بعد توقف 19 عامًا أقامت وزارة الثقافة ترينالى الحفر الدولى السادس للطبعة الفنية، وجاء العرض تحت شعار «التواصل وتخطى الحواجز» شاركت فيه 34 دولة، بالإضافة إلى الدولة المضيفة.. وهو حدث مهم يعنى عودة الحياة لفن الجرافيك المصرى الذى عانى على مدار العقدين الأخيرين من الإهمال والنسيان. افتتح الترينالى الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة - وهو الفنان المتخصص فى فن الحفر- ليعكس اهتمام الدولة والوزارة بهذا الفن المصرى الأصيل بحضور د.وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية بقصر الفنون بدار الأوبرا المصرية.
تشكلت لجنة التحكيم من الفنان الكبير «أحمد نوار» رئيسا وعضوية د. أحمد رجب صقر من مصر ومارتا أنا من بولندا ود.أليساندرا أنجلينى من إيطاليا، الناقد راجيش بوند من إنجلترا وهو تشكيل يليق بحجم ومكانة الترينالى الدولى. وتم تكريم 7 من كبار فنانى الحفر المصريين وهم: مجدى قناوى، مجدى عبدالعزيز، مدحت نصر، عوض الشيمى، عبدالوهاب عبدالمحسن، صلاح المليجى، حمدى أبوالمعاطى. وفى لقاء مع د. هانى الأشقر قوميسير الجناح المصرى بالترينالى تحدث ل «صباح الخير» موضحا أهمية عودة الترينالى وأنه من أفضل التريناليهات على مستوى التصنيف العالمى، وباب مفتوح لمشاركة الفنانين المصريين للمشاركة فى المعارض والفعاليات المحلية والعالمية.. وأيضًا أهميته للفنانين العالميين، ويذكر قول الفنان الإيطالى باولو شامبينى بأن الترينالى المصرى «قلب» حياته وأن الدعوات انهالت عليه من مختلف الدول بعد أن شارك فى فعالياته.
وعن توقف الترينالى قال الأشقر: إن فترة توقف الترينالى كانت لها تأثيرات سلبية على فن الحفر.. وبالنسبة إلى هذه الدورة لم تتوقف الجهود من فريق العمل بقطاع الفنون التشكيلية لإخراجه بشكل لائق وحماس الفنانين المصريين للمشاركة بأعمالهم، فالجناح المصرى قدم 76 عملا يليه الجناح البولندى الذى شارك ب31 عملا، وأن مجمل الأعمال المعروضة بالترينالى 415 عملا من 35 دولة مشاركة، وعن جهود القطاع والوزارة فى عودة الترينالى قال: إن متابعة تجهيزات العرض استمرت بشكل مباشر بين رئيس القطاع ووزير الثقافة -على سبيل المثال- تسلم د. وليد قانوش بالتعاون مع وزارة الاتصالات 30 طردا من المطار قبل التحكيم بيوم واحد، تم خلاله تجهيز الأعمال وعمل الإطارات -براويز اللوحات- ولا ننسى جهود د.وائل عبدالصبور القوميسير العام للترينالى الذى لم يحضر الافتتاح لوفاة شقيقه قبلها بيوم واحد، وتمت التجهيزات فى وقت قياسى بمشاركة د.محمد إبراهيم مدير قصر الفنون والكتيبة المساعدة له. وعن الجوائز قال د. هانى الأشقر إن قيمة الجوائز بلغت 6 آلاف دولار، الجائزة الأولى 3000 دولار، فاز بها وايجليش تيبور من بولندا، والثانية للفنان المصرى محمد عطية، والجائزة الثالثة للفنانة ميريانا بيتو - إيطاليا، بالإضافة إلى 10 جوائز شرفية وهدايا تذكارية للفنانين المشاركين. وعن شروط قبول الأعمال بالترينالى قال الأشقر: لم أشارك فى لجنة التحكيم، ولكن من خلال ندوة قدمت بها عدة أبحاث نقدية، وتحدثت بها «مارتا أنا» وهى من أعضاء لجنة التحكيم ورئيس مجلس إدارة مهرجان كاراكوف البولندى لمدة 12 عاما، شرحت معايير اختيار الأعمال وأهمها المضمون الإنسانى والرسائل التى يبعثها الفنان.
- الجائزة الأولى قدم الفنان عمله بعد زيارة لأمريكا وإعادة تصويره للحلم الأمريكى وتصوير البيوت بشكل متهالك، أى أن المضمون هو المعيار الأول وبعد ذلك تأتى أصالة الطبعة واستبعاد «الديجيتال» ووجود بصمة الفنان بالعمل كمعيار ثانٍ. وعن فن الحفر فهو أول وسيلة تواصل فى العالم، فمنذ نشأته بأوروبا وظهور الصورة وتداولها كان أمرا مبهرا وبداية لانتشار فن الجرافيك وتطوره بعد ذلك من القيمة الوظيفية إلى القيمة الفنية وأهمية هذا الفن إنه مهما تطورت التكنولوجيا يتطور فن الجرافيك معها، بل يطوعه ويصهر داخله أى تطور وتعامل أغلب الفنانين مع الماكينات الحديثة مع إظهار البصمة الذاتية للعمل. وعن كثرة عدد المشاركين بالجناح المصرى أوضح هانى الأشقر أنه رغم اعتراض البعض على ذلك، فإن الترينالى مصرى الهوية وأن الفنانين المصريين أظهروا مهارة وبراعة فى أعمالهم رغم قصر مدة تنفيذها.