أنا لا أعرف الأستاذ محسن شعلان ولا أسعي لنيل هذا الشرف الرفيع في مستقبل الأيام ولكنني مستعد لتضحيتي بكل غال ونفيس لإثبات براءة هذا الرجل من الجريمة التي حاول البعض أن يلصقها بالرجل ظلما وبهتانا.. وأصل الحكاية كما استمعت إليها في مجلس ضم العديد من الأصدقاء من بينهم أناس نافذين يعلمون بواطن الأمور وظواهرها.. استمعت إلي القصة الحقيقية لاختفاء «زهرة الخشخاش» والعهدة علي الراوي.. يحكي أن اللوحة تعرضت للسرقة مرتين ، في المرة الأولي كان الحرامية من إيطاليا وعددهم اثنان استطاعت سلطات الأمن بمطار القاهرة الدولي القبض عليهما وتم إبلاغ قيادات الداخلية بالعثور علي اللوحة التي لا تقدر بثمن وقيل إن حبيب العادلي عندما بلغه الأمر طلب إحضار اللوحة إلي مكتبه حيث تم تسليمها إلي مسئول في قصر الرئاسة لتوصيلها لسوزان مبارك التي سبق وأبدت إعجابا وهياما بتلك اللوحة وحدث بعد ذلك أن حلت محلها لوحة شديدة الإتقان وضعت في نفس موقعها علي جدران متحف محمود خليل ، وبالطبع كانت هذه اللوحة مزورة ويقال إن منظمة اليونسكو طلبت من وزارة الثقافة المصرية تسجيل بصمة لكل مقتنيات المتاحف المصرية وعلي رأسها متحف محمود خليل وهنا كان لابد أن تتعرض اللوحة الثانية للسرقة وبمعرفة الحكومة ولذلك اختفت اللوحة المزورة أيضاً في ظروف غامضة.. ولكن كان لابد أن تختفي لأن وفد اليونسكو كان سيكتشف الأمر وساعتها وتكون فضيحتنا بجلاجل وسط الأمم المتحضرة منها والمتخلفة علي السواء.. وفي الأيام السوداء التي حكمنا فيها مبارك وزمرة فساده... كانت اللوحات تسرق من قصور الأسرة العلوية ثم يعلن عن استعادتها بطريقة عنترية علي طريقة جيمس بوندق وكان الذي يلعب دور بوندق هنا هم رجال حبيب العادلي الذين تفننوا في إثارة الرأي العام وإلهاء الناس عن هموم البلاد ومشاكلها الحقيقية.. ولعل الصديق العزيز زاهي حواس يفيدنا في هذا الأمر فقد عاني الأمرين من ألاعيب الشرطة في عمليات اختفاء اللوحات ثم إعادتها بطريقة تمثيلية ركيكة الإنتاج والإخراج معا ولا أدري هل لدي عمنا زاهي حواس الرغبة في الشهادة لوجه الله عما كان يحدث في الماضي القريب .. الحق أقول أنني أثق في الرجل وأتمني لو فتح بربخ الأسرار ساعتها سوف نري رجلا أرادوا أن يحملوه مسئولية سرقة لوحة ليس له علاقة بها من بعيد أو قريب، إن محسن شعلان يواجه السجن خلف الأسوار لمدة سنة بالتمام والكمال لجريمة يعلم الله سبحانه وتعالي من هم أبطالها الحقيقيون إنها مأساة بكل المقاييس أن نلقي برجال شرفاء خلف الأسوار بينما القتلة والمزورون والحرامية وحملة مباخر الهانم ينعمون بكل الحماية وهو أمر يغيظ الحليم وينبئ بثورة ربما تفوق كل تخيل وقد تأخذ معها الأخضر واليابس معاً.. إن زهرة الخشخاش قد تم سرقتها بالفعل ولكنها استقرت لدي المفسدين في قصورهم وتم الأمر بمعرفة النافذين الكبار وها هو حبيب العادلي رهن السجون.. فلماذا لا يوجه إليه الاتهام.. لماذا لا يجري التحقيق معه وسوزان مبارك التي تجثم علي أجمل بقعة في أرض مصر في شرم الشيخ.. ينبغي ألا تكون بعيدة عن السؤال، قد يكون ما استمعت إليه هو فبركة من خيال خصيب.. وقد تكون هي الحقيقة بعينها.. فلماذا لا يفصل في الأمر أي جهة من جهات التحقيق وساعتها سوف نتبين الحقيقة.. فإما أن تكون سوزان مبارك استولت علي اللوحة وهنا علينا أن نطالب بتوقيع أقصي العقوبات عليها وعلي من ساعدها في ذلك الأمر أو أن تبرئ ساحات القضاء السيدة ومن معها وساعتها علينا أن نتوجه بالاتهام للرجل الذي يتحمل المسئولية السياسية في هذا الأمر فاروق حسني حتي لا يكون محسن شعلان هو كبش الفداء.. ياجهات التحقيق في هذا البلد.. أسمعت لو ناديت حيا.. وأنا أعلم أنني أنادي أحياء يضعون الصالح العام ويرتفعون بالحق فوق أي أمر آخر!!