نبتة مصرية خالصة.. يعيش قرب الأرض الطيبة.. يدرك ماهيتها ويعلى قيمتها.. لتبوح بأسرار مكنوناتها.. ليتجلى فى لوحاته سحر الأرض.. الأمكنة، الشجر، والطين والنبات. الفنان الكبير عبدالوهاب عبدالمحسن، ومسيرة فنية ممتدة تنوعت بين الحفر والرسم والتصوير والنحت، وصاحب وجهة نظر فنية خاصة أثرت تجربته الفنية، وصاحب مؤسسة عبدالوهاب عبدالمحسن للثقافة والفنون، وأهم أنشطتها ملتقى البرلس الدولى وما يتميز به من تفاعل إيجابى من أهالى مدينة برج البرلس. وهو من أبرز الفنانين المكرمين فى ترينالى الحفر الدولى السادس والمقام حاليا بالقاهرة وأخيرا تضمينه فى القائمة القصيرة لجوائز الدولة وكان لرأيه فى الترينالى وفن الحفر بشكل عام أهمية كبيرة، وفى حوار خاص ل «صباح الخير» قال لنا: «عودة ترينالى الحفر الدولى حدث مهم يعد من أهم مجالات الفن التشكيلى، فالحفر أو الطبعة الفنية تواكب التطور وإهمالنا له 19 عاما ساعد على هبوط مستواه».
فلدينا 6 كليات فنون لا تخرج فنانى حفر لسبب بسيط هو اتجاه الطلبة لأعمال أخرى كالنحت والتصوير وهى مجالات آمنة فى التسويق حتى ميزانية الاقتناء فى قطاع الفنون لا تعطى أهمية لمجالات الجرافيك أو أهمية أقل من غيرها وهو ما يؤثر على الاستمرار فى المجال، وبالتالى وجود الترينالى والمعارض النوعية تشجع الفنانين للعمل، فمصر رائدة فى هذا المجال وتراجعت كثيرا بعد هذه المدة من التوقف ورجوعه مكسب كبير يجب أن نشكر الذين اهتموا بعودته بداية من الوزير د. أحمد فؤاد هنو ود. وليد قانوش وزملائه الذين أنجزوا هذا العمل رغم قصر المدة التى جهزوا فيها للترينالى. مصر لا يجب أن تتخلى عن ريادتها فى مجالات الفنون والوزير متحمس جدا لعودة الترينالى وذلك يحسب له، فمن يرد إقامة نشاط ثقافى أو فنى أن يأخذ قرارا بذلك والجمهور بحكم فطرته يبدع.. كنت مسئولا فى الهيئة عن الفنون كنا ننتج فنيا فى أى مكان. فمثلا ملتقى البرلس كان الفنانون من 22 دولة سعداء بوجودهم فى الشارع وسط الناس وتجاوبهم مع الفنون وإحساسهم الفطرى بالجمال. سألنا د.عبدالوهاب عن كيفية وصول الفن إلى الجماهير، فقال: - يجب دعم الفن، فالمؤسسات يجب أن تقتنى الأعمال بدلاً من استيراد أعمال فنية من الصين، فالمؤسسات الحكومية بكل أسف تحتفظ بمستنسخات فقط بلا أى قيمة فنية. لوحة الجرافيك - على الأقل - تعتبر أصولا ثابتة تزيد قيمتها مع الزمن، وفى الوقت نفسه تدعم الفنانين فالخامات مستوردة ومبالغ في أسعارها، مما يدفع الفنان للتوقف إذا لم يجد مردودًا لأعماله. ■ ماذا عن الجناح المصرى بالترينالى؟ - بكل أسف، جناح مصر فى هذه الدورة لا يتناسب مع تاريخ الحفر فى مصر والذى يمتد لأكثر من مائة عام، فمعظم المشاركين به شباب صغير ليس لديه الخبرة الكافية، ومع ذلك نشكرهم على تواجدهم بالترينالى، فالفنان المصرى يتكلف كثيرا من الأموال، بالإضافة للخامات والأحبار، تكلفة إطار العمل فقط باهظة جدا وذلك صعب جدا على الفنانين الشباب. ■ ماذا عن التكريم؟ - التكريم لأى فنان هو شىء عظيم وجميل. ....................................................... يوجد عوار فى التكريم هذا العام، فكان يجب تكريم اثنين فقط وإعطاء الفرصة لرفع مستوى الجناح المصرى بمشاركة باقى الفنانين الكبار ولنا أن نتخيل وجود كل هؤلاء الفنانين مثل د.مجدى قناوى ومجدى عبدالعزيز وعوض الشيمى فى المسابقة الرسمية فالمكسب سيكون مزدوجا، كانوا سينجزون العمل فمعظمهم لا يقدم أعمالا حديثة ومن شروط المسابقة أن يتقدم الفنان بأعمال حديثة، ومن جانب آخر فمشاركتهم فى المسابقة الرسمية ترفع من قيمة الأعمال فى الجناح المصرى.