ما زال الشعب الفلسطينى، يعانى من تداعيات مئات الغارات والقصف الإسرائيلى «جويًا وبريًا» على قطاع غزة، وارتكابه مجازر دامية ضد المدنيين الفلسطينيين، للشهر السابع على التوالى، مع استمرار الوضع الإنسانى الكارثى نتيجة للحصار، مما أدى إلى نزوح أكثر من 90 % من السكان، واستشهاد نحو 35 ألف فلسطينى، بالإضافة إلى إصابة الآلاف منذ بدء العدوان الإسرائيلى فى أكتوبر الماضى، فيما تدمرت مجمعات سكنية بالكامل، ضمن سياسة التدمير الشاملة التى ينتهجها الاحتلال، ولا يزال آلاف الشهداء والجرحى لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض، بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية. وعلى الرغم من العدوان الإسرائيلى المستمر على الفلسطينيين، إلا أن مصر لا تدخر جهدًا على المستوى الدولى لوقف العدوان، حيث أكد سامح شكرى، وزير الخارجية، رفض مصر القاطع لسياسة ليّ الحقائق والتنصل من المسئولية التى يتبعها الجانب الإسرائيلى، مشددًا على أن إسرائيل المسئولة الوحيدة عن الكارثة الإنسانية التى يواجهها الفلسطينيون فى قطاع غزة. وأشار وزير الخارجية، إلى أن السبب الرئيسى فى عدم القدرة على إدخال المساعدات من معبر رفح، هو سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطينى من المعبر، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة فى محيط المعبر، وما يؤدى إلى تعريض حياة العاملين فى مجال الإغاثة وسائقى الشاحنات لمخاطر محدقة. واستنكر «شكرى» بشدة محاولات الجانب الإسرائيلى اليائسة تحميل مصر المسئولية عن الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التى يواجهها قطاع غزة، التى هى نتاج مباشر للاعتداءات الإسرائيلية العشوائية ضد الفلسطينيين لأكثر من سبعة أشهر، وراح ضحيتها أكثر من 35 ألف مواطن، أغلبهم من النساء والأطفال، مطالبًا إسرائيل بالاضطلاع بمسئوليتها القانونية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، من خلال السماح بدخول المساعدات عبر المنافذ البرية التى تقع تحت سيطرتها. فى ذات السياق، بحث وزير الخارجية، مختلف أبعاد الأزمة الإنسانية التى يشهدها القطاع، مع سيجريد كاخ، كبيرة منسقى الأممالمتحدة للشئون الإنسانية وإعادة الإعمار فى قطاع غزة، كما استمع لتقييم المسئولة الأممية للوضع الراهن بشأن عمل الآلية الأممية المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2720» لتسهيل وتنسيق ومراقبة عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، حيث أكدا على ضرورة توفير الظروف الآمنة لدخول المساعدات من معبر رفح، وإنهاء العمليات العسكرية فى محيطه، وتم التشديد على ضرورة توفير المناخ الآمن للعاملين بالمجال الإنسانى لاستلام وتوزيع المساعدات الإنسانية لسكان القطاع. وشدد «شكرى»، على ضرورة امتثال إسرائيل لالتزاماتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، من خلال فتح جميع المعابر البرية بين إسرائيل والقطاع، وتحقيق النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والإغاثية وبشكل آمن ودون عوائق إلى قطاع غزة، مؤكدًا أهمية قيام إسرائيل باحترام وحماية العاملين فى المجال الإنسانى، وعدم استهداف مقرات وكالات الإغاثة الدولية، فضلاً عن ضمان وصول وحرية تنقل أطقم الإغاثة فى قطاع غزة.