ليست كل الأمثلة التى ورثناها من أجدادنا محل ثقة - مع مرور الزمن اكتشفنا أن هناك أمثلة أصبح لا محل لها من الإعراب وغير قابلة للتطبيق، مثل «القرعة بتتباهى بشعر بنت أختها»، والآن القرعة ممكن تنزل أردأ محل فى الموسكى وتتباهى « بالبروكة» و«الشواتير»، ومش محتاجة شعر بنت أختها! ومن قال «إيش تعمل الماشطة فى الوش العكر»، أظن أنه لم يشاهد صفحات «الميكب ارتست» على الانستجرام، لأن أغلب «الميكب أرتست» الآن أصبحوا قادرين على تغيير ملامح الوش ولا أجدعها «عملية تجميل»، وأصبحت الآن «الميكب أرتست» من أهم أولويات العروسة، وأصبحت العرائس فى بحث ومقارنات، ويقيمن أناء الليل وأطراف النهار على صفحات «الانستجرام والفيسبوك» بحثًا عن أفضل ميكب أرتست مهما بلغ وارتفع سعرها.وبدون ذكر أسماء هناك ميكب أرتست سعرها يصل إلى 25 ألف جنيه وأكثر، ولدى قناعة تامة بأننى إذا ذهبت لها، سأتحول كليا، فهى ليست قادرة على وضع ميكب عادى، أو خدعات بالميكب كأنها عملية تجميل وإنما عملية تحول جنسى، «هدخل عندها عتريس، أطلع لميس» ومن المؤكد أن كل عروسة فى ليلة العمر والأحلام تريد أن تظهر بأفضل صورة وأجمل شكل، ولكن للجودة سعر، وقد تحدث العديد من المشاكل مع العريس للاتفاق على سعر الميكب أرتست، والعروسة تستطيع التنازل عن كل شيء إلا الميكب أرتست التى تخيلت نفسها خارجة متشطبة من تحت إيدها، ممكن تستغنى عن الكوشة نفسها وتفضل واقفة زى الخيل، ولا أن تتنازل عن ميكب أرتست محددة أرادت أن تسلم لها وشها ومالها ومحتالها - معرفش محتالها ده هو ايه- ولكن هتسلمه ليها عن طواعية، وقياسا على المثل القائل «اطبخى يا جارية كلف يا سيدى»، فى ليلة الزفاف «شطبى وشك يا عروسه وادفع يا سيدى!!»، وكل عريس وفقًا لما سيدفعه سياخذ خدمة تشطيب وش العروسة من نص تشطيب، لوكس إلى سوبر لوكس وديلوكس .. ولكن إجمالا مفيش عريس هياخد وش عروسته ع المحارة يوم فرحها، كل العرائس لا بد أن تضع ميكب،وكل ميكب أرتست لها سعرها، وتختلف الأسعار طبقا لمعايير عديدة، فمثلا اللى بتستخدم البودرة المائية فى الوش، وتطلع العروسة زى اللى «دافسة» وشها فى الدقيق لن يتساوى سعرها مع ميكب أرتيست تستخدم كل أدواتها من ماركات فرنسية أو ماركات عالمية، بالإضاقة إلى مش كل من مسك «إيلينر» بقت ميكب أرتست، وهنا أتحدث عن الفرق بين الميكب أرتست نفسها بعيدا عن الخامات المستخدمة، هناك ميكب أرتست اتعلمت على وش أختها وبنت خالتها ولديها هواية وضع الميكب، دون أى دراسة أو كورسات أو شهادات، وأخرى اشتركت فى دورات تجميل فى لبنان ودبى، فتعلمت كيفية نحت الوجه بأدوات التجميل، وتكبير الشفايف بدون فيلر، وغيرها من خدع أدوات المكياج..ومن الطبيعى أن كافة السيدات يبحثن عن الجمال والتألق فى أيامهن العادية، فما بالك فى يوم زفافهن؟ ولست ضد الميكب، ولكن ضد فكرة تزييف الجمال الحقيقى، فلكل منا جماله الخاص، وأغلب الميكب أرتست يقمن بصنع نسخ، كأننا خارجين من مصنع باربى، لا بد أن تراعى الفتاة أن تظهر ملامحها ولا تطلب تغييرها أو طمس ملامحها، وأرى أن الميكب أرتست الشاطرة هى التى تحافظ على شكل العروسة، وتعرف كيف تبرز جمالها بدون إخفاء ملامحها الأصلية، الأغلب ينبهرون بالميكب أرتيست التى تقوم بتصوير وجه العروسة قبل وضع الميكب وبعده وتكون نتيجة مذهلة، بالفعل تشعر أنها دخلت بشكل، وخرجت بشكل آخر تماما لا يمت لملامحها الأصلية، اتمكيجوا، واتبسطوا بيومكم،ولكن بصورة غير مبالغ فيها ماديا أو تجميليا، وحافظوا على جمالكم الداخلى، لأن الميكب مدته 24 ساعه وبيروح أما الباقى حلاوة الروح.