يعنى إيه أنفلونسر؟! ما القيمة المضافة التى يضيفها مشاهير الفيس بوك وتويتر لأجيال جديدة تتابعهم وتتأثر بهم وتصدقهم «عميانى»؟! لا شك أن «الأنفلونسر» على مواقع التواصل أصبح بؤرة تأثير لها صدى ودوى لا يمكن لأحد إنكارها. لمجرد أن له آلاف وملايين المتابعين.. لكن هنا مهم التساؤل: هل تكفى أعداد المتابعين كى يدخل «أنفلونسر» من أوسع أبواب القدوة والمصداقية على أجيال جديدة تحولت لديها مواقع التواصل إلى أدوات خطيرة وجيدة.. وتحول لديها الأنفلونسر إلى نموذج وقدوة بلا سبب؟! السؤال هنا: إذا كان هناك من يتأثر من بلوجر استغله بعضهم فى الإعلان والترويج ألا يجب أن تكون التخوفات من احتمالات استغلال الأنفلونسر أشياء أخرى وجيهة؟! يتابع الآلاف؛ بل الملايين من الشباب والمراهقين حسابات «البلوجر» أو «الإنفلونسر» عبر موقع التواصل الاجتماعى الإنستجرام، يقرأون منشوراتهم ويراقبون تفاصيل يومهم عبر خاصية الاستورى بداية من استيقاظهم من على السرير مرورًا بتناول الفطور وحتى اختيارات الملابس والمكياج وتنسيق ديكور البيت وغيرها من التفاصيل التى يعيشها كل شخص فى حياته اليومية.، لكن تفاصيل حياة الأنفلونسر أصبحت مثار شغف تمامًا كما أصبحت آراء الأنفلونسر فى قضايا مختلفة محل تصديق! ورغبة من هؤلاء «البلوجرز» فى تحقيق أرباح من صفحاتهم على مواقع التواصل المختلفة اتخذ الكثيرون منهم دور «الموديل» للترويج والإعلان عن منتجات بعينها ومطالبة متابعيهم بتجربتها للاستفادة من الخصم، وفى حالة الشراء من أحد المواقع الإلكترونية يكون هناك كود معين للخصم يستغل منها الأنفلونسر ؟؟؟ بين الشباب والثقة فيه فى الترويج له. لما زاد الموضوع وتشعب وتزايدت مكاسب الأنفلونسر، بدأت تنقسم اهتمامات البلوجر، فمنهم الفاشون بلوجر، وكل منشوراتهم متعلقة بالجديد فى الموضة والأزياء والديكور، بالإضافة إلى الترويج للكثير من منتجات العناية بالبشرة والعطور التى يحصلون عليها كهدايا من البراندت العالمية. النوع الثانى االأكثر رواجًا الآن هم الفوود بلوجر، وهؤلاء من محبى وعشاق الطعام يظهرون فى فيديوهات طبخ لأفضل وأغرب الأكلات، والمنتجات التى يعلنون عنها لها علاقة بماركات الطعام المختلفة، وفى بعض الأحيان ينقلون تجاربهم عن أشهر وأفخم المطاعم فى مصر. مؤخرا ظهر نوع جديد وهم الماميز بلوجر، مجموعة من السيدات اللاتى ينقلن خبراتهن فى تجربة الأمومة، وأغلب نصائحهن لا تكون علاقة لها بالتربية أو صحة الطفل بل طريقة تنسيق ملابس الأطفال وأشهر ماركات الكريمات والشامبوهات وغيرها، وهؤلاء السيدات تم استغلالهن فى الإعلانات عن بعض ستورز الألعاب على الإنترنت. كان متابعو «البلوجرز» يظنون أن ظهورهم للتحدث عن هذه المنتجات يكون بناء عن تجربة شخصية، لكن حقيقة الأمر أن هذه طبيعة عملهم فهم يحصلون على مبالغ كبيرة مقابل إقناع متابعيهم، وهو الأمر الذى كشف عنه عدد من المواقع وكذلك عدد من متابعى هؤلاء «البلوجرز». أحد الشباب كشف عن تجربته مع حساب البلوجر عمرو راضى الذى يتابعه أكثر من 2.5 ملايين شخص على «الانستجرام»، حيث طلب من صاحب الحساب الإعلان عن منتج جديد؛ لكنه فوجئ أن سعر الإعلان 120 ألف جنيه شاملًا فيديو وبوست وستورى،أما الباكيدج الأقل فسعرها 60 ألف جنيه وتشمل بوست وستورى فقط. و«البلوجر» مروة حسن كانت قد أعلنت عن منتج لفقدان الوزن، وكعادتها قدمت لمتابعيها عرضًا للمنتج الذى تعلن عنه باعتباره به الكثير من المميزات وأنه الأفضل فاعلية، مؤكدة أنه عامل أساسى فى المساعدة على فقدان الوزن دون مشاكل أو مضاعفات. أشهر قليلة واضطرت مروة لاستورى تحذر فيها من شراء المنتج بعدما تلقت الكثير من الرسائل التى تؤكد التأثير السلبى على الصحة، وقالت خلال هذه الاستورى القصيرة مقارنة بحجم استورى الترويج للمنتج إنها لم تستخدم هذا الدواء بنفسها لأنها لا تعانى من وزن زائد لكنها اعتمدت على كلام الشركة والمعلومات الطبية التى أخبروها بها. التجربة الثانية كانت للبلوجر «ساندرا قدرى» التى تجاوز حسابها نصف مليون متابع، حيث أعلنت عن حساب يبيع ملابس بخامات مميزة وقامت بتصوير الهدايا التى حصلت عليها من الحساب ونسقتها بأكثر من طريقة لتشجع البنات على شرائها، مما شجع على الإقبال على هذه الملابس، إلا أنها فوجئت بعد فترة بالكثير من الرسائل والتعليقات السلبية، وردت ساندرا بفيديو عبر استورى تؤكد أن الملابس التى حصلت عليها ذات جودة عالية وأنها غير مسئولة عن المشاكل التى واجهت من تعاملن مع هذا الاكونت!! أستاذ علم الاجتماع - أسماء الفخرانى - علقت على موضة البلوجرز، مؤكدة أن هذه الفئة من الشباب تمثل خطرًا كبيرًا على المجتمع المصرى،فهى تسببت فى نشأة مجتمع استهلاكى من الطراز الأول خاصة بين جيل المراهقين وشباب الجامعات. وفيما يرى خبراء أن سهولة استغلال الأنفلونسر فى الدعاية يشير إلى احتمالات أخرى لإمكانية استغلالهم فى دس السم فى العسل فى أوساط الشباب، باعتبارهم غير مؤهلين لقيادة الرأى العام. فإن الدكتور أسماء الفخرانى من جانبها تحذر وهى تشير إلى أن كل متابعى البلوجرز يقلدونهم بشكل أو بآخر، فى طريقة الاحتفال بأعياد الميلاد ومستوى المطاعم الفاخرة فى المدن الجديدة يضطر الكثير من الجيل الصغير لادخار أموالهم من أجل خروجة واحدة يلتقطون فيها صورة مثل التى ظهرت بها واحدة من هؤلاء البلوجرز. وتابعت: « البيبى شاور وجلسات التصوير وغيرها من «التقاليع» لم تنتشر فى مصر بهذه الطريقة إلا بعد ترويج البلوجرز لها على أنها واحدة من أساسيات الاحتفال والفرحة». من جانبها ترى أستاذ الصحافة دكتور ليلى عبد المجيد أن زيادة عدد متابعى هؤلاء الشباب هى السبب وراء اعتقادهم أنهم قادة رأى ونجوم على مواقع التواصل الاجتماعى، مؤكدة أنه يجب عدم الانجراف وراء هذه الشهرة الزائفة لأنهم غير متخصصين فى أى مجال التى يتحدثون عنه سواء فى الموضة والأزياء، وهم بالتالى غير أكفاء لتوجيه نصائح فى الحياة، مشيرة إلى أن إرسال المشاكل الأسرية أو العاطفية للبلوجرز وانتظار نصائحهم تصرف خاطئ لأن هذه المشاكل بحاجة إلى متخصص وليس حلولًا بناء عن تجارب شخصية من مجموعة شباب قليلى الخبرة. 2 3