لإيمانه بأن مصر لا بُدَّ أن تكون رائدة فى جميع المجالات، وجَّه الرئيسُ عبدالفتاح السيسى مؤخرًا، بإعادة صدارة مصر عربيّا وعالميّا فى مجال تربية وسباقات الخيول العربية الأصيلة، عبر تدشين مشروع «مرابط مصر» على أن تكون محطة الزهراء بما تملكه من إمكانيات نواة لهذا المشروع. «مرابط مصر» هو مشروع عالمى سيضم كل الأنشطة المتعلقة بالخيول، سواء بالتربية والإنتاج أو البيع بالمزاد، أو عبر الأنشطة السياحية، إضافة لسباقات الخيل والرياضات المصاحبة لهذا المجال. ينفذ المشروع على مساحة خضراء ستكون الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط، وبالشراكة مع أعرق الخبرات الدولية والمحلية، وبالتعاون مع أكبر المطورين العالميين لتعزيز عوامل النجاح والاستمرارية. توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى الخاصة بهذا المشروع كانت واضحة بالعمل على الانتهاء من الدراسة التنفيذية الدقيقة للمشروع، لمَا له من قيمة مضافة ومردود ثقافى وحضارى وسياحى، وأن تكون مزرعة «الزهراء» العريقة للخيول العربية الأصيلة - التابعة لوزارة الزراعة - هى النواة الرئيسية للمشروع بعد تطويرها، لامتلاكها أنقى السلالات على مستوى العالم. وليد جمال مدرب خيول بإحدى المزارع الخاصة قال إنه وفقًا للمعلومات المتاحه فإن هناك شركة عربية سوف تساهم فى إنجاز المشروع، مؤكدًا أن محطة الزهراء سيتم تطويرها لتكون على مستوى رائع خلال 3 سنوات، موضحًا أن مربى الخيول ستتاح لهم فرصة الحصول على قطعة أرض فى العاصمة الإدارية أو مدينة 6 أكتوبر لإنشاء مزارع عليها. وتابع: «سيكون هناك بروتوكول مشترك مع إحدى الدول العربية لتبادُل وتصدير الخيول وإقامة المهرجانات، وبعد الانتهاء من محطة الزهراء الجديدة سوف يُقام مهرجان عالمى يشمل دول الخليج وأوروبا؛ وبالتالى سوف تحدث انتعاشة للاقتصاد والسياحة بمصر». مدير محطة الزهراء للخيول التابعة لوزارة الزراعة صلاح فتحى أكد أن وزارة الزراعة أعدت جميع الدراسات الفنية اللازمة لإنشاء أول محطة عالمية للخيول فى الشرق الأوسط تحمل نفس اسم المحطة، سيتم تنفيذها بمدينة 6 أكتوبر أو العاصمة الإدارية الجديدة، بدعم فنى عربى، وستتم دراسة الموقع المناسب للمشروع على نحو يستغل البنية التحتية الحديثة التى باتت تمتلكها مصر مؤخرًا من شبكة طرُق ومحاور ومطارات وموانئ وإمدادات. «فتحى» كشف عن أنه والمسئولين بوزارة الزراعة قد اطلعوا على مخطط المشروع العالمى «مرابط مصر» لتربية وإنتاج الخيل، واصفًا إياه بأنه مُذهل بكل المقاييس؛ لأنه يحتوى على ملاعب وقاعات للمحاضرات وعيادة بيطرية واستراحات للأطباء... وكل ما يلزم تربية وتدريب الخيول على أعلى مستوى، ومساحته سوف تتخطى 118 فدانًا. وأضاف إن محطة الزهراء هى الأقدم فى العالم، والقناة الرسمية التى تولت الحفاظ على نقاء الخيول العربية بما تمتلكه من خيول نقية الدماء وتتمتع بالجمال والقوة والنسل المميز، والتى منها خرجت آلاف الخيول إلى دول العالم وكانت نواة للعديد من المزارع خارج مصر. وهى التى تمنح شهادة ميلاد للحصان العربى الأصيل. ويعود تاريخ محطة «الزهراء» لبداية القرن التاسع عشر عندما استورد محمد على باشا أنقى السلالات العربية من شبه الجزيرة العربية، وبها عَشرة أحواش؛ كل عنبر له حوش، ويوجد فندق إيواء للمزارع الخاصة للعلاج أو الترقيم أو التلقيح مزود بحوشيْن و80 بوكسًا للإيواء- وفقًا لمدير محطة المحطة. وتحتوى المحطة على قاعدة بيانات متصلة بقاعدة بيانات منظمة للخيول العربية العالمية، كما تحتوى على عيادة بيطرية تغطى كل الاحتياجات البيطرية للخيول الموجودة بها والخيول الخاصة، ويوجد أيضًا معمل بيطرى مجهَّز بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة لعمل التحاليل الخاصة لتشخيص حمل الخيول بالسونار وأمراضها. وتشرف محطة الزهراء على نحو 1200 مزرعة للقطاع الخاص تحتوى على 15 ألف حصان، وتضم نحو 500 رأس تمثل أهم سلالاتها.. وتمتلك المحطة 5 أنسال من أهم 5 عائلات للخيول فى مصر وأغنى وأمهر وأعلى أنواع الخيول فى العالم؛ وهى الصقلان والدهمان والكحيلان والهدبان والعبيان، والأخير هو أشهَر وأجمل وأندر وأغلى أنواع الخيول فى العالم مع الصقلاوى. وتقيم المحطة بطولة سنوية فى شهر نوفمبر يشارك فيها مربى الخيول من مختلف دول العالم، وتحتوى على مجموعة من البطولات والعروض، وتقام بالمحطة سباقات جمال وقفز وحواجز بحكام أجانب، ويحوز الفائزون على جوائز قيمة. مدير محطة الزهراء السابق د. أحمد حامد أكد أن السلالة المصرية من الخيول، تعد من أقيم سلالات الخيل العربى الأصيل، وتحصل على الجوائز المتقدمة على مستوى العالم، ويمكن أن تسهم فى زيادة الدخل القومى من النقد الأجنبى،لافتًا إلى أن التقدم الكبير فى الإنتاج جعل ملوك وأمراء وحكام العرب يطلبون هذه السلالة؛ فلكل منها شهادة نسَب ويصل ثمَن الحصان الواحد إلى 30 مليون. «حامد» كشف عن أن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر كان قد أهدى الرئيس الروسى خروشوف الحصان «أسوان» فى احتفالية افتتاح السد العالى وأصبح «أسوان» هو الأب لجميع الخيل العربى الأصيل فى روسيا وذاع صيته، ليتم إهداء ألمانياالغربيةوألمانيا واستراليا خيولًا من السلالة نفسها.