثوار المعتصمون فى ميدان التحرير وغيره من الميادين العامة فى المحافظات بالإسراع فى تنفيذ مطالب الثورة حتى يشعر الجميع أن الثورة تسير فى اتجاهها الصحيح، وأكد الثوار خلالها على تحديد صلاحيات محددة للمجلس العسكرى، وإعطاء صلاحيات مطلقة للحكومة حتى تتمكن من تحقيق المطالب واستخدام الشفافية فى نشر الحقائق عما تم تنفيذه. وعرض الصعوبات التى تواجه بعض المطالب الأخرى أو تعوق تنفيذها، وتحديد جدول زمنى لتنفيذ المطالب، كما أكد الثوار على تنفيذ مطالب تطهير الداخلية والقضاء والإعلام، وتطبيق دولة القانون على الجميع، الإفراج عن الثوار المعتقلين، وسرعة المحاكمات لرموز الفساد ووقف تصدير الغاز إلى إسرائيل، ووضع حد أدنى للأجور 1200 جنيه وتحديد الحد الأقصى، ووضع إعانة بطالة، ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين، وأهم المطالب التى أكد عليها الثوار فى جمعة الإنذار الأخير هو القصاص، رافعين شعار ( القصاص القصاص من إللى ضربوا علينا رصاص )، وأكد عدد من المعتصمين فى التحرير أن المطالب التى ننادى بها ليست صعبة التحقيق، ولكن لا نرى حسن النية من المجلس العسكرى أو الحكومة، ولكن نرى تباطؤا غريبا. * لسنا بلطجية وقال خالد أنطون من شباب ائتلاف الثورة: عندما فكرنا فى النزول إلى ميدان التحرير يوم 25 يناير لم نكن نفكر إلا فى شىء واحد فقط هو التغيير، ومع ذلك لم نشعر بالتغيير فى أى شىء ولكن نفس السياسات ونفس الأسلوب وجمعة الإنذار الأخير ما هى إلا استكمال للجمعة الماضية (جمعة الثورة أولا ) ودعم الثوار، وأضاف أنطون من يقول إن الشباب المعتصمين فى التحرير من البلطجية ينزل للتحرير حتى يرى بنفسه أن الشباب الموجودين هنا ممن يطالبون بالتغيير هم من الشرفاء وليس من بينهم بلطجية أو مخربون، خاصة أن الشباب العاملين فى اللجان الشعبية متيقظون لذلك جيدا حتى لا يتسلل أحد من البلطجية لداخل الميدان. وذكر أنطون أن الإصلاح المرتقب لن يأتى نفعه على الثوار فقط، ولكن سيعم على جميع أبناء الشعب المصرى من الثوار الذين شاركوا فى الثورة، والذين لم يشاركوا فيها، وكذلك للفلول أيضا، ولكن بعد مرور كل هذا الوقت دون أن نرى أى مؤشر للتغيير كان من الطبيعى أن ننزل للميدان مرة أخرى، لأن ضغط الشارع على المجلس العسكرى هو الضمانة الوحيدة لتنفيذ المطالب، فوجود الناس فى الشارع دعم لتحقيق مطالب الثورة. * فين القناصة والتقطت نورهان عادل منه أطراف الحديث، وأضافت إنه لا توجد شفافية ولا مصداقية فى التصريحات التى تذاع أو تنشر. ففى أيام الثورة الأولى كنا نرى قناصة الداخلية على أسطح المنازل يطلقون علينا النيران ومع ذلك يخرج اليوم اللواء منصور العيسوى معلنا أنه لا توجد لدينا قناصة، فهل هذا كلام صحيح وعندما يخرج أحد أعضاء المجلس العسكرى فى إحدى الفضائيات معلنا أنه لن تتم أى محاكمات أمام المحاكم العسكرية. ويتم تكذيب هذه التصريحات فى صباح اليوم التالى، فنحن نرغب أن تكون هناك شفافية فى إطلاق التصريحات، ولكن ما حدث أن الصورة لم تختلف عن الأيام السابقة. وأضافت نورهان: استمررنا ستة أشهر فى تباطؤ وتخاذل، وعندما أعلن الثوار نزولهم إلى ميدان التحرير مرة أخرى قام الدكتور عصام شرف بإصدار ستة قرارات مرة واحدة وفى أقل من أسبوع، فلماذا نصمت ستة أشهر، لماذا التباطؤ ؟ وقالت: نحن لا نبحث عن منصب ولا نسعى لشىء إلا التغيير حتى تتقدم بلدنا وحتى نشعر أن المستقبل أفضل. وهذا التغيير لن يأتى إلا بالضغط، وأضافت : نحن لا نريد صداما مع المجلس العسكرى، بالعكس بل نحن نحترمه، ولكننا لا نستطيع أن نتواصل مع أعضاء المجلس. ولا نستطيع أن نوجه إليهم أى انتقاد، فأصبح المجلس العسكرى خطا أحمر ونقطة فاصلة لا يجوز الاقتراب منها أو حتى توجيه اللوم إليها، وبهذه الصورة التى يدار بها حكم البلاد حاليا لن نصل إلى تغيير. * إضراب عن الطعام أما آدم إبراهيم مصور سينمائى من الشرقية وأحد المضربين عن الطعام والذى بدأ فى الإضراب عن الطعام من يوم الأربعاء الماضى. وعن سبب الإضراب قال: هو وسيلة للضغط على المجلس العسكرى والحكومة للاستجابة للمطالب، ويحمل آدم رقم (33) على اللوحة الورقية الموجودة على الخيمة التى يعتصم فيها وعندما سألته عن هذا الرقم قال هو رقمه من بين المضربين، فعندما بدأ الإضراب كان قد سبقه 32 ثائرا مضربين عن الطعام، ولكن يوم الأحد الماضى كان عدد المضربين قد وصل إلى 65 مضربا عن الطعام باستثناء حالتين حدثت لهما إغماءات فلم يتمكنا من مواصلة الإضراب. وأضاف آدم: إذا لم يستجب لنا المجلس العسكرى، فنحن مستمرون فى اعتصامنا، والمطالب ليست صعبة ، نقول للمجلس العسكرى ( حاكم الناس وحقق المطالب ) وإن لم تتحقق المطالب فنحن فى حالة اعتصام دائم وسوف يتم تصعيد الاعتصامات إلى إضرابات ثم يتبعها حالة من العصيان المدنى العام. * صلاحيات للوزارة أمينة يوسف طبيبة وتعمل بمستشفى التحرير الميدانى الذى تم إنشاؤه مع ثلاث عيادات طبية أخرى بالجهود الذاتية لتقديم الخدمات الطبية الأولية للثوار ممن يكونون فى حاجة إلى إسعافات أولية سريعة قالت أمينة: نحن لم نكن ننادى بمطالب شخصية أو فئوية والمشكلة تمثلت فى أننا شعرنا أن رئيس الوزراء غير قادر على تنفيذ مطالب الثورة لعدم وجود صلاحيات تسمح له بذلك، وهذا واضح فى كلام الدكتور عصام شرف، ولذا يوم 8 يوليو عندما قررنا النزول للميدان مرة أخرى للمطالبة بالحفاظ على الثورة وكان شعارنا ( الثورة أولا ) فقمنا بوضع كل الاختلافات والانشقاقات والمطالب الفئوية جانبا، ونزلنا للميدان ونحن ننادى بالمطالب الأساسية التى قامت الثورة من أجلها وهى ( العيش والحرية والعدالة الاجتماعية )، أين كل هذه الأمور الآن، ولذا نزلنا الميدان مرة أخرى يوم 8 يوليو، واستمر اعتصامنا حتى اليوم، كما نطالب بأن تكون الحكومة حكومة إنقاذ وطنى وليست حكومة تسيير أعمال. * الثوار لم يصلوا للسلطة وقال أحمد كامل من المنيا من معتصمى الصعيد إن الثوار لم يصلوا إلى السلطة، لأنهم لم يسعوا إليها ولكننا نسعى إلى الديمقراطية والعيش بكرامة، فمصر يوجد بها ما يقرب من 40% من السكان تحت خط الفقر، ونحن نتكلم عن الحد الأدنى للأجور وكذلك الحد الأقصى، فى حين أن هناك ما يقرب من تسعة ملايين عاطل، ولذا نحن نحتاج أن يكون للحكومة سلطات وصلاحيات واختصاصات حتى نتمكن من تحقيق مطالب الناس عامة، فكل الناس ممن يعتصمون فى التحرير لا يرغبون فى النوم على الرصيف أو الوجود فى الشارع لأسابيع طويلة بعيدا عن أسرهم، ولكن لم يتحقق شىء من مطالب الثورة ولذا على القائم بالسلطة أن يقوم بسرعة التنفيذ.