بات مصطلح «الانفلونسر» مصطلحًا دارجًا على أسماع كثيرين من المهتمين بعالم ال«سوشيال ميديا»، فقد أخذ وانتشر بشكل كبير فى الآونة الأخيرة. و«الانفلونسر»، هو ذلك الشخص الذى يلمع نجمه على مواقع التواصل الاجتماعى ويصبح له تأثير بفضل ما ينشره من محتوى للأشخاص الذين يتابعونه، وأصبح البعض يستغل «التريند» ويطور من أدائه على مواقع التواصل من خلال المحتوى المختلف والمثير الذى يقدمه لضمان متابعته من جانب كثيرين، ومن ثم التحول مع مرور الوقت ل«انفلونسر»، ومن ثم أصبحت هناك أسماء بعينها تمتهن تلك الوظيفة، سواء عالميًا أو عربيًا. كشفت دراسة أعدتها «UK Bloggers» لعام 2019، أن الانفلونسر يتقاضى ما بين 100 و1000 إسترلينى بناء على عدد متابعيه والمنتجات التى يروج لها، وأظهر فى الوقت نفسه بحث أجرته جامعة كانتربرى كريست تشيرش، أن الموضوع لا يقتصر على الأشياء المرحة والألعاب فحسب، بل يفرض على الناشطين عبر إنستجرام مثلاً أن ينشروا ما يصل إلى 3 تدوينات أصلية (غير منقولة) كل يوم، ما يعنى أنهم مطالبون بقدر كبير من التخطيط والاستعانة بالاستراتيجيات الفعالة التى تضمن لهم الوصول لغايتهم. منذ عام تقريبًا خضت تجربة، تيقنت منذ اللحظة الأولى أنها ستكون مادة صحفية وبدأت عندما عرض علىَّ صديق فرصة عمل تابعة لإحدى القنوات الفضائية المعروفة براتب مجزٍ للغاية وبالفعل تواصلت مع مسئول العمل هناك وتم قبولى وعملت فى المقر ليومين فقط. 6000 جنيه شهريًا فى 8 ساعات عمل طبيعة العمل كانت عبارة عن مكتب به عشرة أفراد فى «الشيفت» الواحد تقتصر مهام كل منهم على زيادة عدد متابعى حسابات أحد الرموز المعروفة فى دولة عربية، فبمجرد أن يقوم الرجل -الشخصية المرصود- بكتابة تويتة يبدأ هنا عملنا حيث يملك الموظف الواحد ما يزيد على 60 أكونت على تويتر يتم تسجيلها بأرقام موبايلات تأتى بها الشركة التابعة للقناة، ومن ثم يرد من خلال كل أكونت على المنشور وطبعًا بشكل إيجابى تمامًا والعكس يحدث مع شخصية أخرى. وبالسؤال علمت أنه أمر متبع، بتواصل بعض الشخصيات المرموقة مع شركات دعاية وإعلان يطلبون من خلالها أن يتم الترويج مدفوع الأجر لشخصيات بعينها سواء ترويجًا إيجابيًا أو سلبيًا على السوشيال ميديا، فالأمر كان يتكرر على كل منصات التواصل الاجتماعى، وذلك مقابل مبالغ طائلة يصل راتبنا كموظفين فيها إلى 6 آلاف جنيه فى 8 ساعات عمل. فى هذه المنطقة من العالم الافتراضى المتماس مع الواقع تفاصيل كثيرة تغيب عن أذهان الكثيرين وتستحق تسليط الضوء على طبيعة هذا النوع من النشاط، الأمر جعلنا نبحث عن عالم الأكونتات المزيفة وكيف يستفيد منها الكثيرون ويربحون من خلالها الملايين. مكسب ب الفهلوة وتشغيل المخ فى «روزاليوسف» تحاورنا مع أحد الشباب يملك شركة تعتمد فى الأساس على المبيعات فى المواسم والمناسبات المختلفة، لمعرفة كيف استفاد من أمور مشابهة فقال محمود-اسم مستعار- إن الكثيرين من المعروفين باسم «الانفلونسرinfluencer» أى مشاهير السوشيال ميديا يعتمدون بشكل أساسى فى دخلهم على عدد المتابعين لهم الذين وصلوا إليهم أيضًا بطرق تعتمد على الفهلوة وتشغيل الدماغ على حد وصفه. «الانفلونسر» مصطلح جديد ولقب غريب، أنتجته السوشيال ميديا، يُطلق على الأشخاص أصحاب التأثير على عدد كبير من الناس على وسائل التواصل الاجتماعى، ولمن يحظى بعدد كبير من المتابعين على إحدى منصات التواصل الاجتماعى، أو جميعها، ولمن تحظى آراؤهم والصور ومقاطع الفيديو التى ينشرونها بانتشار واسع على المنصات المختلفة. يقومون بعمل مسابقات مختلفة بين المتابعين مع بداية المواسم للأماكن والشركات التى تعتمد على مبيعات المواسم، وكان آخرها فى موسم المولد النبوى الشريف، يقومون بعمل أكونت على فيس بوك وانستجرام يضيف منظم المسابقة على هذا الأكونت أكونتات الشخصية لأصحاب الشركات المشتركة فى المسابقة فقط، ومن ثم يطلب من المتابعين على السوشيال ميديا عمل فولو لأكونتات الموجودة على الأكونت الجديد مقابل الفوز بأحدث طراز من التليفون المحمول ماركة «أيفون 8». يضيف، هذا الأمر يكلفنى 10 آلاف جنيه ويكلف كل أصحاب الشركات مثلها، يحصل عليه الشخصية المشهورة ويتم بالفعل فوز واحد فقط بالموبايل ثمنه لا يتجاوز 10 آلاف جنيه، موضحًا أنه كمالك عمل يستفيد من هذا الأمر كثيرًا لأنه كلما زاد عدد متابعيه على السوشيال ميديا زاد من مصداقيته، ما ينعكس على مبيعات شركاته وهذا فقط هو سبب المشاركة والناتج الذى يحصل عليه كل المشتركين من أصحاب الأعمال. يؤكد محمود، أن الأمر ينجح ويتم بطرق مختلفة كل موسم حتى لا يشك المتابعون فى شىء وأنا كصاحب عمل هذا الأمر بالنسبة لى أسهل وأضمن من عمل إعلان على بوست فى صفحة الشركة قد يصيب أو لا يصيب ولا يصل فى النهاية إلى كل هؤلاء الأشخاص الذين أحصل عليهم من المسابقات الشبيهة. حروب المسابقات الوهمية بعد الحديث مع محمود، اكتشفنا أن هناك حربًا قائمة بين عدد من مشاهير السوشيال ميديا فيما يخص المسابقات التى تتم عبر انستجرام والذى قرر واحد من بين هؤلاء يدعى «بلال عزت» كشف حقيقة نصب عدد من المشاهير على السوشيال ميديا للجمهور، فأخرج مقطعى فيديو يشرح فيهما ماذا يجرى. أوضح بلال من خلال الفيديو أن عددًا لا بئس به من مشاهير انستجرام يقومون بشراء متابعات وهمية من إحدى شركات متخصصة فى هذا الأمر، الحساب الواحد «الأكونت» الزائف تكلفته 50 جنيهًا، أى ال600 حساب وهمى لا تتعدى ال 6 آلاف جنيه ومقابل ذلك يظل هؤلاء اليوتيوبر والانفلونسر نجوم السوشيال ميديا، فضلًا عن أن المسابقات التى يدعون عملها على انستجرام والشبيهة بما سبق ذكره، أى عمل فولو ل90 حسابا محددة على انستجرام ويتم اختيار الفائزين وعددهم 5 عشوائيين يحصلون على أيفون 11، وهنا يدفع كل من الذين قبلوا دخول المسابقة مبلغ 200 جنيه فقط ليشاركوا فى السحب. 600 ألف جنيه من مسابقة واحدة أوضح بلال، أن عددًا من المشتركين يقيمون مسابقات وهمية وصل دخل بعضهم منها إلى 600 ألف جنيه يحصل عليها اليوتيوبر وفى الأغلب يتم اختيار أحد الفائزين يكون من بين أصدقاء اليوتيوبر ولا يحصل أحد من المتابعين الحقيقيين على شىء، ودليل على ذلك هو خروج عدد كبير من الشباب المشاركين فى المسابقات والذين أعلن عن فوزهم فيما بعد، ينفون حصولهم على أى شىء من هذا. أحد الانفلونسر-فضل عدم ذكر اسمه- أكد أن الشخص المالك لمليون متابع أو أكثر على الانستجرام، يتواصل معه عدد ما يقرب من مائة فرد يطلبون منه زيادة عدد المتابعين على صفحته الشخصية على انستجرام ويكون مقابل ذلك تسعيرة ما بين 10 و15 ألفًا، لافتًا أنه بيزنس سائد على السوشيال ميديا وهو دخل أساسى يعتمد عليه هؤلاء مشاهير السوشيال ميديا، ونحن نعلم الأمر ولكننا نرفض تمامًا الدخول مثل هذه المسابقات. بعيدا عن الاستخدام الموجه سياسيًا لتلك الشركات وهؤلاء الاشخاص لصالح تيار سياسى أو فكرى معين، فإن فيس بوك وانستجرام أصبحتا فرس رهان لمن يريد ركوب موجة الأموال، أى أن السوشيال ميديا باتت الفرخة التى تبيض ذهبا لصاحبها، وذلك بعد أن يمر هؤلاء بالخطوة الأولى على منصة اليوتيوب ويصبحون «يوتيوبر» ويحققون دخلاً شهريًا بحد أدنى 20 ألف دولار، وقد يصل إلى 312 ألف دولار شهريًا بحسب موقع «socialblade».