فى حوار الأستاذ هيكل للأهرام ما يستوجب التوقف والانتباه، ليس فقط لأن «الأستاذ»، وكما تعودنا منه، يملك من القدرة على صياغة ما يريد وفى التوقيت الذى يريد بالكلمات والإشارات والأمثلة والنماذج، ولكن أيضا إلى التوجيه إلى ما يريد وهو يعلم ما يريد، خاصة أن ل «الأستاذ» سحر خاص عند العامة التى لا تبحث ولا تدقق بل حتى لا تفكر فيما يقال وإنما تقبل فورا كلام «الأستاذ» ويتم تداوله على نطاق واسع كحقيقة ثابتة غير قابلة للنقاش موضوعيا وتاريخيا وإنسانيا، بل إن هناك تهما جاهزة لمن يتعرض لكلام «الأستاذ» حتى ولو على شكل الملاحظات.. ومع ذلك فإنه لا يمكن تجاهل ملاحظات على حوار الأستاذ منها ما هو سياسى ومنها ما هو شخصى ذاتى وأخطرها ما هو قومى يتعلق بالقوات المسلحة المصرية إبان حرب أكتوبر المجيدة وخططها وأدائها التخطيطى والاستخبارى والقتالى. فأما السياسى ويتعلق بطرح «الأستاذ هيكل» لرؤيته عن حاضر ومستقبل المشهد السياسى بعد 25 يناير وبعيدا عن قواعد لعبة الجولف وحفرها و«أكوازها»، فقد تناولها الأستاذ سليمان جودة فى مقاله بالزميلة المصرى اليوم «16/5/ 2011 » تحت عنوان «فيلم هيكل» على نحو كاشف لنية «الأستاذ» هيكل ورؤيته وهدفه وبما يتقاطع مع مطالبات ثورة 25 يناير وروحها وأهدافها المعلنة لأغراض يعرفها «الأستاذ»، وكتبها فى مقاله الكاتب سليمان جودة. هيكل وأما ما هو شخصى وذاتى، ف «الأستاذ» فى حواره وبعد أن تغلب على الحرج والألم والعذاب أجاب عن سؤال يتعلق بأعمال «هيكل الابن»، خاصة أن «هيكل الابن» لا يحتاج إلى دفاع من أى نوع ولا يحتاج أيضا إلى أن يتطوع «هيكل الأب» بوضع ملف بالمسئولية الاجتماعية لرأس المال التى قامت بها شركات «هيكل الابن» تحت تصرف جريدة الأهرام، فجريدة الأهرام العريقة وكما أتصور ليست لها علاقة من قريب أو بعيد ولا يدخل ضمن اهتماماتها الصحفية أن يكون رجل الأعمال هذا أو ذاك له ملف فى تأدية الخدمات الاجتماعية بغض النظر عن ملف أداء الواجب الاجتماعى لرجل الأعمال، هذا أو ذاك ليس مصوغا قانونيا يستعان به أمام جهات التحقيق فى حال وجود اتهامات. فهو - هيكل الابن - من كبار رجال الأعمال فى مصر مدير لرءوس أموال ضخمة عربية وأجنبية تتكون منها شركاته وله سنوات مضت من العمل الاستثمارى فى مصر وفى مجالات عدة، ليس أولها الأوراق المالية ولا مصنع أسمنت حلوان ولا آخرها مشروع الموانئ النهرية، فإن كانت هناك تجاوزات أو فساد فالتحقيقات وحدها هى التى ستقرر إثباتا أو نفيا وليس هذا النوع من الملفات الذى وضعه «هيكل الأب» تحت تصرف الأهرام، ولا حتى بسرد الشهادات والدرجات العلمية التى حصل عليها «هيكل الابن» ولا حتى ببيان شواهد النبوغ والتفوق والإجادة فى إدارة الأعمال ومن ثم أيضا ما كان ل «هيكل الأب» أن يتناول قضية «هيكل الابن»، إلا إذا كان «الأستاذ» أراد تقديم إيحاء استباقى للعامة قبل من يهمه الأمر من سلطات التحقيق فالقانون سلطان فوق الجميع. وأما ما هو قومى ويتعلق بالقوات المسلحة المصرية فى حرب أكتوبر، فهذا موضوع آخر