أنبا أرميا كاهن دير "برسوم العريان" الذي أخرج المتطرفين من السجون هو المسئول عن أحداث امبابة يري الأنبا أرميا كاهن دير «برسوم العريان» أن الاعتداءات الطائفية سوف تستمر مالم تضرب الدولة بيد من حديد، ويري أيضا أن تعليق البعض أحداث إمبابة، وما سبقها من حوادث طائفية علي شماعة فلول النظام السابق كلام فارغ أما الكلام المليان فعلي حد قول الأنبا أرميا أن الذي أخرج المتطرفين من السجون بعد يناير هو المسئول عن أحداث إمبابة وكل أحداث الفتنة التي سوف تحدث في المستقبل. فعلي ما يتكهن به هو، لن تتوقف الأحداث الطائفية في المستقبل القريب، مادامت مرجعيات المتطرفين بعيدة عن الاعتدال وتقبل الآخر. لذلك يري أنبا أرميا أن الأقباط المصريين يشعرون الآن بتهديد واضح، فعلي حد قوله: لا أحد يحميهم، هناك أكثر من حادثة في الفترة القليلة الماضية، وحادثة إمبابة هي الثالثة دون أحكام رادعة.. ولو كانت هناك أحكام رادعة أو زاجرة، كانت قد اتخذت من قبل ضد المجرمين، لما تصاعدت الأحداث، ولما شهدنا الذي نشهده الآن من اعتداء علي الأرواح والممتلكات.. واعتداءات علي عنصر من عناصر المصريين. من في رأيك المسئول عن فتنة إمبابة؟ المسئول هو من يريد إشعال البلاد بنيران لا يمكن إطفاؤها بسهولة.. سمعت بعض شهود العيان يقولون إنهم أنصار النظام السابق، وبعضهم قال فلول الحزب الوطني وأمن الدولة، لكنني لا أري هذا. فالحزب الوطني انهار، ورموز النظام السابق كلهم في السجن، فمن أين يأخذ الفلول التعليمات؟ ثم إن هذه الأحداث تحتاج إلي تمويل، وتخطيط، ومتابعة، وهو ما لا أظن أن رموز النظام السابق لديهم القدرة عليه الآن. لا يجب أن نبتعد عن لب القضية، فالذي أراه أن المتطرفين الإسلاميين هم المسئولون عن مثل تلك الحوادث.. هم الذين يشعلونها، كما أشعلوا قصة كاميليا شحاتة التي كانت ذريعة لأحداث طويلة، ربما منها أحداث إمبابة الأخيرة.. بالمناسبة، ممكن الآن أن أقول أن حادثة كاميليا لم تكن الواقعة الفريدة في تاريخ المصريين، بنات كثيرة راحت من عندنا، ولدي شخصيا تفاصيل مختلفة عن قصص مشابهة، فلماذا كاميليا بالذات، ولماذا تصاعدت قصتها بشدة؟. هذا كلام له دلالاته. في أحداث إمبابة تبادل الطرفان إطلاق النار، وهو ما دعا البعض للتساؤل: هل يوجد بالكنائس سلاح؟ - لو كانت الكنائس مسلحة لظهر السلاح في مثل هذه الظروف، فإذا لم يظهر سلاح الكنائس في مثل هذه الأحداث، متي يظهر إذاً؟ الكلام عن تسليح الكنائس ليس صحيحا، فقد تعرض الأقباط إلي مواقف كثيرة صعبة، وحدثت اعتداءات كثيرة عليهم، فلو كانوا مسلحين لكان الأولي أن يردوا بالسلاح، لكن هذا لم يحدث. وفي أحداث إمبابة، شوف الضحايا من أي جانب، وقتها ستعرف من الذي استخدم السلاح . ما أريد أن أسأله، هو: لماذا ظهر هؤلاء الآن؟ ولماذا ظهرت شوكتهم بهذا الشكل حاليا؟ الإجابة، لأن هؤلاء كانوا في السجون، ثم خرجوا.. وليس معني قيام الثورة، أن يتم إخراج كل هؤلاء من سجونهم، ليطلقوا في المجتمع بدعوي الحريات . ليس معني أن النظام السابق قضي علي هؤلاء بالسجن، أن نخرجهم نحن، فليس معني أن النظام السابق كان فاسدا، أن ما فعله بهؤلاء كان فاسدا أيضًا. نحن لا نتكلم هنا عن جرائم عادية، نحن نتكلم عن متطرفين دينيين.. الذي أخرج المتطرفين من السجون هو المسئول الأول عن أحداث إمبابة.. والذي حول المتطرفين إلي أبطال بعد خروجهم، هو الذي ساعدهم علي ما يفعلون.. لذلك لا نود أن نعلق أخطاءنا علي شماعة ما يسمي بالنظام السابق، لأن معرفة الأسباب الحقيقية وراء كارثة، هي الخطوات الأولي للحل. ما الحل في رأيك؟ - الحل في عودة هيبة الدولة.. هيبة الدولة ضائعة، ولا أحد يمكن أن يعيد هيبة الدولة بلا قانون، يجب علي الحكومة أن تشد يدها، الأحوال لم تعد آمنة.. والذي حدث في إمبابة سوف يحدث مرة ثانية وثالثة، أعمال العنف الطائفي بالذات لن تتوقف دون دولة قوية، فإن وجد المتطرفون ردعا، فلماذا يقدمون علي إذكاء الفتنة. غير هيبة الدولة، ربما القضية عقائدية في المقام الأول؟ - هذا صحيح، ولهذا ذكرت المتطرفين، أساس القضية أن هناك من يري أنه يقدم خدمات لله بتطرفه، وهناك من يري أنه يخدم الدين.. إضافة إلي أن كلام المفتي د. علي جمعة، وشيخ الأزهر، لا يصل للناس.. هناك مرجعيات أخري للمتطرفين غير شيخ الأزهر والمفتي، وكل الأئمة المعتدلين. هل لهذا لجأ بعض الأقباط إلي الاعتقاد في أن الحل هو القوي الأجنبية، أو الدول الأوروبية، والولايات المتحدة، لذلك خرجوا في مظاهرات احتجاجية علي أحداث إمبابة أمام السفارة الأمريكية؟ - القوي الأجنبية بتاعتنا هي ربنا، ففي الكتاب المقدس جاء «يدافع عنكم وأنتم تصمتون وملعون كل من اتكل علي ذراع بشر».. الأقباط الذين ذهبوا للسفارة الأمريكية متظاهرين «عقلهم قاللهم كده»، فأمريكا ليس لها دين، ولن تحمي أحدا.. وهؤلاء الأقباط بسطاء، ومن يريد أن يري ماذا فعل الأمريكان، فلينظر إلي خريطة العراق، فأمريكا لم تحم المسيحيين هناك، إنما حمت مصالحها . في رأيك هل تكفي الآن جلسات العناق بين المشايخ والقساوسة، وهل يكفي تبادل الزيارات بين رجال الدين للتهدئة؟ - لا يكفي، فالمتطرفون كما قلت مرجعيتهم ليست رجال الدين المعتدلين، العنف هو مرجعية التطرف، لذلك، يجب أن يكون الحل بعيدا عن هذا، والحل في يد الدولة . دعك من ظهور كثير من مشايخهم في التليفزيون والفضائيات للتأكيد علي حمايتهم للأقباط، الكلام مش بفلوس. أحداث إمبابة اشتعلت من لا شيء، والغرض هو الطريق لإلغاء الدولة، ثم أسلمتها، والصورة الآن خالية من أية بشائر. هل تري أن الحكومة ضعيفة؟ - لا أقول أنها ضعيفة، لكن واضح أن أولوياتها لم تصنف بعد، فهي مازالت ترتب أوراقها.. لكن الذي حدث لا أعتقد أنه يمكن السكوت عنه.