يعد فيلم «جلد حى»، للمخرج الشاب فوزى صالح وهو من إنتاج الفنان الكبير محمود حميدة، نموذجاً للأفلام التى نجحت فى دعم اسم مصر فى المهرجانات الدولية لكنه فى الوقت نفسه لايزال بعيداً عن الجمهور المصرى، ويكفى أن الفيلم الذى شارك فى أربعة مهرجانات وحصل على جائزتين لم ينل حتى الآن فرصة العرض الجماهيرى حتى داخل دار الأوبرا المصرية التى امتنعت حتى الآن عن فتح أبواب قاعاتها السينمائية أمام الفيلم الذى يروى قصة مجموعة من الأطفال يعملون فى مدابغ مجرى العيون. وفى السطور المقبلة يروى فوزى صالح قصة الفيلم منذ كان فكرة حتى وصل للجوائز والمهرجانات خارج الحدود ومعاناة البحث عن جمهور داخل مصر. هل كنت تخطط منذ فترة طويلة لأن يكون الفيلم هو باكورة إنتاجك فى مجال السينما الوثائقية أم كانت هناك مشروعات أخرى؟ - عام 2006 قدمت فيلماً قصيراً مدته 4 دقائق، حاولت فيه التجريب بتحطيم القصة والسرد بالتركيز على مشاهد من حياة 4 شباب بأحد أحياء القاهرة السفلية، النتيجة كانت مخيبة للآمال، توقفت عن مشروع الإخراج وحاولت الوقوف على مشاكلى وعيوبى كمخرج وعملت على تلافيها بالقراءة والبحث والمشاهدات فى مجالات عدة. لماذا «جلد حى» بالتحديد كان الموضوع الذى جذبك لتقديمه على الشاشة؟ - هناك أسباب عديدة تجمع ما بين الشخصى والفنى، منها أننى كنت طفلا عاملا - عملت فى الإجازات الصيفية كأغلب الأطفال المصريين، أقف بشدة ضد عمالة الأطفال، وما بالك وهم يعملون فى مهنة لاتكتفى بسلب طفولتهم وحسب بل تمنحهم الموت بما يتعرضون إليه من مواد كيميائية سامة. دافع آخر هو الاحتفاء بهؤلاء الأطفال - والناس فى المكان - بوصفهم أبطالاً حقيقيين. لكنهم منسيون ومهمشون خلف سور المدابغ، ويستطيعون رغم الظروف الاقتصادية أن يمارسوا بعضا من إنسانيتهم عبر علاقات الحب والصداقة. ويكمل فوزى صالح قائلا: «جلد حى» أحاول من خلاله فتح طرق جديدة لتمويل مشاريع مشابهة نظرا لما تجده مثل هذه المواضيع من صعوبات إنتاجية، حيث لا تجد مثل هذه الأفلام الحماس من جهات الإنتاج المصرية الممولة للفيلم الوثائقى لأن أغلب هذه الجهات تتبع للحكومة المصرية التى بدورها لا ترغب فى الكشف عن نتاج سياساتها.. كم عدد المهرجانات التى شارك فيها الفيلم وكم جائزة حصل عليها؟ - أربعة مهرجانات حتى الآن هى أبوظبى السينمائى الدولى «أكتوبر 2010» مسابقة آفاق جديدة وفاز بجائزة لجنة التحكيم، ومهرجان دوكيومنترى إيدج بنيوزيلاندا «فبراير 2011» وشارك فى المسابقة الرسمية، مهرجان تطوان الدولى ال17 لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط «مارس 2011» وشارك فى المسابقة الرسمية وفاز بجائزة أفضل عمل أول، مهرجان هوت دوكس بكندا «أبريل 2011» المسابقة الرسمية، واحد من أهم مهرجانات الأفلام الوثائقية بالعالم، والمهرجان الأول والأكبر بأمريكا الشمالية، يحضر عروضه وفعالياته 2000 من صناع الأفلام الوثائقية ومنتجيها وموزعيها. وأعتبر اشتراكى فى المسابقة الرسمية لهذا المهرجان بمثابة جائزة، كما سيشارك الفيلم فى مايو الحالى فى مهرجان دوك فيست بميونخ المسابقة الرسمية. فى رأيك كيف يمكن أن تنتهى أزمة غياب قنوات تليفزيونية تهتم بعرض هذه النوعية من الأفلام الوثائقية، خصوصا أن التليفزيون المصرى يعرض الأفلام الوثائقية ذات الطابع التاريخى التى تتكلم عن متحف أو مسجد؟ - وجهة نظرى فى ذلك هى تغييب هذا النوع الفيلمى عن الجمهور، وبالتالى تحجم عنه أغلب التليفزيونات العربية، علينا أن نخلق ثقافة مشاهدة الفيلم الوثائقى وتذوقه، قد يتم ذلك باهتمام وزارة الثقافة بعرض الأفلام الوثائقية عبر منافذها المتعددة كهيئة قصور الثقافة. ما حكاية عدم إقامة عرض خاص للفيلم فى مركز الإبداع بدار الأوبرا؟ - تقدمت الشركة المنتجة «البطريق للإنتاج الفنى» بطلب إلى صندوق التنمية الثقافية التابع له مركز الإبداع، ومرفق به تصريح الرقابة لعرض الفيلم، لكنهم إلى الآن لم يعطونا إجابة، وبعد 25 يناير ظننت أن الأمور ستتغير وسنجد ترحيباً منهم بعرض الفيلم، ولكن نفس الإجابة من السكرتارية بأن المسئولين فى مهمة عمل، وقد تحدثت مع السيد وزير الثقافة «عماد أبوغازى» وأخبرنى أنه سيعرض الفيلم فى أقرب فرصة.