مر الفن التشكيلى فى الهند بتغيرات هائلة تراكمت فى النهاية فى شكلها الحالى حيث مزيج فريد من الأحاسيس من الغرب ومن شتى أنحاء آسيا، وكل فنان هندى يقدم تجربته الفنية من التشخيص إلى التجريد مرورا بالنحت والتجهيز فى الفراغ، وكل هؤلاء الفنانين تتحدد ملامح فنهم من خلال ذاتهم الداخلية ودوافعهم ومخاوفهم وقضايا مجتمعهم السائدة، فضلا عن قضاياهم الشخصية. وكما يقول راجيف لوشان رئيس المعرض القومى للفن الحديث بنيودلهى فإن شكل الفن يشبه القارة الهندية مزيج فريد من الأحاسيس الأجنبية جنبا إلى جنب مع تلقيح حضارى مهجن من داخل البلاد وهو ما يشبه تأثير العولمة فى العالم على الهند وفنونها سواء كانت رسما أو تصويرا أو نحتا. ويساهم المجتمع الهندى فى تشجيع الفنانين وإطلاق العنان لإبداعاتهم وأن يستكشفوا أبعادا جديدة لصياغة ابتكاراتهم وارتياد آفاق إبداعية تتجاوز الحدود التقليدية الكلاسيكية، وقد أدرك العالم المواهب الفنية التى تتمتع بها الهند، حيث وجدنا أن الأعمال الفنية للعديد من الفنانين الهنود تم بيعها بملايين الدولارات ووجدت هذه الأعمال مكانا بارزا على مستوى الساحة الفنية العالمية.. وفى ضوء هذه المعطيات بحسب ناقد سورى رئيس تحرير مجلة أفام الهند فقد تم تخصيص العدد الأخير من المجلة ليكون بمثابة رحلة عبر دروب الفن الهندى المعاصر، حيث تقدم المجلة المسيرة الفنية لأربعة وعشرين فنانا وفنانة من كبار الفنانين الهنود والشباب الذين تتميز أعمالهم بالثراء والتنوع ومنهم أنجولى إيلامنيوم وأربانا كور وأثول دوويا وغلام محمد شنج وسوبر أمانيان وجيه وسواميناثان. وتتنوع أعمال هؤلاء الفناين وغيرهم من حيث المضمون والشكل حيث يسعى فريق إلى تسليط الضوء على حضارة الهند وشوارعها وناسها والتعبير عن معاناة الهنود وصراعاتهم الدينية، ويقدم فريق آخر عوالم تجريدية تتصل بالإبداع الغربى ولكن بروح هندية تؤكد انفتاح هؤلاء الفنانين على الفن الغربى والاستفادة من عناصره ناهيك عن تناول دور المرأة والأساطير الهندية المعروفة ورؤية كل فنان لها ليخرج الفن الهندى إلى العالم من رحم المعاناة. «تكريم طاغور» وفى سياق الفن الهندى أيضا أقام مركز مولانا أزاد الثقافى الهندى بالتعاون مع قطاع العلاقات الخارجية وقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة معرضين عن الشاعر والأديب الهندى الكبير طاغور احتفالا بالذكرى المائة والخمسين لميلاده وقد حضر افتتاح المعرضين كل من د. عماد أبو غازى وزير الثقافة وأره سواميناثان سفير الهند بالقاهرة بساحة الأوبرا وشملت الاحتفالات معرض طوابع عن طاغور ضم 20 مجموعة من الطوابع التذكارية حول طاغور وبعض هذه الطوابع تعود إلى قرن مضى، والمعرض الآخر بعنوان أعمال طاغور فى أشغال الكانتا وضم 13 لوحة من أشكال الكانتا تصور مجموعة من القصص القصيرة والأشعار والأعمال الدرامية الراقصة التى ألفها طاغور، وجميع تلك الأعمال مصنوعة بأسلوب التطريز التقليدى المعروف بالكانتا والذى تمارسه النساء الريفيات فى الهند، ويقام المعرضان تحت رعاية المجلس الهندى للعلاقات الثقافية بنيودلهى ومركز طاغور التابع له فى كلكتا ولأول مرة يقام المعرض خارج الهند ويستمر حتى 17 يوليو الجارى وهو خير تكريم لمبدع هندى كبير أثرى الإنسانية بإسهامات أدبية وموسيقية، فضلا عن دوره فى تطوير المجتمع الهندى، وكان أول كاتب يحصل على جائزة نوبل فى آسيا عام 1913 والمعرض كما يقول د. أبو غازى جزء من العمل الثقافى الذى يوثق العلاقات بين الشعبين الهندى والمصرى اللذين جمع بينهما نضال من أجل شعوب العالم الثالث وهو ما أكد عليه سفير الهند بالقاهرة.