على مدار العام 2022، واصلت المهرجانات الفنية المصرية محاولات الحفاظ على دورها كحلقة وصْل لتبادُل الثقافات من بين إنتاجات البِلْدان المختلفة المشاركة ضمْن فعالياتها، بجانب متابعة التغييرات التقنية والضمنية فى صناعة الأفلام أو المسلسلات، من حيث الموضوعات المتناوَلة ومناقشة آليات تنفيذ السرد البصرى المعاصر. توابع عالمية وسط عام سينمائى صعب للغاية، فوجئ محبو الفن السابع فى يونيو الماضى، بالإعلان عن إلغاء الدورة السادسة لمهرجان الجونة السينمائى لعام 2022؛ والتى كان من المزمع عقدها فى منتصف شهر أكتوبر الماضى. بحسب البيان الرسمى للإدارة آنذاك، جاء قرار تأجيل الدورة نتيجة للتحديات والظروف العالمية التى تحول دون خروجه بالصبغة العالمية والإقليمية التى تطمح اللجنة المنظمة للمهرجان فى وجودها ليستكمل دوره الحقيقى كمنصة فنية وثقافية مهمة، واعدة أن تكون الدورة المقبلة انعكاسًا قويًا لرسالة مهرجان الجونة السينمائى منذ انطلاقه عام 2017. وشهد مهرجان القاهرة السنيمائى عودة الفنان حسين فهمى رئيسا له بعد غياب عدة سنوات. على غرار التوجهات المخيبة للتوقعات، طالت مهرجان الإسكندرية السينمائى عدة انتقادات إدارية وتنظيمية من قِبَل الحضور؛ أبرزها حالة الجدل حول صدور قائمة «أفضل 100 فيلم كوميدى» بتاريخ السينما المصرية؛ ووصفها ب «غير الموفقة» لعدم جودتها أو لاحتوائها أفلامًا شهيرة بعيدة عن الكوميديا. كذلك استياء «سارة» حفيدة الفنان إسماعيل يس؛ بسبب عدم توجيه إدارة المهرجان بقيادة رئيسه الناقد الأمير أباظة، دعوة لها أو أى من أفراد أسرتها للحضور بعدما اختص النجم الكبير بالتكريم هذا العام بمناسبة مرور 50 عامًا على وفاته. هذا بالإضافة لأخطاء بوستر الدورة ال 38 الكاريكاتيرى، فيما يخص كتابة التفاصيل الرئيسية المُعرفة بالدورة كموعد إقامتها بمطلع أكتوبر الماضى فى الفترة من 5 حتى اليوم العاشر من الشهر نفسه، وهو الأمر الذى تداركته الإدارة عقب إثارة الجدل.
مهرجان الدراما أضاف زخما كبيرا للحركة الفنية
إنجازات فنية بينما دورات المهرجانات التالية «أسوان لأفلام المرأة (6)» (من 23 إلى 28 فبراير)، و«الأقصر الإفريقى (11)» (من 4 إلى 10 مارس)، و«الإسماعيلية للأفلام التسجيلية (23)» (من 17 إلى 23 مارس)، استطاعت تلبية احتياجات رواد هذه المهرجانات النوعية المتخصّصة. التنوع فى برامج الأفلام والتكريمات وفرص الحلقات النقاشية الثرية، أعطت فعالياتها بريقًا طاغيًا على أى من الأزمات التى تم تداركها قبل تفاقمها وقتذاك؛ أبرزها طريقة اختيار كمال عبدالعزيز بديلاً ل إبراهيم عيسى كرئيس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم المصرى قبل إطلاق مهرجان أسوان بساعات استجابة لصوت الجماهير. على صعيد آخر؛ نجاح كبير حققته إدارة مهرجان القاهرة للدراما والقائمين على دورته الأولى خلال سبتمبر الماضى، برئاسة الفنان الكبير يحيى الفخرانى، الرئيس التنفيذى للمهرجان، وسط حضور ضخم لكبار النجوم دعمًا للإنتاج الدرامى ورؤية مصر تجاه الاهتمام بالفنون والثقافة كإحدى ركائز القوى الناعمة. وفى 2023 تنتظر هذه المهرجانات الفنية العريقة تحديات جديدة ما بين تطلعات التغيير ومواكبة التطورات المعاصرة؛ بجانب طموحات مثيلاتها الوليدة؛ مثل مهرجان «السينما العربية» المزمع إقامته برئاسة الكاتب الصحفى أيمن الحكيم بمدينة شرم الشيخ، و«الغردقة الدولى لسينما الشباب» برئاسة الكاتب والسيناريست محمد الباسوسى فى شهر سبتمبر المقبل.